د- احمد السيد
كثر في اوانة الأخيرة حالات الانتحار بين الشباب … وتخلف كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات وتترتب عنها آثار طويلة الأمد على ذوي الشخص المنتحر. ويحدث الانتحار في أي مرحلة من مراحل العمر …
وإن اغلب حالات الانتحار تحدث باندفاع في لحظات الأزمة عندما تنهار قدرة المرء على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو الانفصال أو الطلاق أو الآلام والأمراض المزمنة. وبالإضافة إلى ذلك، ثمة صلة قوية بين النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو فقد الأحبة والشعور بالعزلة بالسلوك الانتحاري. وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات الضعيفة التي تعاني من هشاشة الشخصية، وضعف العقيدة، وقلة الدين مع تجاهل لحالة المنتحر النفسية، والتقليل من بلائه، وقلة مؤازرته…
وهنا نقول- : إن اهتمام الوالدين بغرس العقيدة، وبناء شخصية الطفل، وإعداده لخوض هذه الحياة مستعدا لعطاءاتها وبلاءاتها.. أهم بكثير من جعله ميكنة آلية وظيفتها المجموع وكليات القمة
و اهتمام الوالدين بمحافظة الأبناء على الصلاة وسؤالهم عنها ينبغي أن لا يقل عن اهتمامهم بالسؤال عما أخذوه من الدروس …
و الجلوس مع الأولاد والاستماع بإنصات واهتمام لما يقولون مهما كان في نظرك تافها اسمع منهم بدلا أن تسمع عنهم
أخي ليست وظيفة الأب جمع المال ليل نهار يخرج وأولاده نائمون ويعود وهم نائمون لا خير في مال يضيع الحنان والتربية
أختي ليست وظيفة الأم تحضير الطعام وغسل الملابس هذه رعاية وليست تربية انشغالك بالهاتف ومواقع التواصل عن الأولاد نذير شؤم وبداية كوارث لا يعلمها إلا الله …..
واخيرا….اهتمام الوالدين بالسؤال عن أصدقاء الأولاد وتوجهاتهم واختيار الصالحين لهم فالصاحب ساحب والمرء على دين خليله صاحِبْ الصالحين وكن منهم ما علمنا الصالحين ينتحرون بل في خضم البلاء وشدة الأمر لا يتمنون حتى الموت فضلا أن يقدموا عليه إنهم يمتثلون قول النبي ﷺ: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي(
أرأيتم سيدنا يوسف في البئر، وغربته عن أهله ووطنه، وبيعه بيع العبيد، وفي السجن هل ذكر الموت أو الوفاة؟ أبدًا ثم … لما خرج من السجن، وتولى خزائن مصر، وأصبح عزيزها، والتقى بوالديه وإخوته، وسجدوا له…. قال “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ” لم يذكر دعاء الوفاة إلا بعد تمام النعمة وزوال البلاء حتى لا يكون تَسُخَطًا على أقدار الله… الصالحون فقط من يفعلون ذلك …
كل ما سبق بعض أسباب الانتحار والإلحاد والجرائم… فانتبهوا يرحمكم الله ….