فسانيا :: ليلى المغربي
دخل موظفي ميدان الفروسية أبوستة اعتصاماً منذ يوم السبت الأول من أبريل، بسبب توقف رواتبهم لستة أشهر متتالية، بعد أن يأس العاملين فيه من استجابة اللجنة الأولمبية لشكواهم وتذمرهم من تأخر المرتبات.
من المتعارف عليه أن ميدان الفروسية بمنطقة أبي ستة، هو الرئة الوحيدة تقريباً التي يتنفس من خلالها سكان مدينة طرابلس، فموقعها المطل على شاطئ البحر وسهولة الوصول إليها لاطلالتها على طريق الشط الواسع واهتمام العاملين بها وحرصهم على تامينها، وراحة روادها جعل من هذا الميدان قبلة العديد من السكان الذين يبحثون عن مكان مفتوح للتريض وممارسة هواية المشي أو التنزه العائلي دون تكلفة مادية ترهق كاهل البسطاء، في ظل ارتفاع الأسعار وشح السيولة.
” أحباء منتزه الفروسية من يوم الغد اعتصام موظفين منتزه الفروسية ابو ستة لعدم نزول مرتبات 6 أشهر ويبدأ من يوم الغد السبت الموافق 1\4\2107 والحاضر يعلم الغائب يعني من بكره المنتزه بيصكر لين ينزلو للعاملين بالمنتزه مرتباتهم وهدا على لسان أحد رجال الأمن..”
بهذا النص أعلن العاملين في ميدان الفروسية اعتصامهم وإغلاق الميدان في وجه مرتاديه.
” نحن موظفين نتبع اللجنة الأولمبية، واللجنة مؤسسة أهلية، ورواتبنا نتقاضاها من الخزانة عن طريق الهيئة العامة للشباب والرياضة، لم نتقاضى رواتبنا منذ شهر أكتوبر 2016 حتى نهاية شهر مارس 2017 أي ستة أشهر” هذا ما صرح به السيد محمود المصراتي موظف الأمن والسلامة في ميدان الفروسية.
ويضيف المصراتي” سبق وأن تقدمنا بشكوى للنائب العام وقوة الردع الخاصة على أمل أن يستمعوا لنا، نحن نعمل 6 أيام في الأسبوع حتى يوم السبت، رغم أن يوم السبت يجب أن يحتسب عمل إضافي ولكنهم لم يحتسبوه لنا سوى يوم عادي، عملنا ميداني في الحر والبرد، ونحافظ على الميدان وأمنه وأمن العائلات ومرتاديه، ورغم ذلك لم نتحصل على مزايا العمل الميداني ولا التأمين الصحي طوال فترة عملنا”
نشرت الهيئة العامة للشباب والرياضة على صفحتها في الفيسبوك بعد إعلان الاعتصام بيوم واحد وبتاريخ 2 أبريل 2017 إعلاناً كان نصه” تنويه ادارة الشؤون الادارية و المالية : الاخوة موظفي اللجنة الاولمبية الليبية تحويل مرتبات الموظفين للمصارف عن شهري يناير وفبراير 1-2 /2017 للمصارف وجاري العمل على تجهيز مرتب شهر 10 /2016 في مدة أقصاها 4 أيام وبالنسبة لشهري 11-12 /2016 سيتم صرفها مع مرتب شهر 3 مارس 2017 القادم. ”
يعلق المصراتي عن المشاكل المتراكمة منذ سنوات فيما يخص رواتبه وزملائه بقوله” منذ سبع سنوات ورواتبا كما هي لم نحصل على زيادة فيها، ولا تعديل الدرجة الوظيفية، وكلما اشتكينا يقدمون لنا الوعود، المشكلة بين الهيئة العامة للشباب والرياضة و اللجنة الأولمبية، ونحن قرابة 150 عائلة أكثر من نصفهم يعيل أسراً بلا رواتب، فلم نجد غير الاعتصام سبيلاً لنا ودعم العديد من رواد الميدان لايصال صوتنا لعلنا نجد من يصغي”
في تفاعل سريع من مرتادي ميدان الفروسية، قاموا بتأسيس مجموعة على الفيسبوك تحت اسم ” لا لإغلاق ميدان الفروسية أبي ستة الرياضي الثقافي ” ، لبحث حلول للعاملين في الميدان كي لا يقفل في وجوههم ولتعاطفهم مع العاملين.
السيدة ندى نعمان تقول” نادي الفروسية هو أكثر الاماكن شعبية وأماناً في مدينة طرابلس و لا نبالغ إذ نقول أن غالبية سكان طرابلس صغار وكبار نساء ورجال اطفال وشباب وشيوخ مرضى و أصحاء ..الخ يرتادونه لأسباب مختلفة و في أوقات مختلفة .. ونعلم تماما أن من حق القائمين عليه المطالبة بحقوقهم والتي أقلها مرتباتهم المتوقفة منذ ستة أشهر- بحسب ماورد في صفحتهم- وهم الذين يقومون بعملهم منذ قبيل طلوع الشمس وحتى مابعد الغروب يحرصون على توفير الأمن والأمان لكل الرواد .. الهدف من هذه المجموعة إيجاد حل أو محل و تبادل الأراء والافكار لتعود المياه إلى مجاريها ويعود هذا المكان المتنفس إلى عمله وفتح أبوابه لكل رواده ”
وتقول السيدة غيداء الباجقني” جل من يتنزه أو يحضر للترفيه أو الرياضة يعلم بأن الحفاظ على ميدان الفروسية ونظافته وزرع الورود فيه والاهتمام به، وراءه رجال يخافون الله في وطنهم ،ووطنيين قلبا وقالبا وغالبية المواطنون المغلوب على أمرهم يدركون هذا الأمر، رغم سلبية البعض وعدم مبالاتهم ، ولكن البلد في حالة فوضى وليس لدينا حتى قوانين نستطيع من خلالها إيجاد حل سريع وجذري، لذا المقترح هو أخذ دينار من كل سيارة عند الدخول وعلى الراجلين لكل شخص 50 قرشاً، وحتى السيارات التي تصطف خارج الفروسية ناحية السور يجب أن تلتزم بالدفع، ومن الممكن عمل برامج للأطفال يشرف عليها نادي الفروسية ايضا لتكون دخلاً، وبهذا الطريقة نحل المشكلة ”
