عبدالرزاق الداهش
ذات نهاية اسبوع كنت بمدينة صرمان، وكانت زخات المطر القليل قد حولت شوارعها الترابية إلى اوحال.كان البناء العشوائي سببا وراء ذلك، حتى صارت المدينة تغرق في نصف شبر ماء، ولكن يظل الخوف من ذلك الأسوأ الذي لم يأت بعد.كنت حينها استمع إلى إعادة لمؤتمر صحفي لرئيس الحكومة، وعدد من الوزراء، وكانت الأرقام أصدق أنباء من الكلام.البعض اختار لهذا المؤتمر عنوانا على نحو : الأرقام تكذب الغطاس.سألت نفسي وانا افسح الطريق لاحد العابرين الذي لا تظهر عليه علامات التذمر: لماذا لا احد من المدينة يقول صرمان مهمشة؟انا ضد مفردات من هذه العملة الرديئة، فلا يوجد أي مجهود احصائي، يشكل قاعدة بيانات عن كل منطقة، مثل كم فصل دراسي، وكم سرير استشفائي لكل ألف مواطن.
والأهم أنه لا يوجد ما هو مبيت لتهميش مدينة، أو منطقة.أمًا رداءة الخدمة فذلك غالبا ما يعود إلى قلة كفاءة، وجودة الإدارة المحلية.عدد سكان صرمان 92 ألفا ويزيد وفقا لأرقام السجل المدني، ولكن ليس لها تمثيل في البرلمان إلا بمقعد، بينما مناطق اخرى بنصف عدد السكان وبأكثر من مقعد.صرمان لا تعاني من مشكلة صيانة لمحطة المجاري، لأنه ليس لها شبكة مجاري، وتتولى شركة الاتحاد العربي تنفيذ المشروع على طريقة لهنوف بنت المحاميد، من قبل ولادة اللاعب ميسي، لا اتصور ان تنتهي منه قبل اعتزاله.ثلاثة ارباع سكان صرمان يحصلون على احتياجاتهم من المياه بواسطة آبار منزلية، علما وهي لا تصلح حتى للغسيل، لربط الآبار السوداء بالمياه الجوفية.بعض اعمدة الكهرباء منذ نصف قرن، وكانت تستخدم للهاتف ايضا حيث تظهر اسلاك الهاتف مثل قطع الكونافة، كما تركها اخر فني سوداني كان يعمل بشركة البريد.لا يوجد أي جسور، أو طرق خدمات، وأخر انجاز وهو الوحيد لحكومة الموقتة بالمدينة اشارة ضوئية غريبة، تكليفتها أقل من نفقات وكيل وزارة الداخلية بالمؤقتة، الذي جاء من ألفي كيلو لافتتاحها.بالتأكيد هناك مدن في الغرب الليبي ليست أفضل، وفي الجنوب الليبي أسوأ، ولكن يجب ان نحتفي بكل طوبة توضع في أي مكان من ليبيا لأنه أصول ليبية.وعندما تتصفى النية يستوي الحساب، وليبية اولا، لا طرابلس، ولا برقة، واذا كان من هو ثانيا فليكن الجنوب.