كتب :: عثمان البوسيفي
الثاني من مايو يوم أسود في مبني المفوضية العليا للانتخابات في منطقة غوط الشعال بالعاصمة طرابلس فقد هجم شخصان يتسلحان بالرصاص والمتفجرات والعنف والبغض والكراهية ويبحثان عن تسجيل نفسيهما في قوافل الموتي من أجل ما قيل لهم أنهم سوف يكون مقرهم الجنة ’ حين سمعت الخبر قلت ربما هي اشاعة وربما هو حادث بسيط تم تضخيمه لكن كل ذلك لم يكن صحيحا وعادت صورة الزيارات المتكرةة الى المفوضية وكيف كان اجراءات الحماية مهزوزة جدااا مجرد أفراد يفتقدون كل شئ يجلسون أما باب كبير مفتوح على مصراعيه ولذلك تمكن المجرمان من قتل عدد كبير وصل الى 14 شهيد واجب والى 19 جريح والى هلع وخوف وصدمة في بقية أفراد المفوضية .
اتصلت بالسيد أبوبكر مردة عضو مجلس المفوضية الذي كنت دائما في زيارته في مكتبه وجأني صوته مغاير عما كنت اسمع وقال بلغة حزينة جدااا هنا قتلي وجرحى فقد هوجمت المفوضية من قبل الغرباء المكالمة لم تستمر طويلا فالوضع لم يكن يسمع بأكثر من معرفة أن الخبر حقيقة ولم يعد مجرد خبر قد يكون كاذبا في بلد لا وسائل أعلام وطنية تأتي بالخبر الصحيح لمواطن بائس حلمه الدائم بلد هادئ وأمن .
عاودت الاتصال باسيد أبوبكر ذاك النحيف وهو مبعثر بفعل الحادث الشنيع وأنتهت المكالمة القصيرة فيما سيظل الحدث في عمقه لفترة طويلة هذا الجنوبي المسالم .
أسم آخر اتصلت به كان السيد عمر عبدالدائم ذو القامة الفارهة التى هزتها دماء زملائه ولم يعد يعرف من المتصل به وقد خارت قواه وبدأ الحزن بظلاله كبيرا على صوته وكلماته التى كانت قبل الحادث بلغة عربية سليمة قد صارت بفعل الحادث مبعثرة ومشتتة .
أصاب الرعب المدينة واقفلت الطرقات دون خطة أمنية حقيقية فالذين يتسيدون زمام الامور هم مجموعات مسلحة شرعنتها الحكومات المتعاقبة وصارت هي الامر الناهي .
تعامل فض من قبل تلك المجموعات التى تكاثرت بشكل كبير والسؤال ينطلق بقوة أين كانت تلك المجموعة الكبيرة قبل الحادث ؟
هنا قد تستطيع السؤال لكن في مجل الاحوال لن تستطيع ايجاد إجابة تشفي غليلك .
ما نشر من فيدوهات قيل أنها لحظات الهجوم الغادر في بدايته أنهم دخلوا بكل سهولة ويسر دون مقاومة تذكر من رجال على ما يبدو أنهم كانوا عزل من احتياجات كثيرة كان يجب ان تكون عندهم لحماية أنفسهم وحماية زملائهم .
يوم الخميس أردت الذهاب الى مبني المفوضية لكن قيل لي أنهم سوف يصلون على الشهداء في ميدان الشهداء لكن هذا الامر لم يحصل لرغبة أهالي الضحايا في اقامة مراسم تشييع احبابهم بصورة فردية فقط فرد واحد اتوا به للميدان
داعش تتبنى الحادث
الى متى نظل هكذا يفرقنا الساسة ويعبث بنا المجرمون وتعمل فينا داعش كما تريد وتسرق أحلامنا في رؤية وطن بهي دون ان نتكاثف من أجل دحرهم ؟
الحقيقة التى لا يمكن اخفاؤها أننا من جل لداعش موطى قدم في ظل سلبيتنا الكبيرة وتعاطينا مع الامر بشكل يدفع للسؤال متى ننهض من كبوتنا ونواجه هذا الواق البائس ؟
هل سيكون هذا الحادث الاخير أم أنهم سوف يمارسون قتلنا وتنكيلنا وفي كل مرة لا نملك إلا قول الله غالب ؟
مؤتمر صحفي هزيل
بعد الحادثة بساعات ظهر سيادة وزير الداخلية ورئيس المفوضية العليا للانتخابات وللامانة لم احضر اطوار ذاك المؤتمر مباشرة حين نقلته بعض القنوات التى هي بالاسم فقط ليبية لكن بحث عنه لمعرفة ما قاله الرجلان اللذان بالتأكيد لن يتقدما با ستقالتهم جراء هذا الحادث الدامي فالاستقالة لا يعرفها المسؤول الليبي .
حقيقة أمر مؤلم حين يقول رئيس المفوضية أنه يطمئن الليبيين أن منظومة الانتخابات تم حمايته وأنهم كانوا يتوقعون ان يحدث ما حدث وهنا ينطلق السؤال لماذا لم تحمي موظفينك سيادة المسؤول أم أن المنظومة أهم عندك من تلك الارواح جانبك الصواب وفقدت أدميتك وتحولت الى آلة .
في المقابل وزير الداخلية لا يملك غير النعي ففاقد الشئ لا يعيطه فالرجل لا يملك قوات حقيقية على الارض فالموجود على الارض مجموعات مسلحة فقط تحمل شعار الداخلية لكنها في حقيقة الامر ليست في دائرة تصرف الوزير البجل ..
سائق سيارة الاجرة يرفض نقلي للمفوضية
حين طلبت من سائق سيارة الاجرة الستيني الذي عاصر هموم سبتمبر واوجاع فبراير الملامح أخذي الى مفوضة الانتخابات حتى تغيرت ملامحه بسرعة وقال لا لن أذهب الى هناك وغادر بسرعة دون الخوض في الامر فالذهاب الى هناك محسوم عنده .
وصلت الميدان قبل وقت طويل كانت اربع سيارات كتب عليها كتيبة 28 مشاة (جيش) الذي يظهر دائما بعد فوات الاوان وبعض السيارات الأخرى التى تحمل شعار الشرطة لكنها في معظمها لا تصنع فعل الشرطة .
رجل وحيد
رجل وحيد يصرخ بألم وحرقة (ليبيا ضاعت ) وسط حضور أقل ما يقال عنه إنه خجول جدا ولا يليق بحدث شنيع فقدنا فيا أرواح زكية ألتف حوله مجموعة صغيرة شاركته حزنه على هذا المصاب الجلل.
وزارة الداخية تنعي الضحايا
بكلمات قليلة نعت وزارة الداخلية الشهيد الذي كتبت عليه الاقدار ان يموت في مكان لم ينال الحماية الكافية والسؤال الذي قد يطلقه الكثيرون لماذا لم تقم الوزارة الواقع عليها أمر حماية البشر والممتلكات حمايتهم لكن في ذات الوقت لا يمكن طلب المستحيل من وزارة تقاتل من أجل شراء مسدس قد يسرقه المنحرفون منها والحديث اعلم في قرارة نفسي أنه مؤلم جداااا في بلد غني في الثروات وفقير في الواقع جراء النهب الممنهج .
موقع المفوضية العليا للانتخابات
حتى ساعة كتابة هذه الكلمات الحزينة ظل موقع المفوضية دون أي خبر أو تعزية أو إعلان حداد على أرواح قتلت في وجهة نظري بدم بارد نتيجة الاهمال في توفير سبل الحماية لهم وتركهم لقمة صائغة في افواه الانذال .
منشغلون بالبيع والشراء .
الحركة عادية في الشوارع القريبة من الميدان فهناك على بضع خطوات باعة العملات الاجنبية منشغلون في ملاحقة سعر البيع والشراء لتفادي الخسارة المادية فالخسارة البشرية قد لا تقع من صلب اهتماماتهم والمواطن المسكين حين يهاجمه المرض لن يجد وزارة صحة توفرله الدواء بل يجد هذا السوق يبيعه الدولار باسعار مضاعفة .
اخرجوا يا سلبيين
هتافات مجموعة صغيرة حضرت في ظل جموع كبيرة غابات بفعل الجوع الذي هاجمها والسلبية التى سكنتها هتاف خرج كالسكين في بلد يذبح فيه الإنسان بطرق شتى .
طوابير المصارف
على واجهة أخرى للميدان كان هناك طابور لنساء ينتظرن صرف مبلغ هزيل وهن تحت وابل من الاهانت مصارف تفتح أبوابها تحت حماية مجموعات اقل ما يقال عنها أنها مجرمة يستوج أن تحاكم بتهمة ازدراء واهانة المواطن الليبي المسكين من أجل صرف مبلغ زهيد في أحسن الاحوال لا يصل الى مائة دولار لعائلة منكوبة تخلت عنها الحكومات الورقية التى تعاقبت على حكمه .
البعض أكتفي بالمشاهدة وكأن الأمر لا يعنيه وأن القتلي من بلد آخر وشعب آخر يا الله كم نحن بؤساء
وزير مدجج بالحماية
بكلمات مقتضبه وقصيرة قال ان كل من فقدناهم يعنون لنا الكثير وسوف لن يمر هذا العمل بسهولة وها أنا اقول لك يا سيادة الوزير العمل سوف يمر بكل سهولة وسوف ننساهم قريبا ويكون هناك ضحايا جدد في مسلسل لن يتوف دون وجود جيش وشرطة لا تنتمي إلا للوطن ويتم التخلص من المجموعات المسلحة التى تحمل غطاء شرعية الداخلية .
انفض الجمع
انفض الجمع الصغير وغادر الميدان وعادت أسراب الحمام التى تكفل الزوار باطعامه وكان مصدر دخل للبعض الاخر في ظل مصادر دخل معدومة في هذا البلد الغني .
مكتب مكافحة الارهاب
بامكانيات معدومة ونمارس الكذب حين نقول أنها بسيطة يعمل هذا المكتب في الادارة العامة للامن المركزية التى تسرب إليها الكثير من المجرمين وصاروا يحملون أسمها .
المكتب له صفحة على الفيس بوك نشر فيها مقطع صغير لماحدث في المفوضية ولا يمكن أن نطلب منهم المزيد في ظل فقر في الدعم .
على ظهر الصفحة المكتب يدين التفجير وتعليق مصاحب يقول أن كان مكتب مكافحة الارهاب يدين فقط فماذا يفعل المواطن المغلبو على امره ؟
تحذير مسبق من مكتب مكافحة الارهاب
قبل اسبوعين حسبما علمت من مصدر خاص أن المكتب حذر من مغبة تعرض بعض الاهداف الحيوية للهجوم ومع ذلك ظلت الحماية في مقر المفوضية كما هي وربما ظلت كما هي في بقية المواقع لكن حقيقة الامر أن امكانيات المكتب المتواضعة لا تسمح ان نطلب منهم أكثر مما فعلوه لكن السؤال لماذا لم تتدخل حكومة الوفاق وتعمل على حماية البشر الذين يقعون تحت مظلتها ؟
والحديث للمصدر أنهم لا يملكون أي دعم يمكنهم من تفعيل المكتب وكل طباتهم تذهب ادراج الرياح وأنهم يفتقدون للعتاد من مسدسات وأسلحة يفترض ان تكون عندهم فقط ما يصلهم ملابس بيت لهم بمبالغ كبيرة مبالغ فيها .
هنا ينطلق السؤال كيف يتم حماية الارواح والممتلكات في ظل أجهزة هزيلة لا تملك حاية انفسها فكيف تحمي غيرها.
الإدارة العامة للامن المركزي
مجموعة صغير من الذين تدربوا في كليات الشرطة يحاولون بكل الطرق مجابهة الظروف الصعبة التي يعيشونها فالاموال تذهب للمجموعات المسلحة وهم يعانون من أجل الصمود في ظل شح في الصرف من قبل الحكومة الورقية
توجهت لاى هناك وفي نفسي تسكن أسئلة كثيرة في طريق لمقر الامن المركزي وقع نظري على مبنى مهجور كتب عليه قفل من قبل كتيبة ثوار طرابلس وكتب عليه من يقترب يموت .
مكان بائس يفتقد للكثير وأشجار تشكو العطش ومكتبة صغيرة تقع في الطرف الغربي للمني وهي مغلقة لكن الترحاب الجميل الذي لقيته منهم جعلني اتفائل بغد ربما أفضل مما نحن فيه .
رجال قلة يحاولون بشتى الطرق العمل في ظروف لا يمكن وصفها بالكلمات لكن الى متى هم دون دعم حقيقي يمكنهم من العمل وأخراج المجموعات التى ادخلوها الى الامن المركزي وهي لا تنتمي لهم بل في حقيقة الامر تنتمي الى المجرمين .
غادرتهم بعد حديث ذو شجون وفي نفس أمنية متى نرى مؤسسات أمنية قادرة على حماية البلد من هجوم القتلة والخارجون عن القانون ؟
حكومة لا تملك غير الحداد
حكومة ميتة بدل أن تحمي مقراتها وتوفر الدعم تكتفي باعلان الحداد وبيان يدين هذا العمل الاجرامي والادانة لا تساوي الورقة التى كتب عليها فالمواطن ينتظر شئ ملموس على أرض الواقع وهي عادة الحكومة التى لا تعرف غير العجز .
الى موعد آخر يقتل فيه الليبيون بدم بارد ويسال فيه كثيراً من الحبر وتسرق فيه كثيراً من الاموال وتضيع فيه الاماني في دهاليز الظلمة يبقى المواطن الليبي هو الارخص .