كتب :: عبد الرزاق الداهش
كنت تمنيت على اللواء الطويل رئيس الأركان أن يكون اللواء الطويل رئيس الأركان.
الرجل كان ينبغي أن يمثل هيبة المؤسسة العسكرية، وكان ينبغي أن يظهر صرامة الانضباط العسكري.
ولكن بدل أن يخرج الطويل في مؤتمر صحفي قوي ظهر في مداخلة تلفزيونية، وبدل أن يتكلم كرجل عسكري تحدث كما لو أنه ناشط سياسي.
يا سيادة اللواء أنت رئيس أركان الجيش ولست رئيس أعيان قبيلة، وتتعامل مع مفردات عسكرية من نوع عصيان أوامر، تمرد، وليس طبطبة على الكتف، والشباب من حقهم.
يا سيادة اللواء عندما تقول عمن يغلقون حقل الشرارة بأنهم يحرسون الحقل بدون مرتبات، وبدون تموين، وبدون مواصلات، فأول من نسأله هو أنت، كيف تترك قوة عسكرية بلا مرتبات ولا تموين.
يا سيادة اللواء لماذا تقول من (حقهم)، حتى أنت بوسعك القيام بذلك، وإغلاق ميناء الزاوية، وحرمان الليبيين من نحو ثلاثين مليون دولار كل يوم ثلاثة ارباعها تذهب كمرتبات.
(طيب) لنفترض يا سيادة اللواء أننا أغلقنا كل حقول النفط والغاز، فمن أين سنأتي بالمرتبات، والتموين؟ وكيف سنشغل محطات توليد الكهرباء، وبماذا سنغطي وارداتنا من المحروقات، والغذاء، وباقي الاحتياجات؟
ولنفترض أيضا قلنا هؤلاء من حقهم، وأن انتاج يوم واحد يكفي مرتباتهم، فمن يضمن أن لا يأتي غيرهم ويدعون أنهم حرس، ووغيرهم، فما أسوأ من الابتزاز إلا الاستجابة له.
ثم ماذا لو أغلق عسكري امدادات المياه على معسكر للجيش، بحجة مرتبه المتأخر، هل نقول حقوق؟ ماذا لو أراد الجميع استيفاء حقهم بالقوة؟
مع تقديرنا لكل جهودك في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، ولكل نواياك الطيبة من أجل حلحلة المشكلة، لكن الخوذ العسكرية ليست الطاقية الليبية، والثكنة غير المربوعة، وغلط الطويل بألف.