السفير : غيث سالم
سفير يقدم استقالته منذ ستة شهور ويغادر مقر عمله وعندما يصل بديله يجد أن مقر الإقامة الرسمي مقفل والمفاتيح عند سعادة السفير المستقيل بحجة أن متعلقاته الشخصية لازالت بالمنزل (مسمار جحا) ، والجميع رئاسي وحكومة ووزارة الخارجية سكوت وكأن على رأسهم الطير لأنهم يخشونه ويخشون ما لديه من مستمسكات عليهم سواء فيما جاء بهم إلى مواقعهم ، أو تصرفاتهم الإدارية والمالية رغم قصر المدة التي قضاها تحت رئاستهم !
سفير اعتبرته الدولة المعتمد لديها شخص غير مرغوب فيه PERSONA NON GRATA , السفير غير المرغوب لايجوز عودته لمقر عمله مهما كانت الظروف وحتى لو عادت العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها لا يعين من جديد ، المهم أن السفير المطرود غادر وقرابة العامين ظلت عائلته مقيمة فى مقر الإقامة الرسمي في بلد الاعتماد الذي طرده محتفظة بكل امتيازاتها ومرتبه كسفير يودع شهريا في حسابه في المصرف كل ذلك بعلم وزارة الخارجية وبتعليمات منها ، والمفاجأة أنه وعندما تم اختياره لمنصب سيادي عقد مؤتمره الصحفي في مقر السفارة التي طُرد منها وتبين أنه كان يتخذ من العاصمة التي نبذته منفى اختياريا انطلقت منها الطائرة التي عادت به إلى أرض الوطن لمباشرة مهامه ، واستمرت عائلته مقيمة في منزل الدولة ، ولكن الرجل شفاف جدا فبعد أن استلم مرتبه الشهري الفلكي ومخصصاته وامتيازاته التي يؤمنها له منصبه السيادي الجديد ، أصدر تعليمات مشددة بإيقاف ماكان يُصرف له من مرتب وامتيازات كسفير متوعدا من يصرف له بالمخالفة ، في حين أن الواجب كان يحتم عليه إعادة المرتبات والامتيازات التي صرفت له من تاريخ طرده ومغادرته الصورية لمقر عمله والاعتراف بعدم الأمانة ، لكن أخف الأمرين مر فإعادة ماصرف له بغير وجه حق من مرتبات ومخصصات وامتيازات إذا أضفنا إليه قيمة إيجار مقر الإقامة الرسمي وتكاليف السيارة الموضوعة بسائقها تحت تصرف العائلة ومصاريف تعليم الأولاد والعلاج سيتجاوز المبلغ الذي يجب إعادته للخزانة العامة واحد مليون دولار وقد يصل إلى المليون ونصف المليون دولار ، أما إذا اعترف بعدم الأمانة فإنه إلى جانب ما سبق سيفقد منصبه السيادي لذلك( رزرز )ودار الحولة وعمد من خلال زبانيته إلى تهديد الموظفين الذين يعتبرون شهودا على هذه التجاوزات التي تصل إلى مستوى الاختلاسات والسرقات تحسبا لما قد يصدر عنهم …. ريتوها كيف خامرة من راسها وكيف امعشش الفساد في جميع ثناياها . ولله الأمر من قبل ومن بعد.