عبـدالله الكـميعي
أخـترت الكتـابة الـيوم عـن السـودان لعـديـد مـن الأسباب، منـها تـشابـه بـعض الأحداث، و هنا لا أقـصد إيّـاكِ أعنـي وأسمعـي يا جـارة حـاشا وكـلا، لإنا ربـما الليبيـين يتحـسّسون ويتأفّفـون ويـندهشون مـن المقـارنة، ولا يـدركون أنـهم فـي أحـسن حالهـم وأحـوالهم علـى الطـريق ذاتـها تمـاماً، إن لـم يستفيقوا و يغـيروا ما بأنفسهم ليغـيرهم الله بعـد ذلك.ســوف أتحـدث عـن الســودان وتقـسـيمه إلـى الجـنوب “جـوبا” و الشـمال “الـخرطوم” حتـى لا أطـيل عليـكم كثـيراً، مـن حيـث المـبدأ نـتفق إنّ أيـن ما وجـد وحـل الإخـوان حـل الدمـار فـي البـر والـبحر والجو وعلـى المـنابر ايضـاً، خـراب جسـدهُ فـي ليـبيا الصـادق العرياني وفـي السـودان حسـن التـرابي، النسـخة المكـررة مـن سيـد قطـب الضـال، الضـال الـذي يعتـبر الوطـن قطـعه نجسـه.
جـماعة لا تـؤمن بالاوطـان بـل من أجـل الجمـاعة تضـيع الاوطـان، فـي 2011 وبـداية مـشـروع الربيـع العـربية وعـندما تـم تقسـيم الـدول الـعربية مـن قـبل الـغرب تـم تقسـيمهـا إلـى دول ” الثروة و الثورة ” حسـب وصـفهم بيـنما السـودان الشـقيق فكـان نصـيبهم التقسـيم، حـيثُ صـدح مـبكراً قـولاً وعمـلاً التقسيـم وحـق تقريـر المصيـر.ذكـرت أعـلاه فـي البـداية أبـواب التقسـيم إذا فتـحت لا تغلـق ومـن يعتـقدها سـوف تغـلق فهـوا واهـم ومـريض وأقتـرح علاجـه، أبـواب التقـسيم دائـمـًا مـا تطـرق وتبـدأ بالحـكم الـذاتي وحـق تقريـر المـصير ومـا إلـى ذلـك فـي 2011 تـم تقـسيم السـودان إلـى شمـال وجنـوب وحـق تقـرير المصـير نصـت عـليه إتفـاقية نيـفاشا وأنتـهى بتـمزيق وتـشضـي السـودان.الـيوم القـريب أو بالاحرى الأمـس القـريب التـقسيم يطرق أبـواب السـودان مـن جـديد ولكـن هـذه المـرة ليـس مـن نيـفاشا للـسلام بـل مـن جـوبا للسـلام حـيثُ نـص مرسـوم دستـوري أصـدرهُ عبـد الفـتاح البـرهان يـوم الأحـد الـماضي بمـنح منطقـتي جنـوب كـردفان (جبال النوبة) والنيـل الأزرق حكمـاً ذاتياً دون المـساس بوحـدة السـودان شعـباً وأرضـاً.
قـرار أثـار حفيـظة السـودانيين، ومخـاوفهم بعـدما إنصدموا بواقـع مـرير مـن نيفـاشا إلـى جوبا مشـروع مـزق السـودان عمـداً أو مـن غـير عمـد، بعـضهم يقـول اضطـهاد الشمـال للجنـوب، واعـتبار الجـنوب مواطـنيـن مـن الـدرجة الثـانية والبـعض الاخـر يقـول إهمـال مشـاريع التنـمية فـي الجـنوب وقصـرها عـلى أهـل الـشمال والوسـط فـي الحقيـقة هـو مشـروع أكـبر مـن السـودانيين.
نـعم أكـبر منـهم حـقاً لإنـهُ فـي الحـقيقة هـو مشـروع غـربي بإيـدي إخـوانية ، وأخرى لا تفـقه من التجـارب الأولـية، وأخـرى لا تفـرق حتـى بـين الفـدرالية والكنـفدرالية، عمـوماً مشـروع بدايتـه العـراق وسـوريا والـسودان واليمـن ، وأتمـنى مـن العلـي القـدير أن لا تكـون نهـايتهُ في ليبيـا ، لاننـي أعـي مـا أقـول لو فتحت أبـواب التقـسيم فلـن تغلـق إلـى مـا شـاء الله .ليـبيـا ليست إستثـناء مـن هـذا والله من وراء القصد