المرأة وعتبة اللاشيء / ريجويس ستانسلاوس
إن المرأة قوة بلا ضفاف وعرش دون صولجان ، هكذا، مجدا حافيا لوجه الشوارع.. يقول أوسانو اكيكو في رائعته ” يوم تحركت الجبال ” ( لقد جاء اليوم الذي تحركت فيه الجبال/ أعلم أنني أتكلم ولا أحد يصدقني/ لكن الجبال كانت لبعض الوقت نائمة/ مع أنها لوقت طويل قبلها/ رقصت مع النيران/ لا يهم إن لم يصدقني أحد/ أصدقائي/مادمت تعرفون أن / جميع النساء النائمات/ يقظات الآن ويتقدمن) مارس شهر الثورة تتقد فيه عقول النساء واحاسيسهن وأحلامهن بعالم أفضل تسوده قيم الإنسانية والعدالة والمحبة والتعاون ،المجتمع المعافى العلاقات الاجتماعية الآمنة. تتغير الطاقة من حولنا حيث التبعية السالبة للرجل في المجتمع والخضوع والخنوع والاستيعاب إلي شحنات إنسانية إيجابية الكرامة وتقدير الذات والسيادة كحق إلهي وفطري ، مارس ” غرفة للمرأة الكاتبة وحدها ” تمزق رداء الصمت وحسن السير والسلوك وعدم التوحش الذي طالما كان بقاؤنا مرهون به ، هكذا قالت فرجيينا وولف وآنا أخمانتوف أيقونة الوجع الروسي،أغرقنا على وحل الطريق ،مارس لا وقت فيه لليأس ولا حاجة للصمت أنه شهر المرأة الحرة المغامرة التي كلما إرتفع حجم الخطر ازدادت شغفا بالحياة تخلع رداء الخوف وتعلي من شأن تفاصيلها دون تهيب من السائد، تكتب بمجموع روحها ودمها ليس حبرا على الورق بل تمشي على جمر الأحداث حافية القلم تشكل الواقع الذي تعيش فيه وتخلق الفرق لأجيال قادمة ، مارس شهر بلون الصحراء وبنهكة البدايات شهقة طموحاتنا ونبض اشواقنا وخطانا نحو عالم جديد .
إن إرتقاء الوعي يستحق وجها جديدا ل امرأة جديدة قادرة على مواءمة ومضاهاة العصر والتعبير عن قضاياها ومظالمها واستنطاق الأسئلة الوجودية الكبرى لخلق تيار وعي جديد يعول على المرأة ” الإستثمار في المرأة وتسريع وتيرة التقدم ”
” ونحتاج جدا صوتها ” ” ليشع النور فينا من جديد ونستيعد صفوفنا لمواجهة ما نعيشه من ثقل المأساة التي ألمت بنا ..!” إن العدالة والمساواة بين الجنسين في كل مناحي الحياة واجب حضاري وإنساني .
ليست لأعمارنا أوقات مؤجلة
فلتتحرك النساء صلدات كالجبال ..