غيث سالم
! أظن أن هذا مايردده الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وهو يشعر بالحسرة والندم على كلمة صدرت منه اعتقد أنها ستخدم الشعب فارتدت وبالاً عليه ، إذ قال متوعدا رافضي التطعيم ضد الكورونا (سأنغّص حياتهم) وهو ماجعل الرأي العام ينقلب عليه وقد يؤثر على مستقبله السياسي وقد يكون سببا فى خسارته للانتخابات الرئاسية في شهر مايو 2022 . أحد المترشحين للاتتخابات الرئاسية في بلادنا يردد مستخفا دمه ، كلمة تدخل فى قائمة التعبيرات العنصرية ، يصر على استخدامها غير مبال برد فعلها عليه إذا جرت الانتخابات لأنه لايعتمد على أصوات الناخبين الحرة ، بل يعتمد على الأصوات التي سيشتريها وسَتُلقّم للصندوق لترجيح كفته. الحديث يجر بعضه وتتداعى الذكريات وأعود بكم إلى فرنسا متذكرا زلة لسان كانت أحد أسباب خسارة الرئيس الفرنسي جيسكار ديسان الانتخابات وحُرم من تجديد ولايته في الانتخابات الرئاسية عام 1981وانتزع منه الرئيس فرانسوا ميتران الكرسي واحتفظ به لدورتين اثنتين محققا للاشتراكيين وضعا افتقدوه ، كان قد انتزعه منهم الجنرال شارل ديغول عام 1958 ، نتيجة موقفهم من حرب الجزائر ، إذ كان الرئيس ديستان يقوم بتدشين قطعة بحرية نووية فرنسيه في إحدى القواعد البحرية ، والتقليد البحري يقضي بأن تسبق أي قطعة بحرية جديدة وهي تتحرك من رصيف التصنيع إلى البحر ، تسبقها فلوكة صغيرة وكأنها تدلها على الطريق هذه الفلوكة تسمى الحوته الصغيرة PETITE POISSON ،عندما تحرك الرئيس ديستان إلى مكان القطعه البحرية لبداية مراسم التدشين ، تقدمته فتاة صغيرة من مجندات البحرية الفرنسية ، تدله إلى الطريق فخاطبها بتعبير (سمكتى الصغيرة Mon Petite Poisson ) ، التقطها الإعلام ونشرها وتناولها المعلقون وكتاب افتتاحيات الصحف اليومية وأصبحت قضية رأي عام محورها من تكون يا ديستان حتى تشبه نفسك ببارجة بحرية ، واعتبر ما قاله الرئيس إهانة للفتاة ومن خلالها إهانة للشعب الفرنسي ، وقد صدر بيان توضيحي من قصر الإليزيه مقر الرئاسة مرفقا باعتذار شخصي من الرئيس للمجندة ، إلّا أن نار هذه الأزمة لم تهدأ حتى انطلقت من جديد مع انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية عام 1981 والتي خسر فيها الرئيس ديستان تجديد رئاسته وقيل إن من أسباب خسارته زلة اللسان تلك! . وسامحونى على الإطالة.