عام تعبت فيه من نرجسيته ومن عيوب كنت ألحظها فأخجل إحراجه و ذكرها أوالاعتراض عليها حبا وأقتناعا بأن الكمال لله وأن كل منا يعاني عيوبا يجاهد نفسه في الحياة لتقويمها والتخلص منها ، عام راهنت فيه على مقدرتي في تغيير البشر وتعديل سلوكهم استخدمت فيه كل دروس التنمية البشرية وتطوير الذات وعلوم الطاقة وعلوم الطاقة الحيوية وكنت أتوقع أنه سيتغير بمرور الوقت وسيشفى من أعتقاده بأن كل العالم برسم الشراء وأنني في كل مرة سأسهم في دفع فاتورة أخطائه بحب وسأتنازل عن حقي في ثمن العمر الذي يتسرب من بين أيدينا بين خفقة حب ودقة خيانة. بعد عام
أيتها الآلهة المُقنّعة بمحيًّا أميري تُذيبين السموَّ في جلال نورك البيّن رفقًا برسولك القلِق المشوق كان عطرك كافيًا للوحي والقداسة لن أخبر الحواريين عنك أنت أكبر من خيال الاعتناق الدهشة تُقطِّع أيديها في تجليك الضراعة تبسط أكفَّ قلوبها بيعةً لخلافتك حين تفيضين بالتجلّي على ملامة القدِّ كأكبر مُبرّرٍ للشعور بالعظمة وأعمق مسوغٍ لقيمة التواضع كأنك اللامعقول في الحلم والمجاز في الغيب حضورك ينشر الإحساس بالتضخم في نصك وحده الغرور قابلٌ للمديح لا عودة للوجود بعدك إلى سابق عهده كغسقٍ برزخٍ بين الاتزان والخلل التصحُّر يظهر ساعة تخلّيك الخصوبة تَنبُت إبان سفورك كل دربٍ يشعر إليك بالتعب كل مُتكأٍ
جمال الجلاصي في القصيدة، يتكلّم الإنسان لكنّ القصيدة تمنح صوتها لما لا ينطق في هذا الإنسان. القصيدة مثل مرآة مهشمة تكشف معاني الكلمة المؤنسة وليس الكلمة المنقذة… في هذه الأرض المنذورة للخراب نكتب القصائد كأنّنا نقاوم الرياح والعطش، كأنّنا نتحدّى نار الأسلحة بوهجها القاتل كما لو أنّنا لن يموت أبداً… في هذه القصيدة ، لست أنا من يتحدّث إليك في هذه القصيدة، ليس صوتي ما تسمع ولكن ما يعبر من خلالي ويحفظني من الفناء: الظلال اليائسة للجمال هذا الأمل اللانهائي في قلوب النّاس فبين أيدينا المرتجفة مصباح هشّ في قلب ظلام مفترس بصيص أمل صغير لعلّه الشّعر… يوماً
محمد عبدالرحمن شحاتة كانت ليلةً ماطرة؛ حينما رنَّ جرسُ البابِ معلنًا عن قدومِ ضيف، نظرتُ إلى أبي الجالسِ أمامَ التلفازِ؛ بينما كان ينظرُ إليَّ؛ فنحنُ لم نعتد على زيارةِ أحدٍ لنا، خاصة في وقتٍ متأخرٍ وليلةٍ ماطرةٍ كهذه. قال أبي وهو يوقِفُ صوتَ التلفاز: _من ياترى جاء إلينا في وقتٍ كهذا؟! أمعنتُ التفكيرَ قليلًا؛ وقلت: _ليس لنا أحد؛ فلا أعرفُ من القادم. عاودَ رنينُ الجرسِ مرةً أخرى؛ مما اضطرّني أن أذهب إلى الباب؛ ثمَّ سألتُ من بالخارج قائلًا: _مَن؟! فجاءني صوتٌ من خارج الباب يقول: _افتَح يا “ياسين”؛ أنا عمّكَ “داود”، صديق والدك الذي كان مسافرًا. اندفعَ أبي
علي شحات يسرق في من نوم العوافي..ايجيني حلم في صورةْ حقيقة يحرم فيّ من لذةْ الغافي..يحسب في ايامي بالدقيقة خطوره موج ماله شي مرافي..يعزق فيّ في ظلمة غريقة ذكره شعر مبتور القوافي..ان وشوش طير مفتون بزقيقة غيابه حر واظفاره مشافي..يهفي فيّ هفوة بودقيقة رماد يتوق خافي جمر هافي..تحت الجمر تجمهر حريقة كريهة جد يكره في اصدافي..وكبده لتوّ ع الملقى رقيقة ايجي تسليس عقب الليل لافي..ويقدع كيف من طامر سريقة ويحدر سيل شيل يشيل كافي..ان جاني مزن نعنشني بريقه ايروّي وطن عافي حر دافي..ويبقى اجداب مستجير الليقة وياتي طلّ تطّليم احقافي..يطير الطل ويعاود نقيقة عقل تشل في جلده مشافي..نفاذي
اسألوا عني الزمان كم رماني وكم سقى… اسألوه كم ليال طاف ضرعا وانتشى من لهيب وزره فاق الخيال والرضى اسألوا صاح تململ في الدجى باح حينا عند هجر فانكوى ود عيشا في البراري يقتفي سر الأنا شارد الذهن مدججا بأحلام الصبا حائما دون خلاص في سيول من هوى بئس ليل طالني دون عناء وبئس يوم مثله قد اختفى مثل نبت طاله قحط السماء عدت في كبوي ملاما في تجل وانطواء… أكبر في النفس طيشا وصراعا للعلاء… لعلني يوما أفوز حين يدميني البكاء….
سعد عيسى تهت في صحراء غفلتي والليلُ لحياتي وشاحا: ماذا دهاني.. لم يبق للصبح إسما أويت إلى الليل مواجعا ؟ والليل يزيد ما فينا والصبح . في معاجمنا أضحى سرابا ؟ أم أختفى كل .. نجم كان يهدينا .. لا حياة لا أمل . لاهوى؟.. * * * يا دنيا ها نحن نبكيك وتبكينا إذا ما نصبت خيام الرحيل أذى ارشقيني لست أخشى سهامك وهل تعرف أني بن الكرامة ربابي العذاب على الطوى سيوف الظلم تمضي في إبادتنا والموت يهتف فينا: فوقَ الأرق قبل
وأمي إذا قبّلت إخوتي سوف ترسل لي قبلةً قدر ظنّي وحبراً ودفتر بعينيّ أمي سماءٌ أنا النجم فيها وفي صوتها دفء لحنٍ يزيل الهموم ويُسكر فمن مثل أمي إذا ضاقت الأرض، أنكرتني الوعود وصفوي تكدّر تصلي لأجلي وتدعو بأن يفرش الله دربي حريراً ومرمر. وتبكي إذا العيد جاء ولم يكُ صوتي يطوفُ بشيّالة العيد عذباً وأنضر.
خيط وحيد يشدني إلى دنيا أنتِ فيها لأبقى متعلقاً بين التوهم والحقيقة لا رغبة لي في الكلام لا رغبة لي في البكاء لا رغبة لي في أن أقلم أظافر الوقت التي يشحذها كسكين ويخنقني بها في غيابك صمتي مقبرة وأنا عقرب مكسور في ساعات الإنتظار أنا والوقت توأمان متشابهان يقطعني غيابك كمنجل في أيام الحصاد وأنا حقل من الصبر صمتي لسان بلا شفاه وسنابل قمحي يانعة غيابك مقصلة وحين سرقك مني سرق كل عواطفي الرقيقة الدافئة أطفالاً صغاراً تيتموا في سنواتهم الأولى وفقدوا الحنان إحساساً وشعوراً قلب ينبض فقط يشدهم إلى دنيا أنتِ فيها وماذا تفعل الأيام بقلب
أغمِدْ سيوفَكَ والأقلامَ والأدبَا عفواً فبَعدَكَ بِعنَا المجدَ والنّسبَا ماعادَ يصدُقُ فينَا غَيرُ ما كَذَبَت أوهامُ مَن زَوّرَ التأريخَ وأكتَتَبا عفواّ فبعدَكَ أوطانٌ لنا سُبِيَت تستنجدُالسيفَ والأجنادَ والغضبَا تَدعو حرائرها أن لا حُماةَ لها تَستَصرخُ الصَّمتَ إذ تَستَصرِخُ العَربَا لاخيلَ ترفُلُ في صَولاتِ معتصمٍ بعدَ الخُنوعِ ذَبَحنا الخيلَ والنُّجُبَا مازالَ جُرحُكِ يابغدادُ مُلتهباً والشامُ تبكي عَلى أعتابِها حَلَبَا هذي دمشقُ وقد جَفّت مناهِلُها لَم تَجنِ من صيفِها تيناّ ولا عِنَبَا مَالي أرى سبأً والعرشُ خاويةٌ أركانُهُ، ووميضُ الشّعرِ مُحتَجِبَا كانت
في عامي السادس ياولدي كنت أحلم بالصعود إلى دولاب الهواء لأرى من الأعلى .. بيتنا .. وحديقتنا .. وجارنا الدّرويش الذي يربي القطط .. وقميصي المدرسي الأبيض على حبل الغسيل لكن أبي كان يأمرني بتأجيل الحلم حتى سن العاشرة كان يخشى علي _حسب قوله _ من الإصابة بالدُّوار والغثيان في أعلى الدُّولاب . …………. في سن العاشرة جاء العيد برفقة حرب طويلة ومنعتني طائرات الأعداء من الصعود إلى الدولاب كما أني لم استطع استئذان أبي للصعود… لأنه كان في إحدى الجبهات يدافع _حسب قول المذياع_عن قميصي المدرسي ولأن أبي لم يرجع..أبدا.. من الحرب بقيت حتى سنّ العشرين ..أرى
تهت في صحراء غفلتي والليلُ لحياتي وشاحا: ماذا دهاني.. لم يبق للصبح إسما أويت إلى الليل مواجعا ؟ والليل يزيد ما فينا والصبح . في معاجمنا أضحى سرابا ؟ أم أختفى كل .. نجم كان يهدينا .. لا حياة لا أمل . لاهوى؟.. * * * يا دنيا ها نحن نبكيك وتبكينا إذا ما نصبت خيام الرحيل أذى ارشقيني لست أخشى سهامك وهل تعرف أني بن الكرامة ربابي العذاب على الطوى سيوف الظلم تمضي في إبادتنا والموت يهتف فينا: فوقَ الأرق قبل المغيب
اسألوا عني الزمان كم رماني وكم سقى… اسألوه كم ليال طاف ضرعا وانتشى من لهيب وزره فاق الخيال والرضى اسألوا صاح تململ في الدجى باح حينا عند هجر فانكوى ود عيشا في البراري يقتفي سر الأنا شارد الذهن مدججا بأحلام الصبا حائما دون خلاص في سيول من هوى بئس ليل طالني دون عناء وبئس يوم مثله قد اختفى مثل نبت طاله قحط السماء عدت في كبوي ملاما في تجل وانطواء… أكبر في النفس طيشا وصراعا للعلاء… لعلني يوما أفوز حين يدميني البكاء….
روضة الفارسي في ليالي الربيع كنت أتجمّد أيضا من البرد ومع ذلك لا أفكّر إلّا في أمّي ، وكم ليلة بقيتُ ساهرة حتّى الصّباح أرتعد من فرط الصّقيع، أنا الّتي اعتدت على الفراش الوفير والقصر الدافئ والخدم والخشم ،ومع كل ذلك كان كلّ همّي أمّي وكيفيّة شفاءها وتحقيق حرّيتها وهدفها المبتغى. في رحلتنا تلك ضللنا وجهتنا اكثر من مرّة أنفقنا الكثير من الوقت والتّعب حتى نجد من يدلّنا على الطّريق الصّواب فأمّي التي كانت تعرف وجهة الزيزفون ما عادت تبصر. و كنت أسمع آخر الليل صوت صلواتها الكثيرة وبكاءها الذي يشقّ الصّمت وقلبي، فأبكس في سرّي داعية العليّ
السيد حسن تَعَجَّبَ مِن نَفسِهِ، وَمِنَ الحَالِ الَّتِى يَرَى ذَاتَهُ عَلَيهَا، كَيفَ يُمكِنُ أَن يَكُونَ هَادِئَاً إِلَى هَذَا الحَدِّ، مُطمَئِنَاً إِلَى هَذَا الحَدِّ؟ كَانَ يُمكِنُ لِلأُمُورِ أَن تَتَصَاعَدَ وَأَن تَتَطَوَّرَ بِطَرِيقَةٍ بَالِغَةِ الخُطُورَةِ، فَالبِيَئَةُ الرِّيفِيَّةُ الَّتِي هُوَ مُنغَمِسٌ فِيهَا حَتَّى أُذُنَيهِ، لا تَتَسَامَحُ مَعَ مِثلِ هَذِهِ الأُمُورِ، وَلا تُمَرِّرُهَا بِسُهُولَةٍ، وَكُلُّ شَيءٍ وَارِدُ الحُدُوثِ فِي مِثلِ هَذِهِ الحَالَةِ. لَكِنَّ شَيئَاً مَا دَاخِلَهُ كَانَ يَبعَثُ فِي رُوحِهِ بِأَشِعَّةِ غَرِيبَةٍ مِنَ الثِّقَةِ والسَّكِينَةِ وَالهُدُوءِ وَالاطمِئنَانِ، كَانَ لَدَيهِ شُعُورٌ مُبهَمٌ بِأَنَّهُ فِي أَمَانٍ، يَشعُرُ عَلَى نَحوٍ خَفِيِّ بِأَنَّ الآَخَرَ هُوَ العَالِقُ فِى الشَّرَكِ، وَالوَاقِعُ فِي المَأزِقِ وَلَيسَ هُوَ، وَأَنَّهُ الطَّرَفُ الأَقوَى،
صِبا منذر حسن في وجوهِ الغرباءِ أبحثُ عن وجهٍ أرتديهِ وأهدأُ… أسيرُ الآن أبحثُ عن وجهٍ بينَ الأنامِ تعبَ من حملِه صاحبُه فأرادَ أن يقتلعَ ملامحَهُ… هل تريدُ بيعَهُ أجبنِي أم أنتَ مثلي تريدُ طمسَ أناكَ؟ سنتبادلُ الأدوارَ فما رأيُك في أنْ ترتدي وجهي قناعًا أما أنا فسأستعيرُ بقايا وجهِك وأنامُ على كتفِ أغنيةٍ تشعرُني بالسلام… لكنْ إن مررتَ ببعضِ من كانوا أنَاي فأدرْ وجهِي ولا تُبالي بتلك النظراتِ.. أدرْ ظهرَك وامضِ… امضِ… فإني لم أقدر يومًا على التخطي… وإنْ لمستْ وجهي يدُهم لتعيدَ ما كان قبلَ عدّة صفعاتٍ فلا ترتجفْ ولا تتأثرْ ولا تترك مجالاً لعينيَّ أن
عبد الرحمن امنيصير في قاع الليل المظلم، حيث يسكُن الحزن وتتوالى الألام، يسكب المطر أنينه الحزين على عتبات الحياة المعاقة. وسط ذاك الصمت القاتل، تجتمع الأشباح الهائمة حول الجراح العميقة التي تمزق قلوبهم. يفتح اليأس أبواب الروح، فتخرج ريح الأسى تتلوى في المحيط، تداعب وجوهنا المكسورة، تقاوم هذه الروح الهشة وتنبش جراحها المدفونة. تبحر الذكريات كالعصافير الضائعة في أفقٍ مجهول، حيث يستحيل العودة لبداية الحكاية. هناك ينبض زمننا المفقود، فلا رجعة فيه، ولا وعودَ منتظرة. أحرق الشوق مخاطر الدروب وأشباح الماضي تطارد كل خطوة نحو المستقبل. ترسم زخات المطر صورة المشاعر الثائِرة، فتغرق الأرض في بحار الحزن، وتتلوَّن
بدرية الاشهب حنانْك الخاطفٌ يذكرنى بطقولتىِ ، حينما كنتٌ أنامٌ على ركبةِ جدتى وهى تقصٌ حكاية (عيشة بنت الحطاب ) قَسىوتْك تصْلب أبطال الحكايةِ، وتذكرنى بسؤال غَبىِ. كيف استجدى المطرَ مَنْ غيمةٍ. عقيمة…
الجنـود يزرعـون الورود َ في جبهاتي الباعة يفترشون البسمة َ في طرقاتي والفقـراء يرتدون الأزرق. في شوارعي السيارات تطلق أبواقها من بحيرة البجع وسفاراتي تمنح تأشيرة الحلوى. في بريدي كل ّ الطوابع كَنارات وكل الرسائل شجر وعلى حدودي يسألونكم فقط عن حجم الموسيقى التي في حقائبكم. و في بلادي يقول الناس للوزير يا إبن العم الحبيب إسترح قليلا فهنا الزجاج و الحجر جاران حميمان. يا أصدقائي ! إحذروا أن تدوسوا على أحلامي الوردية المكدسة على الطريق فأنا نائم ٌ تحت ظلالها!
وقف شاب طويل القامة مفتول العضلات في منتصف الرصيف .. يحمل بين يديه عدة التنظيف الخاصة بتلميع الزجاج .. قال في نفسه: كان يوماً طويلاً، عندما انتهي من هذا الزجاج، سأحظى بكوب شايٍ من ذلك المقهى أدفئ به أحشائي. ثم رأى العجوز صاحب المحل المقابل يرفع يده مشيراً له بالمجيء وهو يناديه بصوته المبحوح قائلاً: أنت، تعال يا هذا. تقدّم الشاب رافعاً سرواله تجنباً لبركِ المياه نحو العجوز. استقبله العجوز بإبتسامةٍ تكاد تسقطُ عن شفتيهِ المتورمتين وقال: ما اسمك؟ ردّ الشاب: أكرم العجوز: هاكِ يا أكرم. ناولهُ بعض العملات الورقية وقال: امسح هذا الزجاج من الخارج والداخل واحرص