- محمود ابوزنداح
الهجرة الغير قانونية – هذا الاسم كان غائباً عن طاولة النقاش التي كانت أقرب إلى ورشة عمل قام بها نخبة من أعضاء وزارة العدل والقضاء . امتد النقاش الى أعالي الفكر والتوسع حول تاثير هذه الظاهرة على القطر الليبي ، في التوسعة كانت الحقيقة قريبة ، ولكن لعدم وجود تشريع واضح بفصل السلطات الثلاثة عن بعضها البعض ( التشريعية – القضائية – التنفيذية )) بقت الأمور غير مكتملة والنقاش قاصراً على المعاناة وسرد وقائع عن زمن قضى ومضى دون أخذ العبر لزمن آت. قد بدأ النقاش بمقولة (( الهجرة الغير شرعية )) وامتد لأكثر من ساعتين ، مما يعطي انطباع باننا ندور حول حلقة مفرغة ، اذ تحدث المستشار (( قاضي )) بان القضايا كانت موكلة سابقاً للأمن الداخلي ، يقبض على المهاجرين ويتم ادعائهم في السجن ويبقى وكيل النيابة يشاهد ولا يفعل شئياً بسبب عدم وجود تشريع واضح؟ والى يومنا هذا اذا وجد مهاجر يعمل في مخبز أو اَي مجال آخر يتم معاقبته ب 50 دينار كأقصى عقوبة ويمكن ان تكون اقل وفق القانون الصحي 106 لسنة 73 ، واي ليبي ممنوع عليه عمل آخر وقد يسجن ويسحب ترخيصه لانه عمل في مجال تجاري وهذه تكفي ك أقصى عقوبة لمواطن امام مهاجر !! اذاً العامل الحقيقي ليس وطني بامتياز بخصوص المهاجرين ..بل معالجته تاتي بطلب خارجي ملح (( أوروبي )) ، التوسعة في الأرض وطلب الرزق هي مطلب إسلامي جاء وفق الأحاديث الثابتة ولكن إذا كانت ليبيا هي بلد عبور فقط وليست مكان او مقصد للهجرة هنا يكون التشريع متكامل قانوني وديني وامني حتى ينتهي القصور في نصوص القانون المنظم . الهجرة القانونية تكون في مواجهة قانون الهجرة ويكتفي التشريع بالتصدي ولا نطلق عليها (هجرة غير شرعية) ك توصيف ديني الذي لا يجرم ذلك بل يشدد على الهجرة طلباً للرزق. يتم معاقبة المهاجر بعقوبة رمزية ضعيفة في ليبيا ..تكون صفة غير حميدة لواقع القانون .. لا يمكن ان نلتفت الى الطلب الأوروبي دون النظر في خصوصية الواقع الليبي ، لن يتم الأمر بمذكرة تفاهم بين وزراء الخارجية فقط دون وزارة العدل والعمل والشؤون الاجتماعية مجتمعين . المتعالي الأوروبي المتعصب العرق والدين يريد شرطي يقف على الحدود من الساحل الآخر دون أن يطلب اَي شيء في المقابل ، هو لايريد جندي آلي يطلب معدات تصليح وصيانة ، هو يريد شرطي ليبي بدون ملابس تدل على انه وطني شعاره الإسلام ….يريد شرطي بدون اَي علامات …..اَي حارس بدون ملابس ويمكن بعد ذلك أن يرضى ويقف عن قصف المهاجرين في عرض البحر و غرق قواربهم واتهام الاخرين او كما تفعل اليونان بإرسال القوارب الى أعالي البحار بعد أن يصلوا إلى شواطئها مسبقاً