بقلم :: الناقد السودانى دكتور اليسع أبو مظهر
صراخ الطابق السفلي ..رواية للكاتبة الليبية د. فاطمة سالم الحاجي عنوان يسوقك بعنف الى همس الموج والصحراء
رواية يحير أمرها ورغم انها من وجهة نظري تركن الى أدب الواقعية السحرية ، كذاك الذى لجأ اليه ماركيز والطيب صالح ونجيب محفوظ واخرين تسيدوا ساحة الرواية العالمية عبر القرن العشرين ، إلا أن صراخ الطابق السفلى تصفع كل تلك المسلمات ، للرواية عدة ابطال وعدة رواه. نشبهها بادب السيرة الذاتية فتطل الشاعرية على تخوم الاسطورة تنقب فى خبايا الروح الوالهة ( بقيت الأناشيد وحيدة فى الساحة تولول— مددت له شوق القلب). الرواية تلعب على الثنائيات والتضاد – الشوق للحظات العشق تنساق لرؤى فرويد ووجودية سارتر تشدها الضرائح والمقامات وتأملات الغزالي ووجد الجنيد البحر نهبه الأسرار ويهبنا الخلود والسحر والطلسم نبثه اشواقنا ورغباتنا المؤودة على سفح الصحراء وسطوة الفقه الذكوري تكاد تبصر روح فاطمة الحاجى تتسلل بأنانية الذات عبر جسارة سعاد وكبريائها وتحديها وكأنها ( مصطفى السعيد ) ولكن يجئ حازم وكرستينا ووليم وعائشة ونتوه فى صراخ لحد الإرباك . فاطمة كأنها أرادت أن تقول كل شئ فى عالم يرفض السمع والإنتباه عدة روايات فى رواية – استنطاق الذات واعترافاتها عند حوائط بكائيات البحر بعلم بخبايا النفس وصراعها لحد الدهشة –فكرستينا تنام مبتردة فى أقمار الصحراء عند سفح الجبل ولواعج حازم فى شبق بهى يتحسس جيدها – من أين لكاتبة بهذا الإحساس الرجولى السارب فى ظلمات وكوابح العيب والخوف والهروب . بحار التصوف وجحافل المتأملين على عتبات روح الأسلاف وعلاقة عوالم الغيب والشهادة عند إعتصار آلام النفس ولواعج الحوجة والرغبة ،وكذا المعرفة الفارهة بالفلسفة والرواية والغناء والشعر والسياحة والتاريخ وصراع الحضارات المسرح ياتى شاخصا بدرامته الفاضحة ( لا يجماعة الحكاية فيها شنق ، إذن تصبحون على خير ) فما تكاد تسرح مع الخيال السردى حتى يصدك سؤال الماهيات الكبري الى واقعك بفاجعة الهجرة الى واقع مصدوم – كحالة الخوف والرقبة حبل المشنقة والزجاج المظلل ورغبة الحب والحياة والانتماء الى براحات الانسانى العريض أأقرأ فى التاريخ السياسي المعاصر ؟ أم ليبيا البحر والجبل والتاريخ والأولياء أمريكا وسطوتها واللجان وظلمها وحياة الجامعة والفقر والكفر ، اللعب بين الذكريات والآن فكل الأحداث تبدأ عند الإكتمال الأسماء أختيرت بعناية سعاد – طاهر – كرستينا وليم – حازم – وآدم رمز الإنتماء وعائشة الرواية لم تتبرع بأجوبة مجانية لعوالم عصية الإرتباك الا سفينة حازم وكرستينا لقاء الجبل والدنيا الجديدة فكأنى بكرستينا وجدت فى حازم تكفير لابادة قومها للهنود الحمر فى بداية الرواية ظننت أنها تستجيب لنداء الجندر وموضة حقوق المراة فى انسدال ضفائر سعاد على جيدها الممشوق بعطر الشعر والثقافة المائزة فذهب تفكييكى مهذوماً ايضا وسعاد تهدى لطاهر لفافة تبغ لمزيد من طلسم وجوده وتنزوى تبكى ألمها مع رفيقة العمر المجروح قلبها تهزمنى الرواية حين غربت شمس عائشة الغائبة حين حضور الوطن لأن غشاء الطهر تهتك ذات ليلة يذلها الفقر تحت سطوة المال وجيف وعهر السياسة لتعلن انهزامها على الملأ لتستكين الرواية لواقع بالغ التعقيد ولكنها تدوى بصفعاتها القاسيات على انسانية غاربة وفاجعة أمل ينتحب على عتبات الألم وسطوة فقه الصحراء وقهر الرجولة رغم رجل آدم التى تناثرت أصابعها تحكى عبثية الحرب والثورة صباح الجرح يا وجهى وياوجهك صباح كله نزف فلا ادري هذا النزم من جرحى او نزف الروح من جرحك من أنت يافطمة سالم الحاجى وصراخ الطابق السفلي يفضح جهلنا…