- شعر :: المهدي الحمروني
يا إلهي
أبرأٌ إليك من استغراقي
في ما لاح لي
من اعتكافي
لتأويل لوح تجليها
رغمًا عني
لا تؤاخذني في انسياق دهشتي
نحو طغيان كوكب خصبها الملهم
وهدّئ عجبي من عظمة ماخفي عن الخلق
في إطلالة تفردها
إنها رسالة خُصِصت بأمانتها
وتنزيلٌ اصْطُفِيت بلا مشورة لثقل حمله
فاشفق بساهمِ تأملي
وشرودي
وانشداهي
وخشعتي
وابتتالي
وامتثالي
وفقداني
وذوباني
وتلاشيّ
أعضدني بتلقّي ما يوحى إليّْ
من صمتها الفاتن
وهيّئ أمري لرشدٍ مُريدٍ
من قرب مقامها
ها هي تحل في أنفاس الكلام
وتستشري في مفاصل الانجداب
وتتجذر في خلل الوله العابد
وتختم على ذمام تصوف الهيام
أدمَنني العشق الفاني في رهبنة جلالها
وتملّكني السحر الفاتن من فردوس نار بروقها
أيّ كونتيسةٍ أغوتها الملائك
بالتواضع في الفتك!
وأيُّ راهبةٍ أسدتها العفوية
سطوة الاستحواذ!
وأي نبية زكّاها الحسن ببرهان
عصف الهدوء والسكينة!
يا إلهي
أنت أعلم بانقطاعي الناسك في تأملها
واعتزالي الزاهد لقراءتها
وقيامي الساجد لليل محرابها
وأدرى بما كشفتَ لي من حجاب قدرتك
في اهتدائي لها
فرقّق قلب حضورها
على وحشتي
وآنِس بصوت كمالها
على تيه شرودي
العظيم