اختتام مهرجان الأدب المغاربي بمشاركة ليبية

اختتام مهرجان الأدب المغاربي بمشاركة ليبية

فسانيا :: نيفين الهوني

اختتم الأيام القليلة الماضية، بدار الثقافة السبيخة ولاية القيروان وبحضور مدير الدار الأستاذة سونيا الخلولي الفريوي تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة الملتقى الوطني للأدب المغاربي في دورته الثامنة الذي تواصل على امتداد ثلاثة أيام في ديسمبر 2021 تحت شعار “الشعر المغاربي بين التجديد والتقليد”: بنية رؤية أم رؤية بنية، وفق برنامج ثري ومتنوع يراوح بين القراءات الشعرية والمداخلات النقدية والجلسات الفكرية بمشاركة ثلة من شعراء وادباء والبحاث العرب والتونسيين منهم من ليبيا الشاعرة والقاصة نيفين الهوني ومن المغرب الشاعرة ريحانة بشير ومن موريتانيا الشاعر البو محفوظ ومن تونس الشاعرة إيمان الفالح والشاعر زبير بالطيب والشاعرة جهاد المثناني والشاعر محمد الهادي العرجوني والشاعر والصحافي كمال حمدي والشاعر السيد السالك ولفيف من المتذوقين والمهتمين بالأدب المغاربي وقد تنوعت الامسيات بين ورقات العمل المقدمة والنصوص التي ألقاها المشاركين والتي أخترنا منها :

الشاعر القيرواني السيد السالك

أسئلة اللغة الحرام

عاد أبي من صولة الحقل وعيدا

عاد أبي من ضيعة الحلم عديدا

لا عين لدمعته

لا جبين للعرق المكابر مذ نعى

جرحا عنيدا

عاد للوهم المقدس هاهنا

يسّاءل

عن جارة سكنت صداه

عن جار رتقت مداه

عن بدوية ضلت طرائقها

يعلم كل موضعا.. إلاه

اليمام الراحل يمضي إلى شغف

فهل يجيب سواه؟

لغة المسافر حجرية في بدئها

والطلل المخبأ في المراسم

يدرك من مر قبل الرحيل

ومن ضاع قبل المجيء

ومن..

وأنت

تعود مع المجيء وفي الوصول تغيب

تجيء عنك صبابة وافتراض

هات يديك أدس فيها صحائفي

هات يديك

زمن الحصاد حاصره الخريف الطويل

والغيمة تسرف في المضي إلى الشرف الجديد

هات يديك

هذا جنوبك من جنوبه مفرغ

والجبين يضيء شمسك إن تهاوت …

قل لغربتها أقيمي

وسجلي من يخط على الرؤى

أسماءها الحسنى

بم تعود لقبر أمك

ما البكاء وما الورود وما العويل؟

ضجّت معاجمك الأولى بالتردد والتردي

كأنما الخيبة عشبة الأرض الولود

زنجية

لا شوق هدهدها

ولا زائر يطرق بابها ليلة العيد

لا باب لغرفتها

لا باب لغربتها

من أين يأتي الصرير؟

والبدوية السمراء ما سبيل تربتها؟

هو يساءل دائما

وأنا أعرف دربها

قبل وصولي بصبوة

قبل اغترابي بحسرة

قبل..

قبل اقترافي خطيئة الشعر

والآن نسيت

أو نسي السبيل

نسيت فراستي وضراعتي

نسيت ذاكرتي

وعدت للقبائل أمردا

عند بوابة القيروان الأخرى

أو عند مشارف الدمشقي

أو عند حدائق بابل التي ما علقت

وقفت مرتين

واحدة وكنت اعرفني

وواحدة لا أذكر حتى تفاصيلي

جلست..

لأقرا سورة الشعراء

بكيت

أنا أفعل ما أقول

أنا افعل ما أقول

أنا المقاتل والقتيل

أنا العليل

أنا الرسول

ها صحفي

اقرؤوا ما تيسر من مواويلي

خذوا مراكبكم

لا أحتاج ناقلة

قادرون على الحياة بأرضنا

قادرون على الفناء بأرضنا

قادرون..

علمنا الغراب كيف نواري سوءتنا

للغة الحرام رحيل الملح في شفتي

للغة الحرام عهرها والبيان

للغة الحرام أنوثتها المستباحة

والذنب الجليل

لنا في النزيف ما نحتاج لرسمنا

سجل على لوحك المختوم اسم أبي

وخارطة الحزن

وسجل أنني السفر وأن راحلتي

إن ضاقت بها السبل

تأتي معاجمها

خبرني الرعاة

للغة الحرام بعض مفاتن..

علمتني

أدركت مفاتـني

وأبي

يرحل في الأمس ويأتي مفردا

أين آنك يا أبي والبدوية التي خبأتها

بين الرحلتين؟

أين الطل من طللي؟

اثنان نمضي

من سلافة الحلم نقتص لخادمة

خبأت الرغيف في لف جبتها لنأكل

أكلنا من تراثها ما استطعنا

والتهمت قطة الحي صغارها السبع

ثم جثت على خارطة المبكى

ربما سألتها جارتـنا عن جريمتها

ربما دارت فيها جارتنا أسرار فاجعة

ما عدت اذكر

ما عدت أسأل

يكفيني أستمع

ما الفصاحة؟ ما أقول؟

هنا لا شيء على البيان يقوم

الليل والصبح البهيم

أهيم..

بأرض دجلة؟

لا..

يكفيها غربتها

ويكفي الأرضَ سوادُ حلتها يُقيم

من غربتي أدركت غربتها

يا كيف أمر بالصمت إلى لغتي

لألعن

ما ضاق فيها عن الكلام

لألعن..

ما ضاع منها في الزحام

وما صار منها من الرخام إلى الرخام

وألعن أقلامي وما كتبت

خطت سوادا

ويؤلمني أني ذرفت ملامحي وملاحمي

ليت الحبر يدركها ويدركني

وأبي من السؤال إلى السؤال

والبدوية الثكلى على آنية الفجر واجمة

من الوريد إلى الوريد

متى سيأتي البريد بالرسائل كلها؟

ربما يقضى أبي

ربما تضيع الرسائل كلها

أو نموت

ولا يجيء البريد

الشاعرة إيمان الفالح

*خدعة الاتجاهات*

سأنام على جنبي الحزين

وجنبي الآخر يرفع قهقهاته

 الساخرة إلى السقف

اعتقدت طويلا أن الجدران رفاقي

وأن النوافذ عيون تضيء ظلامي.

كم صدقت أن الباب حارس غربتي

وأن الريح الواشية لن تتسلل

 إلى مضجعي

………..

من أين تأتي الريح؟

أحدق مليا في وجه الليل

فلا أرى سوى ظل طويل

يجثو بركبتيه السوداوين على

 صدري

أبكي بكثافة …

دون أن يصعد صوتي إلى السقوف

لكن روحي تعلو في سماتها الأخرى.

أراني أتناسل كما النجوم

أرى السماء تضيء دربي وتهبني

 أجنحة ضوء

أرى قروح الريح تسقط من كفي.

الريح/ آخر نفخة بين الجمر

 والرماد

الريح / لعبة مغبرة بين المسافات

الريح/ خدعة اتجاهات…

الشاعر التونسي / زبير بالطيب

ﻗﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﺪى

~~~

…. ﻭﺍﻧﻬﻤﺮ ﺍﻟﻤﺪﻯ

ﻭﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻣﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ

ﺗﺸﻨﺠﺖ ﺍﻃﺮﺍﻑ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮ

ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻳﺴﺘﺒﺪ

ﻣﺎ ﺍﻧﺒﻠﻚ ﺳﻴﺪﺗﻲ

ﻣﺎ ﺍﻋﺬﺏ ﺍﻟﻨﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ ﺑﺮﻳﺌﺔ

ﻳﺎ … ﻛﻢ ﺑﺪﻭﺕِ ﻃﻔﻠﺔ ﻭﻛﻢ

ﺑﺪﻭﺕُ جامدا كساعة الجدار

ﻓﻠﺘﻐﻔﺮﻱ ﻣﻮﻻﺗﻲ

ﻭﻟﺘﺼﻔﺤﻲ

ﻭﻟﺘﺮﺳﻤﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓﺎﺭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ

ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ

ﺍﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﻧﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻛﺌﻴﺐ

ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﺑﻬﻴﺔ

ﺩﺭﻭﺑﻨﺎ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺤﺐ

ﺍﺣﻼﻣﻨﺎ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ

ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺕ ﺗﺨﻔﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ

ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ

ﻓﻠﺘﺴﺮﻋﻲ ﺍﻟﺨﻄﻰ

ﻧﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ

ﻧﻨﺎﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ

ﻳﺎ أﻧﺒﻞ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ … ﻳﺎ ﻣﻮﻛﺒﺎ ﻣﻦ

ﻧﻮﺭ

ﻳﺎ … ﻣﺮﻓأ ﻟﻠﻌﺎﺑﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻣﻲ ﺍﻟﻰ

ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺪ

ﻫﻞ ﺗﻐﻔﺮﻳﻦ ﻭﺟﻌﻲ ﻭﺟﺸﻌﻲ

ﻭﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺪﻯ

.. ﻳﺎ ﻗﻄﺮﺓ ﺍﻟﻨﺪى

جهاد المثناني القيروان / تونس

اُرسُم هواكَ كَما تَشاءُ مُقَدّسَا

وافخَر فإنَّ الحُبَّ يَعـنِي تُونِسا

وانزَع عن اللّيلِ السّوادَ وقُلْ لَهُ

الصّبحُ مِن غَبشِ الظّلامِ تَـنفّسا

أخبِره أنّ نجومَه مَا أُطفِـئَـتَ

لِكِنّ ضوْءَ الشّمسِ فِينَا هَسْهَسَا

والسّنبلاتُ تَـعَـثَّرَت فِي جُرحِنا

إنّا نُريقُ بِـكُـلِّ جُـرحٍ نَـرجَـسَا

قُـل للغرابِ إذا نزلتَ بِأرضِنَا

خُذْ ما تُـوَارِي مِن رَمِيمٍ دُنّسَا

وانزَع نعيقَكَ عَن بياضِ قُلوبِنا

زمنُ النعيقِ بأرضِنَا قَد أفْـلَسَـا

وَطنِي كَـزهـرِ اللوزٍ في عَليائِه

إن رُمتَ أنْ تقطِفْ رُؤاهُ تَـكَلّسا

وَطنِي يُحلّقُ عالِـيًا قُربَ الـ هُنَـا

حيثُ النخيلُ وَعَـربَداتِيَ نَوْرسَا

حيثُ الكرُومُ بكلِّ كَـأسٍ عُتّقَت

حيثُ الضّيَاءُ بذِي الكفُوفِ تَـكَدّسَا

كَيْ يُـورِقَ الفرحُ المُـدَجّجُ بالرّؤى

نحنُ الّذينَ يَجِيءُ صُبحُنَا بالمَـسَا

نحنُ الّذينَ إذا أَرَدنَـا غَـايَـةً

 ثُـرنَـا فأسْمَـعْـنا جَـمَادًا أخْرَسَا

فَـلَنَا حُـمَاةٌ بالـدِّيارِ تَـأنّـقُوا

بِـنُجومِهم واللّيلُ لَيْلًا عَسْعَسَا

ازرَع بِـكَـفَّـيْـهَا بُـذُورَ مَـحّـبَّـةٍ

تُزهِـرْ .. أليسَ الحُبُّ كونًا مُشمِسَا

الشاعر محمد الهادي العرجوني

وجع القصيد

لا شيء لي إلا بقايا غيمة

مالت على عقم الزمان لتشهدا

لا قول لي إلا حديث طيب

وصبابة الشعر المراق إذا شدا

يطوي جناح الموج في اغفاءة

والذكريات صدى شعاع غردا

صوت يقي صمت الحروف بصمتها

ويغالب الأقدار ليل سرمدا

ليخيط من شوك الكلام قصيدة

مالت على جسد العروض لتسجدا

وتركتني

والشعر دونك يقتفي عزف الخطى

وخطاك وحدك يبتغيها مرشدا

وتقول لي:

لما أجازوا الشعر في اغفاءة

قالوا لنا ابنوا عليهم مسجدا

فبكى خرير الماء حزن فراشة

سجدت لطين الأرض حين توددا

فتناثرت حبات رمل في يدي

وتقاطرت خرزات دمعي عسجدا

وهممت أعصر بالليالي فكرة

ووضعت نبضي عن شواردها يدا

وأنا رسول النازحين بدفتري

أمشي على لج الحروف لأسجدا

والشمس تخشى أن تبيت بمعصمي

لأقول إني فاعل ذاك غدا

ونسيتني

يا شعر مالك كلما همس الهوى

أيقظت حزن الأرض حين تجمدا

أسمعتني حزن الربابة عاتبا

ومنحت ظل الليل حبرا أسودا

وتقول لي:

خذ كل أزمنتي بقايا فكرتي

ودع الحروف تنام عني سهدا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :