عمر عبدالدائم
لعلّ أخطر و أسوأ ما في الفيس بوك أنك لا تستطيع، بعد ساعاتٍ من المتابعة، أن تجد في جعبتك محصولاً معرفياً ذا قيمةٍ تضاهي ما أنفقتَه من وقتٍ في محاولة تحصيله..
ذلك لأنّ معظم تلك الفسيفساء من المنشورات التي تمر عليها سريعاً ما تلبث أن تتبخّر من رأسك بمجرد اغلاقك للجهاز أو حتى التفاتك عنه..
انا هنا لا أقلل ابداً من أهمية كتابات الأصدقاء، سواءً كانت كتاباتٍ ابداعيةً أو منشوراتٍ منقولةً أو بحوثاً أكاديمية أو حتى اخباراً اجتماعية أو سياسية..
لكنّ المشكلة تكمن في تباين المنشورات واختلافها الجذري فيما بينها..
ففي أقل من ثلاث دقائق قد تستعرض و تقرأ (مع ضرورة التعليق) عشرة منشورات لأخبار وفاة، وثلاثةً لأعياد الميلاد، وقصيدةً، وأربعةَ عشر شتيمة سياسية، ونكتتين؛ واحدة سبق وقرأتها سبع مرات والثانية سمِجة مكتوبة بإملاء تعِسة!!
هذا التشتت “الموضوعي” يكون مدعاةً لتشتّتٍ فكريٍّ عند المُتلقّي، الذي سيكون عندئذٍ دماغه كغربالٍ قديمٍ اهترأت وتآكلت فتحاته فلم يستطع حجزَ شيءٍ ذي قيمة..
لذلك، ربما، تكون قراءة الكتب أكثر فائدة، فالكتاب ، في المجمل ، سيكون مُركِّزاً على فكرةٍ واحدةٍ هي موضوعه الأساس.