د :: سعد الاريل
هؤلاء الذين يرفعون شعار أسلمة الدولة لا حجة لهم حتى في النصوص القرآنية ولا في صدر الإسلام ولا في آخره فكان الإسلام يلوم نظام الرهبنة الذي شيعوا له القساوسة المسيحيين (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) لقد تخلصت أوروبا من التفويض الإلهي لدى حكام القساوسة ومن ثمة انطلقت إلى عصر التنوير والعلم وأصبح المجتمع الأوروبي مجتمعا علمانيا وبدأ عصر النهضة في أوروبا وأصبحت أوروبا سيدة العالم اليوم دون منازع بعد فصل الدين عن الدولة وأنتجت له الحضارة العظيمة. لقد هزم اليهود في أقصى وأدنى الأرض خلقيا وسياسيا واجتماعيا بتمسكهم بالشريعة اليهودية وحق الامتياز الديني والترفع بأنهم شعب الله المختار وأنهم أبناء الله وغيرهم مخلوقات تابعة وليسوا من البشر. وهذه الشريعة ولّدت الكره لهم حول العالم فكان اليهود الشعب العنصري الوحيد في العالم الذي أذكى هذه الروح العنصرية ونتيجة لتعصبهم سوف ينقرضون وهذا تنبؤ مني. لم يكن للأنبياء عروش وقال المسيح : ( أعطوا مالقيصر لقيصر وما لله لله ). فالدولة اليهودية لن تتحقق ولن يكون لها مستقبل في إقصاء الفلسطينيين العرب المسلمين عن إدارة الدولة.. وهي تعيش وسط محيط من العرب المسلمين ..فالإسلام لم يكن دينا عصبيا تحت ظل السيوف.. اليوم 70% من الدول الأفريقية مسلمون الآن ولم يدخل السيف أيّ قطر في أفريقيا حتى الآن وحتى الدولة الحبشية المسيحية نصفها اليوم يدين بالإسلام.التعصب الإسلامي هو آفة العصر الإسلامي اليوم.. فالنبي جاء للإسلام كافة (لا فرق بين عجمي ولا عربي إلا بالتقوى).. نحن لو تتبعنا الدين الإسلامي لوجدنا أن دستوره ينص على خمسة مبادئ رئيسية وهي: الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج.. أما فيما يتعلق بالحدود فهي شخصية محضة لا تتعلق بالحاكم بل بالشخصية الفردية وحتى جريمة القتل ينفذها أهل القتيل ولا يسرف في القتل.. أما الزنا فله أحكام مختلفة وهو مسألة اجتماعية محضة قد تضر بالأنساب.. وفق كل ذلك كل الحدود أوردت في دساتير العالم الحضارية.والإسلام ليس شعارا للفاشية (إما أن تكفر وإما أن تسلم).. بل منح الإنسان حرية الإيمان من عدمه.. (وماأنت إلا رسول قدخلت من قبله الرسل) وحتى أصحاب الديانة الإبراهيمية من اليهود والمسيحيين لا يجوز قتلهم (ولا تقتلوا الذين يؤمنوا بالله واليوم الآخر…) فما موقف (الدواعش) عندما يذبحون المسيحيين باسم الدين؟ فالدين لم يأت لقيصر ولا لفرعون ولا لكسرى بل أتى لعامة الناس.. فالدين لم يتعلق بالدولة بل بالأسرة والفرد. هؤلاء الذين بنوا أحزابا إسلامية انشقوا عن روح الدين هؤلاء الذين تمسكوا بالنص الديني دون ملامسة الروح هم الذين أفسدوا الحياة المدنية العربية خاصة والذي حدث في انشقاق (الهند) إلى ثلاثة دول هو مؤامرة من الحكومة البريطانية التي تحاول إضعاف الهند عندما طالبت بالاستقلال عن التاج البريطاني.. الشيء ذاته يمارس على العرب عندما غرست (إسرائيل) دولة (الدواعش) و(الإخوان) كما يحدث اليوم في (سيناء) وفي العالم العربي. لقد فضحت دول الخليج المؤامرة الإمبريالية والإسرائيلية دور العمالة القطرية في دعم هذه الجماعات لزعزعة الأمن القومي العربي.. والأمريكيون يعلمون جيدا دور (قطر) كعميل للمخابرات الأمريكية.. وللتاريخ شواهد.. وهؤلاء المتأسلمون الذين يشيعون للفكرة الإسلامية ويدخلونها في الدين حادوا عن الطريق ليس هناك اقتصاد إسلامي ولا علم سياسة إسلامي فهذه مصطلحات خلقها المجتمع المدني لتنظيم الحياة المدنية والاجتماعية.. فلم يكن للمسيح دولة ولا لمحمد دولة.. بل أصحاب دعوة إلى الله.. فالذين ينادون بتطبيق الحدود فهي مقصورة على الفرد لا السلطان فتطبيق عدالة القتل أوكلت إلى أولياء الدم وليس للحاكم على سبيل المثال وفوق كل ذلك هذه الحدود هي موجودة في دساتير العالم المدني اليوم.. ويذكر النبي أن (فاطمة) لو سرقت لقطعت يدها.. وكما ذكرنا سابقا أن النصوص الدينية خاصة فردية لقد عاش (المسيح) في أحضان دولة وثنية ولم يذكر قيصرا بسوء.. وهؤلاء الذين يبحثون عن التشريع الإسلامي يكمن في المبادئ الدستورية الإسلامية الخمسة وهي: الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج.. والذين شيعوا لنظام (الشورى) هم الحكام العرب الفاشيون.. هل سمعت مرة عن غزوة ضد اليهود في (فلسطين)؟ كان الإخوان يتآمرون على الثورة المصرية من أجل (إسرائيل).. لم يدخل السيف الإسلامي ديارهم قط عبر التاريخ الإنساني …يذكر أن شخصا يرتدي عباءة الدين وقام بسرقة من أحد المحلات الأجنبية وعندما سئل عن فعلته قال ) : الفيء ياشيخ).