فسانيا/ مصطفى المغربي…
احتفت مدينة غدامس ومعها كل مدن ليبيا في أكتوبر الماضي برفع مدينة غدامس القديمة من قائمة المواقع الأثرية المعرضة للخطر بعد قرابة 10 سنوات من إدراجها على القائمة، والاحتفاء بإدراج قرية تونين في سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، الذي تشرف عليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وجامعة الدول العربية، اعترافًا بقيمة (تونين) التاريخية والمعمارية المتميزة التي تجسد أصالة العمارة المحلية وعمق التفاعل الإنساني مع البيئة الصحراوية، ضمن فعاليات “أيام غدامس للتسوق والتراث” في نسخته الثالثة.
ولعب المجتمع المدني دورًا حيويًا في رفع مدينة غدامس القديمة من قائمة المواقع الأثرية المعرضة للخطر، إضافة لدوره في إدراج قرية تونين بغدامس ضمن سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، من خلال برامج مكثفة اعتمدت على الوعي المجتمعي، طوال سنوات الحظر، وذلك برفع الوعي لدى المواطنين واشراكهم في الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية، والتشجيع على حمايته وعدم تخريبه، وجعله جزءاً حيوياً من الحياة اليومية، من خلال بناء القدرات، وتنظيم حملات ومبادرات وورش عمل وبرامج توعوية.
كما بينت سنوات الحظر، الجهد الذي بذلته مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الغير حكومية بغدامس، في تعزيز السياحة وإحياء التراث من خلال زيادة وتطوير المنتجات السياحية، وتشجيع الاستثمارات المحلية، ورعاية الأنشطة الثقافية والبيئية، وتأهيل الكوادر البشرية، وتسويق وترويج المنتجات السياحية في داخل وخارج ليبيا، وتعزيز الاتصال السياحي بين المواطنين والجهات المعنية، والضغط على الجهات الحكومية لتطوير البنية التحتية وتوفير الدعم اللازم، حتى تكون خطط التنمية السياحية شاملة ومستدامة وعادلة.
إضافة لجهود المجتمع المدني في غدامس في الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية من الاندثار، عن طريق تنظيم حملات صيانة، سواء كانت طبيعية أو ناتجة عن التوسع العمراني، كما دافع عن التراث ضد أي انتهاكات، ودوره في ربط التراث بالسياحة عبر تنظيم رحلات توعوية إلى المواقع التاريخية والريفية، مما يعزز الوعي بأهمية هذه المواقع ويحفز السياحة الداخلية، ومساهمته في تأسيس مركز للتوثيق يكون بمثابة مركز أبحاث عمل ولازال يعمل على توفير المعلومات والدراسات اللازمة لدعم جهود إحياء التراث وتنمية السياحة بغدامس والمناطق التي حولها.
كما ساهم المجتمع المدني خلال عشر سنوات مضت، في تحسين جودة الخدمات السياحية من خلال الضغط لتحسين البنية التحتية، وتعزيز معايير الجودة، وضمان تجربة إيجابية وأصيلة للسياح.
مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي لعبت دوراً حيوياً ومحورياً في الرفع مدينة غدامس من قائمة التراث العالمي المهددة عديدة، منها جمعية (تمانحت لحفظ التراث الغدامسي), وجمعية (فاستبقوا لحفظ التراث), ومركز (تورنكا للابحاث والدراسات)……..
هذا وقد كان للمتطوعين والمستقلين والنشطاء ، نساء ورجال وشباب وأطفال، دورهم البارز في إبراز الموروث الحضاري والثقافي لمدينة غدامس ومنذ عشرات السنين، ومنها ما قدموه من عطاء وجهد لإخراج غدامس وضواحيها من قائمة الحظر، وتكاثفهم مع المجتمع المدني، والتعاون مع كل المؤسسات الحكومية في المنطقة لتكون “لؤلؤة الصحراء” واجهة السياحة في ليبيا والعالم أجمع.
هذا وتجدر الإشارة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في يوليو الماضي من العام الجاري 2025 أعلنت عن قرار لجنة التراث العالمي بالمنظمة برفع مدينة غدامس القديمة من قائمة المواقع الأثرية المعرضة للخطر بعد قرابة 10 سنوات من إدراجها على القائمة.
يذكر أن قائمة اليونسكو الحالية لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر تضم عدد من المواقع الأثرية في مختلف أنحاء العالم مسجلة لدى قائمة اليونسكو الرئيسية المعرضة للخطر، للأسباب مختلفة منها الصراعات، والبناء العشوائي، والحفر غير المشروع، والتهريب، وعدم وجود حراسة أمنية كافية، ولازالت أربع مواقع ليبية هي: (شحات، لبدة الكبرى، صبراتة، الفن الصخري/ تادرارت/ أكاكوس) على القائمة منذ العام 2016.





































