فريد الحجاجي
هو جمع التكسير للمفرد (شلافطي) ، فلا نقول شلافطيون وإنما نقول شلافطية ، وقد دخل هذا المصطلح الليبي المعترك السياسي من أوسع الأبواب بعد أن نطق به رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة عندما وصف كل مَنْ يحمل بندقية خارج نطاق الدولة بـ (الشلافطي)
! فكانت فرصة للمتربصين لكي يسندوا للمصطلح معانٍ مختلفة حسب اختلاف الأهداف والمشارب ، البعض قال إنه مصطلح عنصري المقصود به سكان البادية والصحراء ، وآخرون قالوا بأنه يرمز إلى استعلاء وتكبّر الأغنياء على الفقراء أو لمحتكري السلطة ضد رقّاد الريح ، والبعض جنح به التفكير معتبراً القول موجّه من الغرابة ضد الشراقة ، بل إن الجنوح وصل ببعضهم إلى اعتباره إهانة لمؤسسة الجيش .. وغير ذلك كثير مما ذُكر على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي! ولكن ما هو التفسير (المنطقي) لمصطلح الشلافطي ؟
لنعلم قبل كل شيء أنه لا يخص البوادي أو الفقراء أو منطقة معينة أو إحدى مؤسسات الدولة ، وإنما هو مصطلح يتعلق “بكل سلوك ارتجالي عشوائي وغير متوافق مع المحيط والبيئة التي يتواجد فيها الشخص على الرغم من توفر الإمكانيات التي تتيح له التصرف الصحيح “.. لنأخذ مثالا بسيطا للغاية : إن كنت تسكن في العاصمة مثلاً وخرجت إلى الشارع بملابس النوم مع أنك تملك ملابس مناسبة للخروج فإنه تنطبق عليك صفة “الشلافطي” ، وإن خرجت للشارع بالسورية والسروال الّذيْن نمتَ بهما لأنك لا تملك ملابس غيرهما ، فأنت لست شلافطيا وإنما زوالّي .. والفرق شاسع بين الاثنين !
ومصطلح الشلافطية قد ينطبق على أي شخص مهما كبر شأنه وارتفعت مكانته وكثرت أمواله ، فقد خرجت علينا وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية بصور لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بصحبة زوجته الأولى جواهر بنت حمد آل ثاني (لديه ثلاثة زوجات) في زيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا ، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها زوجة الأمير في زيارة رسمية خارجية ، وكلنا نعلم الإمكانيات المادية الهائلة التي تملكها قطر .. كان في إمكان هذه الدويلة الغنية جداً أن تخصص بضعة آلاف من الدولارات لإحدى الشركات المتخصصة في العناية والاهتمام بأدق تفاصيل الظهور العلني للشخصيات التي تمثل الدول والحكومات أو المؤسسات المهمة أو الشركات الكبرى ، حيث أن هذه الشخصيات لا تمثل نفسها وإنما تمثل اللقب والمكانة أو المنصب الذي أُسند لها ، وهو أمر معروف ومتبع في جميع أنحاء العالم ، حتى لا تظهر حرم الأمير بالصورة “الشلافطية” التي ظهرت بها في إسبانيا ليس من ناحية المظهر فقط وإنما أيضاً من ناحية التصرفات واتباع قواعد البرتوكول
! تقول بعض وسائل الإعلام إن ظهور زوجة الأمير إلى جانبه كان الغرض منه “تحسين” صورة قطر قبل انطلاق مباريات كأس العالم لكرة القدم الذي سيُقام على أراضيها بداية من 21 نوفمبر القادم ، بعد أن تكاثرت تقارير جهات دولية وحقوقية عن سقوط الكثير من العمال الآسيويين ضحايا لسوء المعاملة ولظروف العمل خلال عملهم في مشاريع البنية التحتية لاستضافة مونديال 2022 ، وإذا كان الأمر كما ذكرت وسائل الإعلام فالمثَل الذي ينطبق على صنّاع القرار في قطر هو:
جي ايكحّلها .. عماها !