علي عرايبي
وَحْدي، أُنادي
أيُّها الوَقْتُ انْتَظرْني
كَيْ أُتمّمَ ما أَتاهُ الأَوَّلُونَ
وأيُّها اللّهَبُ احْتَضنِّي
كَيْ أُؤَوِّلَ ما رَآهُ الآخِرونَ
فلا زَمانَ هُنا،
لِأُوغِلَ في الغِيابِ،
لِأَخْلَعَ الأَقْفالَ عنْ أَمْسي،
لِأَستلَّ الصّباحَ من الرَّمادِ
هُنا تُضَيّعُني الطّريقُ،
هُنا يُطَلِّقُني البَريدُ
وَتَخْفتُ الأصواتُ في جَسَدي
ويَحْمِلُني إلى مَوْتي القَصيدُ
كأنّني حَجَرٌ تَشكّلَ منْ فَنائي،
فانْفَلتُ من الخُلودِ
وُعُدْتُ أَبْحَثُ في القِيامَةِ عنْ كِتابي
لا كِتابَ لِتُدْرِكيني يا سَماءُ
أنا المُشتَّتُ في العُصورِ،
أَتَيْتُ منْ لَهَبِ القُرونِ،
ومنْ أَنايَ،
ولا كِتابَ
لِتَعبُرَ الأزْمانُ منّي،
لمْ أَجِدْ أَمْسي هُناك
ولا غَدي
فأنا المُوزَّعُ في الفُصولِ،
أُهيِّئُ الصَّحراءَ للطُّوفانِ
جَمَّعْتُ الحقائِقَ كُلّها
وطَويتُ في أعماقِها ذاتي
كأنّي المَيّتُ الرّائي
أَرى ما لا يُرى…