للعَارِفينَ كَلامُهُم

للعَارِفينَ كَلامُهُم

  • أحمد والي

يا خَيْرَ مَن نَطَقَ اللِّسانُ بِسِرِّهِ المُستَودَعِ،

إنَّ السَّلامَ لَنَفْحَةٌ مِن نُورِهِ،

إذْ لامَسَتْ قَلْبًا تَجَلّى فيه ذِكْرُ العارِفِينَ،

فأَوْرَقَتْ.

والحُبُّ إن نَحيا بهِ،

كَالماءِ إنْ رَوَّى يَبَاسَ الرُّوحِ حتّى أَثْمَرَتْ،فأتَتْ بِدَمْعٍ كالتَّجَلِّي حِينَ يَسْقُطُ مِنْ شِغَافِ قُلوبِهِم

يا خَيْرَ مَن ذَكَرُوا، ومَن عَرَفُوا هُمُ،

بأنَّ سَحائِبَ الرَّحَماتِ لَيْسَتْ تُشْتَرى،

طابَ المَقامُ مَقامًا مِن مَقامَاتِ الوُصولْ.

إنَّ الحَنِينَ لَمُسْتَراحٌ في القُلوبِ،

إذا نَظَرْتَ بِقَلْبِ مَن رَأَوا الحَقِيقَةَ كُلَّهَا،

أفَلَمْ يَعودُوا فائِزِينَ بِدَمْعَةٍ؟

مَدُّوا يَداهُم في “الهُنالِكَ،

حَسْبُنا كَفٌّ يُواسِي اللهَ في خَلْقٍ،

فأعْظَمَ أَجْرَهُ.

يا أهْلَ وُدٍّ، إذْ تَرَاءى الصَّمْتُ

في المَلَكُوتِ حتّى ضَوَّؤُوا،

نَطَقَتْ مَحَبَّتُهُم،وَمَا عادُوا سُدَى.

أَنِسُوا بِذاكَ الدِّفءِ يَسْرِي،

رَيْثَما

نَدَّى رَذاذُ الماءِ عُمْقًا في الجُذورِ،

لِيَكْتُبَ السُّكْنَى لَهُمْ.

يا سائِرِينَ إلى المَدى،والدَّرْبُ صُيِّرَ مَسْجِدًا،

يا صَبْرُ، كُنْتَ إمامَهُمْ،وتَلَوْتَ آياتٍ،

فَكانَتْ كَالخُطى،قَبَسًا يُوَارِي عَتْمَةً،

فأُضِيئَتِ الأرواحُ مِن وَجْدٍ،

لِمَنْ سَمَكَ السَّمَاوهُنا يَذُوبُ بِسِرِّها المُسْتَعْذَبُ.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :