بقلم :: عبد السلام سنان
هالات هذا المساء مُفْزِعة كمطرِ الصيف خيّبتْ عراجين الواحة، تغشّاها حُزْن بليد كارْتطامِ الصُدْفة بخطواتي، نكاية بصريرِ الغموض الذي يلفُّ أنثى معْجونة بهوسِ الخريف، غارقة في صمتها الفظيع، تحْسبه ملاذها الآمن، يَعْتِقُها من خرابِ ليْلها الفوضوي، تظنُ أن رهْبة وجهي النازي ستحْرقُ ما تبقى من رمادِ الصبر، يرْجُفُها البكاء المعْطوب بذاخلها، تتجاهل أنني الخلاص الذي تُشْعلُ فيه ذنبها ويُزْهرُ فيه جسدها المهجور، ذاكَ الأرجواني المُثْخن بالحماقاتِ كالضوضاءِ المُحْتشدة على مِرْآةِ السفور، كخيْلٍ جامحة، تُدْميها قسْوةٍ طافحة كأشْباحٍ مُرْعبة الهواجس، الضياع لا تغْفرهُ فِكْرة الليل، رمتْ بأنوثتها في رُكْنٍ قصيٍّ من زاويةٍ صدئة بلا ضوءٍ تسْقيها قهْوتها المُرّة، هاكِ يا سيدتي آخر عودٍ من ثقابِ وأحْرقي ما تبقى من حقولِ أوْجاعكِ، أكْتُبي على حيطانِ الريح وداعًا يا غول الصمت ويا أمس الوحْشة، إمْتطي صهْوة التورّط الرحيم، ارْحلي إلى مدائنِ الشمس وشواطئ المِلْح الوفير ..!