بقلم :: نجلاء المسلاتي
كـان يمنـحُ فنجـانَ قهوتـهِ الكثيـرَ مـن الغـزلِ كـلَّ صبـاح، ويتعمّـدُ الإغْـداق.
وبيـنَ الحيـنِ والآخـر كـانّ يُسْعـِفُ ذاتهُ بمـا يستهويـها فـي عالمـهِ الخـاص،
يُسْعِفُهـا بالموسيقـى والكتـبِ والفنـونِ الكثيـرة،
وبالطبيعـةِ أحيانـًا إن حالفـهُ الحـظ واستطـاعَ أن يختلـي بهـا دونَ رِفقـةٍ أو رقابـة.
كـان يبتسـمُ عندمـا يشعـرُ بأشعـةِ الشمـس، يُقدّرهـا جـدًا.
منـذ بدايـةِ إدراكـهِ وهـو يتغيـر، دونَ أن يواكبـهُ المحيـط مـن حولـه،
كـانَ يعلـمُ جيـدًا أنـهُ يسبقـهُ بسنـواتٍ طويلـة،
وأنـهُ غالبـًا لـن يلحـقَ بـه فـي حياتـهِ هـذه،
لـن يلحـقَ بـه هنـا، فـي هـذه البقعـةِ مـن العالـم علـى الأقـل.
“مـا خطـب هـذا الجـزء مـن الكوكـب؟”
لطالمـا كـررَ هـذا السـؤال, لكنـهُ لـم يكـن يتسـاءلُ حقًـا.
كـذلك هـي .. لـم تكـن تتسـاءل أيضًـا.
المشاهدات : 340