د. محمد ضباشة.
أحلم والحلم كان مشروعا في زمن عز عليه تحقيقه، أن أجد أرضا لا ترويها الدماء والتناحر والفرقة والعناء، ومنابر لا تصدر لنا كل ألوان الدهاء ما فيها من السماحة ما يشرح القلب ولا يعلوها إلا من فهم القضاء، لا تزينها مسبحة ولا رداء، تقول قول الحق ويكون منبعها الصفاء، ولا أبات في العراء تشكو دمعاتي حزن السنين، تتوسم عيناي فجرا لا يزرع مر الأنين، كنت أتمنى سلاما لا كلاما يرفرف أمنا واستقرارا على العالمين. أنا العربي أكتب حروفا لعلها تجد يوما من ينظمها كلاما لا يشبه الماضي ولا الحاضر ولا يكون قهرا للأنام ، يغير الأحداث ولا يقطع بجهله صلة الأرحام ، ولا بإرهابه يسفك الدماء بل يراعي تعاليم السماء، يمد مائدة الحب لا تحدها حدود ولا يرهقها تخطيط اللئام، يعانق النيل الفرات على جبل الأرز فتشرق الشمس في ليبيا ويؤذن عصر الحرية في فلسطين وتقام الصلاة في سوريا وندعو الله في اليمن والعراق والجزائر وباقى الدول العربية أن يجعل لنا من أمرنا رشدا. أحلم أن أجد السودان سلة غذاء العرب، ومصر درعا وسيفا وأثيوبيا ودول حوض النيل شريان حياة ودول الخليج عونا وسندا لا رعاة لكل ليل أعمى لا يريد لنا البقاء، أحلم في علم عربي واحد، وفكر عربي واحد وصوت عربي واحد يقف في وجه الطغاة يحرر الأقصى والجولان، ويطوي صفحة الأحزان، يتخلى عن الأنا وأضواء الكراسي ولا يهدم البنيان من أجل أطماع لا تحدها شطآن فهل أجد لحلمي المشروع مكانا؟ وأين ومتى أبدأ؟ أم سأظل جاهلا العنوان؟.