رسالة التعليم رسالة جليلة وهي من أعظم وظائف الأنبياء عليهم السلام، وهي وسيلة عظيمة من وسائل نشر الدين وتبليغه.
ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها في التعليم الرفق بالمتعلم أثناء تعليمه، حيث إن الناس متفاوتون في مستوى التفكير والفهم والسلوك.
فحريٌّ بالمعلم مراعاة هذه الفروق، واللطف بالمتعلم وخاصة إذا وقع المتعلم في خطأ، فإن نفس المخطئ منكسرة غالباً، فعن أنس رضي الله عنه أنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول r إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله r مه مه. قال: قال رسول الله r: «لا تزرموه دعوه»، فتركوه حتى بال. ثم إن رسول الله r دعاه فقال له: «إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيءٍ من هذا البول ولا القذر، إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ، والصَّلاة، وقراءة القرآن». أو كما قال رسول الله r ، قال: «فأمر رجلًا من القوم فجاء بدلوٍ من ماءٍ فشنَّه عليه»([1]).
قال ابن حجر رحمه الله: (وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزمه من غير تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عنادًا ولاسيما إن كان عن يحتاج إلى استئلافه. وفيه رأفة النبي r وحسن خلقه. قال ابن ماجه وابن حبان في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «فقال الأعرابي – بعد أن فقِّه في الإسلام فقام إل النبي r – : بأبي أنت وأمي فلم يؤنِّب ولم يسبَّ»)([2]).
أرأيت أخي المسلم إلى هذا الخلق العظيم من النبي r تجاه من أخطأ، وخاصة الجاهل الذي لا يُدرك أنه أخطأ، ولا يدرك حجم الخطأ، ولا يلاحظ تصرفاته؛ فليكن لنا في رسولنا r أسوة حسنة.