- مريم ودشه
ناديت في الكون روح أنت أم جسد / فصاح بل هي بعض من كيانات
أليس في كل فرد في دواخله / كون يضج بكل الاختلافات
جمّعتها في دمي من كل ناحية / وقلت للكون أنظر تلك آياتي
قد هامت الريح في الأرجاء باحثة / عن موطن هاهنا أسكنتها ذاتي
وتخمد الشمس خوفا أينما طلعت/ إذ مر ظلي عليها في المساءات
لكن قومي أضاعوا المجد يا أسفي / بكاء يعقوب لن يرثي الخسارات
قد لاح مجد من الماضي يذكرنا/ بحاضر اشتكي مر الخيانات
إنْ خانني الدّهر للأعراب منتصرا / فليس موتي سوى فجر البدايات
لا جسم لي فأنا أحلام من صلبوا/ وكل من قتلوا أمسا و في الآتي
كأن روحي على الأمواج عائمةٌ / فكلما ثار موج في البحيرات
بعثت من غيمة التحنان في كبدي / مادام في وطني أنصاف أموات
مازال لا ينصف التاريخ منهزما/ مادام يكتبه حبر البطولات
غرست كل زهور الضوء في جسدي/ لكنها عجزت عن ليل مأساتي
جرحي قديم قضي دهرا يلاحقني / مذ استوى عرشه فوق السماوات
إن حاولوا طمس أمجاد فذاكرتي /نمت على جسدي فوق الجراحات
حتي وان ضمدوا جرح القصيد/ فذا دمي يسيل هنا من بين ابياتي