- د. محمد ضباشة / مصر
بعد فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الأسبوع الماضي أصدر مرسوما بضم هضبة الجولان السورية إلى دولته مستندا على قرار ترامب الأخير بضمها لإسرائيل، والسؤال المنطقي إذا كنا نعيش في عالم يحكمه قانون دولي ونتمني جميعا إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والسلم الدولي هل تغتصب الأراضي العربية بقرار تحت سمع وبصر العرب والمجتمع الدولي أم أن القرار مقدمة لما سوف تفصح عنه صفقة القرن بعد شهر رمضان المقبل؟ والسؤال الثانى منذ متى وتحترم إسرائيل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص النزاع العربي الإسرائيلي وقد مضى أكثر من نصف قرن وهي على هذا الحال من التعنت والكبر واللامبالاة؟ وهل فعلا أمريكا وإسرائيل تسعيان إلى السلام القائم على العدل وحل الدولتين وتحرير الجولان السورية؟ من المؤكد أن العرب تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة احتلال، ولا تحترم الشرعية الدولية، وتكرس كل طاقتها العسكرية والاقتصادية والسياسية في العداء للعرب ناهيك عن مسلسل القتل والأسر والدمار في غزة بين الحين والآخر، دولة تتصرف على أنها تملك العالم ولا رادع لها عربيا أو دوليا وتناست أن دولتها قامت على أراضي فلسطين العربية بقرار من الأمم المتحدة تنفيذا لوعد بلفور الملعون. والشاهد أن نتنياهو بتاريخه الدموي مع الشعوب العربية ومع أهلنا في غزة بوجه الخصوص لن يقدم جديدا سوى المزيد من القتل وبناء المستوطنات وتهويد القدس بكاملها سعيا لتكون عاصمة لدولته، وسوف يرتدي رداء المراوغة والبعد عن الحل السياسي لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين على كامل أراضيها المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والغريب فى الأمر أنه في الآونة الأخيرة ظهر من بين العرب من هو مجند من قبل دولة الاحتلال يروج أنه لم تكن هناك أصلا دولة فلسطين احتلتها إسرائيل، وأن إسرائيل دولة يعترف بها العالم وعضو في الأمم المتحدة وأن الفلسطينيين جماعة عاشوا في الشتات، ولا رد على هؤلاء أنصار مسيلمة الكذاب عبدة الدولار والدينار خونة أوطانهم إلا بسحب الهوية العربية منه، وعلى الجانب الآخر تروج لفكرة التطبيع من الدول العربية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط لتظهر أمام العالم أنها محبة للسلام، وتكرس كتائبها الإعلامية فى ترويج هذا وإعلامنا العربي يلهث خلف الرؤساء لإذاعة أخبارهم وتضليل الشعوب بإنجازات واهية. ومن يستقرئ الواقع يرى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس وزرائها نتنياهو بعيدين كل البعد عن السلام مع العرب وأن الأمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمر يحتاج إلى مراجعة وأن هضبة الجولان ستعود إلى سوريا بالشجب والإدانة أمرا مستحيلا لأنه لا هناك موقف عربي موحد يستطيع تحرير الأراضي العربية المحتلة في الوقت الراهن والأمل معقود على الأجيال القادمة..