كتب ::علي شلبك
نالوت او لالوت كما يطلق عليها سكانها هي مدينة ليبية تقع في النطاق الغربي من ليبيا تحديدا في جبل نفوسة ( الجبل الغربي ) وهي اخر المدن الجبلية حيث تبعد عن العاصمة طرابلس حوالى 276 كم و تعتبر من المدن الحدودية لدولة تونس فهي تبعد عن الحدود التونسية قرابة 70 كم , سكانها يتحدثون اللغة الامازيغية و هي من اكبر مدن الجبل في عام 1998 وأثناء عملية الحفر بالمحجر الرملي شمال شرق نالوت عند سفح الجبل وبالتحديد في وادي المردوات , إكتشف الأخوين عاشور و مسعود المشائخ بمكان عملهم بالمحجر بوادي المردوات بقايا متحجرات ذات أحجام وأنواع مختلفة , ومن خلال الزيارات الميدانية الاستكشافية تبين أن هذه البقايا عبارة عن عظام متحجرة لبقايا ديناصورات من أكبر و أضخم الحيوانات , و بالتعاون مع الجهات ذات الإختصاص المحلية و العالمية تبين أن النوعية المكتشفة من العظام هي لديناصورات متوحشة أكلة لحوم .
وفي 10–11–2007 قام متخصصان متعاونان مع متحف التاريخ الطبيعي البريطاني بزيارة استكشافية لنالوت وهم البروفسور ( رتشترد مودي ) خبير الديناصورات وعلم الرسوبيات والدكتور ( روس سندمان ) خبير بعلم الأحافير الدقيقة وكلاهما من جامعة ( كنج ستون بلندن ) شملت الرحلة زيارة موقع اكتشاف الديناصورات ( المردوات ) وقد أضافت هذه الرحلة العثور علي بقايا عظام وأسنان متنوعة لبعض الفقاريات والأسماك كانت مفاجأة الخبيرين كبيرة عندما تبين أن بعض تلك الأحافير العظيمة هي عبارة عن جزء من قدم ديناصور لاحم، ربما تعود لنوعية لم يتم اكتشافها من قبل.
تحت إشراف مكتب آثار نالوت وبمجهودات أهلية وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العامة بمدينة نالوت ، تم سنة 2007 م تأسيس متحف الديناصورات والتاريخ الطبيعي ، وهو أول متحف متخصص في الديناصورات ( الأحافير ) بليبيا ، ولقد توج أخيرا بإصدار قرار من رئاسة مصلحة الآثار ضمه إلى باقي متاحف ليبيا وتم اعتماده و تسميته ( المتحف الليبي للديناصورات والتاريخ الطبيعي ) وهو يعد المتحف الوحيد المتخصص في هذا المجال وعلى مستوي ليبيا .
يضم المتحف مجموعة من عينات بقايا عظام ديناصورات مختلفة الأنواع و الأحجام بالإضافة الى بقايا التماسيح وأسماك القرش والسلاحف وغيرها التي تم اكتشافها قرب مدينة نالوت .
حيث تم دراسة الأحافير (المتحجرات) الفقرية واللافقارية المتواجدة بتكوين كاباو بالمنطقة الممتدة من مدينة وازن غرباً وحتى مدينة جادو شرقاً في الفترة ما بين (11-15/ 8 /2005 ) .
ومن خلال معاينة الخبير لبقايا الأحافير التي تم العثور عليها فقد تم التعرف مبدئيا عليها حيث وجد أنها عبارة عن عظام فقريات وأسنان أسماك علاوة على أحافير أخرى لعدد من الحيوانات كانت تزخر بها المنطقة ، حيث تم تحديد نوعيتين من الديناصورات (آكلة اللحوم والأخرى آكلة النباتات) وثلاثة أنواع من السلاحف العملاقة ونوعية واحدة من التماسيح إضافة لمجموعة متنوعة من الأسماك مثل (القرش – البرمائية – المدرعة) ويصل طول بعض تلك الأسماك حوالي خمسة أمتار.