الطريق الى سبها .. (2)

الطريق الى سبها .. (2)

الدبلوماسي : محمد العكروت

بعد حوالي 11 ساعة من السفر والبوابات وبنزين الجالونات والطريق المتعبة ومنظر اعمدة الكهرباء النائمة على ظهرها ، وصلنا الى قيره ، وهي بداية مدن وقرى الشاطئ ، اذا اتجهت يمينا ستسير الى براك وما بعدها من مدن الى نهاية الخط وهي مدينة ادري . واذا عرجت شمالاً ستكون اخذت طريقك الى سبها ، الطريق من قيره الى سبها حوالي 60 كلم ، وهي تشق رمال زلّاف الشهيرة ، ورمال زلاف لها منظر خلّاب جميل بلونها الذهبي ونعومتها الخادعة ، فقد كان الناس يعبرون هذه الرمال بسيارات لاندروفر قبل خروج التايوتا والرانج روفر وغيرها من وسائل الدفع الرباعي ، وكان الناس كثيرا ما يعانون من غرق سياراتهم في الرمال الناعمة .

تم تمهيد الطريق وسفلتتها مما جعل التنقل والحركة اكثر انسيابية وسهولة ، رغم وجود بعض الرمال المتحركة التي تغطي اجزاء من الطريق .

قبل ان ادخل سبها ، لا يفوتني الترحم على ابناء الوطن الذين تم قتلهم بدم بارد في بوابة سوكنه وكانوا حوالي 28 ابناً من ابناء الوطن يسهرون على حمايته .

كثيرون سمعوا ببوابة قويرة المال ، وهي بداية الولوج الى سبها ، بعدها بقليل تكون مزارع سبها تسير معك على اليمنة واليسار ، بعدها تلوح امامك بدايات حي عبد الكافي وهو من الاحياء الجديدة في المدينة .

تناولت في منشورات سابقة التكوين الاجتماعي والعمراني لمدينة سبها ، استعير منه قليلاً لمن لم يطّلع على تلك المنشورات .

كان حيّ الجديد وحيّ القرضه هما المكونان الرئيسان لمدينة سبها ، يبعد الحيّان عن بعضهما حوالي ثلاثة كلم ، وكان يقال لهما ( السباهي ) وذلك خلال فترة الاربعينات ، ثم في سنة 1947 بنى الفرنسيون بيت الوالي ، واختاروا له مكاناً متوسطا بين الجديد والقرضه في تبة مرتفعة نسبيا ، وكان قريبا من بير ( اقعيّد ) .

لم تكن حينها قد ولدت الاحياء الاخرى في المدينة ، الى ان تم تشييد منطقة اقعيّد وتم تخطيط شوارعها متوازية ومتعارضة ، وفيها تم انشاء سوق اقعيد ، وعرف به الحيّ ، كان ذلك في بدايات الخمسينات ، كان السوق به المتاجر والسينما والمطاعم ومسجد اقعيد ، ثم توسع وضم نادي الهلال ومقر الكشاف وغيره من المعالم .

في اواخر الخمسينيات بدأ تظهر احياء جديدة ، نتيجة لانتقال بعض ابناء المناطق خارج سبها اليها ، فنشأ حي المنشيه وسكّره وحجاره والمهديه والثانويه ، وتمددت الاحياء حتى اصبح التفريق بينها صعبا الّا لمن يعرف سبها جيداً .

كانت الى نهاية الستينات لا توجد سوى مدرسة واحدة للتعليم الثانوي على مستوى الجنوب كاملا ، كذلك معهد المعلمين العام ، وكان التلاميذ من مناطق البوانيس والوادي والشاطي ومرزق يكملون تعليمهم الاعدادي في سبها .

كان هناك ثلاثة اندية رياضية في سبها في فترة الستينات هي الهلال ومقره سوق اقعيد والنهضه ومقره الجديد والاهلي ومقره القرضه ( تغير اسمه الى القرضابية في ما بعد ) وكانت تمارس النشاط الرياضي اضافة الى العمل الثقافي الاجتماعي .

الذي عرف سبها في الستينات ، ولم يزرها بعد ذلك ، سيتفاجأ بالتوسع الهائل في المدينة ، عندما كنا طلبة في الثانوية ، كنا نتنقل بين القرضه والجديد وسكره والسوق المحلي والقسم الداخلي والثانوية بكل سهولة وعلى الاقدام ، الان اصبح التنقل يحتاج الى وسيلة نقل لتصل بها من منطقة الى اخرى . يتبع باذن الله

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :