بقلم :: عبد الرحمن جماعة
تعمد القنوات الليبية إلى إضفاء ألقابٍ على من تستضيفهم، على سبيل المثال: “ناشط سياسي”، “ناشط حقوقي”، “محلل سياسي”…الخ.
وهناك سببان لإعطاء هؤلاء الضيوف هذه الصفات:
الأول: حتى يكون لكلامه تأثيراً على الجمهور الجالس أمام الشاشات، خاصة وأن الضيف – دائماً وأبداً – ينحاز لتوجهات القناة، ويتوافق مع آراء أصحابها كتوافق القِدر وغطائه.
الثاني: أن هؤلاء الضيوف لا يملكون أي صفة تؤهلهم للتنظير على الشعب، وعليه؛ فمن غير اللائق تقديمهم إلى المتفرجين عراة من أي صفة، ومجردين من أي لقب.
هذه المقدمة هي لمن سيعترض على المدة الزمنية لكورس التحليل السياسي.
البداية:
كل ما يجب أن تفعله لتصبح محللاً سياسياً، هو أن تحفظ بعض الجمل والعبارات، وترددها أمام الكاميرا بكل ثقة، حتى يقتنع المشاهد بأنك على قدر كبير من الثقافة، وأن كلامك هو أعمق بكثير من مخيلته الضحلة.
لا عليك.. فقد وفرت عليك عناء البحث عن معاني تلك العبارات، وجئتك بالخبر اليقين، وقد بذلت جهداً كبيراً في ترجمتها إلى اللهجة الليبية، وإيجاد ما يقابلها من عبارات في العامية.
وإليك الشرح والبيان:
(1) “الخروج من عنق الزجاجة”
ويقابلها بالليبي: “شن يطلّع الجرانة من فم الحنش”
(2) “العودة إلى المربع الأول”
ويقابلها بالليبي: “كاينك يا بوزيد ما غزيت”
(3) “زوبعة في فنجان”
ومعناها: “صفير في بطن ميت”
(4) “نظرية المؤامرة”
وتفسيرها: “الملدوغ يخاف من جَرة الحبل”
(5) “المشهد السياسي”
لم أفهمها، لكن يبدو أن الموضوع له علاقة بالمسرح.
(6) “فراغ سياسي”
هذي ساهلة بكل.. معناها “خلوة النجع”
والآن وبعد أن فهمت العبارات ومعانيها، ما عليك سوى أن تحفظها جيداً، وتعمد إلى أقرب قناة، بعد أن تستعير (قرواطة) من أخيك أو جارك، وتأكد بأنه لا أحد سيسألك أو يحاسبك.
ولكن لا تنسى أهم نقطة وهي أن تعرف توجه مالكي القناة، لكي تعزف لهم على نفس الوتر.
….. انتهى الكورس