و في الخيانة وجهة نظر 

و في الخيانة وجهة نظر 

بقلم :: عبد القادر الزروق 

” اللّي تخطا معرفته تنقرض معاه ” …. هذا هو واقعنا نحن سكان العالم الثالث للأسف ؛ فكل مَن تختلف معه في وجهة النظر يرميك بالخيانة القطعية الفورية و لا أقول يتهمك بالخيانة لأن المتهم برئ حتىٰ تثبت إدانته على قول القانونيين ..
هكذا نحن لا حل وسط عندنا .. مَن ليس معي فهو خائن و مرتد و رجعي و عميل الأمريكان و الصهاينة و متآمر مع الناتو و سبب هزيمة 1948م و أساس نكبة 1967م و عدو للشعوب و حجر عثرة أمام التقدم و التنمية ..
لكم أذهلتني كتابات و تعابير البعض على صفحات التواصل و التي ترمي بقنابل الخيانة و تقصف عشوائياً بدون تثبت و تبيّن كل مَن تطاله قذائفهم .. عُجبت لهؤلاء ألم يعلموا بأن الله سبحانه و تعالىٰ قال في محكم آياته ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيّنوا أن تُصِيبُوا قوماً بجهالة فتُصبحوا علىٰ ما فعلتم نادمين ” صدق الله العظيم .. و هل بعد هذه الجهالة جهالة .. و أخو الجهل ليس معذوراً في جهله و إن ندم فلا ينفعه الندم ..
أستغرب كيف تكون كلمة الحق خيانة .. و كيف يكون الموقف الصائب خيانة .. و كيف يكون حقن دماء المسلمين خيانة .. و كيف يكون الحرص على حفظ الأعراض خيانة .. و كيف تكون الشجاعة والوفاء و الرجولة و الأمانة هي الوقوف مع إبن القبيلة و مناصرته حتى و إن كان ظالماً .. و التشبت بالجهوية المقيتة هو الصواب و إن كانت تسوق للهاوية .. و الإنحياز للمال الحرام هو الأفضل و إن كان مغموساً في دماء الإبرياء ..
أيها السادة : إنها نعرة الجاهلية الجهلاء و القبلية المقيتة الرعناء و الجهوية اللعينة الهوجاء و العزة بالإثم و التي تقود زبانيتها إلى سؤ المآل و تبيد النسل و تهلك الزرع و الضرع و تدمر البلاد و تكون سبباً في تخلف العباد ..
لا يغرنكم بالله الغُرور و لا يقودنكم إذاعات الدفع المسبق و إعلام البلاط و أراء التكايا تُجّار المساكين و الولايا و بائعي الوهم و مروجي الإشاعات .. فتبيّنوا ..
في هذا الشهر الفضيل ، شهر رمضان المبارك ، اللهم أرنا الحقَّ حقّاً و أرزقنا الشجاعة لإتّباعه و أرنا الباطل باطلاً و أرزقنا الإيمان لإجتنابه .. و أعلموا إنه و علىٰ قول الحاج حمودة رحمة الله عليه ” الحقّ يحُقّ و الباطل يُبْطِل ” و إن طال الزمن ..
و إلىٰ اللقاء …. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :