- حوار :: سليمة عمر
- الاعْتِدَاءَاتِ شَمِلَت التّعَرّضَ لِلْعَمَالَةِ بِالضّرْبِ وَ نَهْبِ وسَرِقَةِ مُقْتَنَيَاتِهِم الشّخْصِيّة.
في شوارع مدينة سبها يطوف شبح الخوف و تقاسي الشركة العامة لخدمات ” النظافة ” من الاعتداءات على آلياتها وعمالها ، خاصة بعد الانتكاسة الأمنية التي مرت بها المدينة خلال الأشهر الماضية ، فقد تم خطف عامل نظافة والاعتداء عليه وسرقة شاحنة عمله ، و بالرغم من كل ما تتعرض له الشركة ، إلا أنها لازالت مستمرة في تقديم خدماتها ، فترى موظفيها منتشرين في الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى .
رصدت فسانيا خلال هذا اللقاء عمليات السطو والنهب التي تتعرض لها الشركة العامة لخدمات النظافة سبها في حوار مع مديرها العام السيد صلاح شبل ،الذي استفتحنا حديثنا معه عن آخر الاعتداءات التي حدثت للشركة : فقال ” مدير الشركة العامة لخدمات النظافة” خلال العام 2019 : آخر الاعتداءات شملت التعرض للعمالة بالضرب و نهب وسرقة مقتنياتهم الشخصية ، مثل الهاتف ، ومبالغ مالية بسيطة لا تعدو ” مصروفهم ” وذلك قبل أن يستقر الوضع الأمني الذي مالبث فترة وجيزة حتى عاد للتدهور، مطلقاً موجة الاعتداءات من جديد ، فتمت سرقة شاحنة من شاحنات شركة النظافة ، وخطف السائق ، والعمالة المرافقين له ، و بحثنا عنهم لسبع ساعات دون أن نتحصل على أي معلومة تفيد عن مكانهم ،لنجدهم في النهايةً في اتجاه منطقة الحجارة مكبلين وقد تعرضوا للضرب ، و لم نجد الشاحنة المسروقة حتى اللحظة .
* نَتَمَنّى أنْ يَصِلَ المُوَاطِنُ إلَى مَرْحَلَةِ الوَعْيِ ، بِأنّ هَذَا المُوَظّف يَعْمَلُ مِنْ أجْلِ أسْرَتِكَ وَمِنْ أجْلِكَ
وأفاد ” تواصلنا مع كل الجهات , ولكن للأسف لم تقم أي جهة بتقديم أي نوع من الدعم أو المساندة للشركة ، فرتبنا وقفة احتجاجية واعتصمنا ، وأوقفنا العمل ، برغم الأذى و التلوث الذي سينتج عن توقفنا هذا ، إلا أننا لسنا مستعدين للتضحية بأرواح عمالنا ، ففي حين أننا نعمل من أجل راحة المواطن ، إلا أن المجرمين لم يتركوا لنا مساحة آمنة للعمل . مُجْرِمُونَ يَتَرَصّدُونَ مَكَبّاتِ القُمَامَةِ : وعن الكيفية التي تم بها السطو على الشاحنة تابع : ثم استهداف الشاحنة في طريق المكب ، بعد تفريغ الشاحنة لحمولة القمامة ، وأثناء عودتها كان المجرمون يراقبون تحركاتها فأوقفوها ، و كان عدد أفراد العصابة 3 أشخاص مسلحين يستقلون سيارة ، طلبوا من السائق النزول من الشاحنة ، وتم تكبيله ، و العمال المرافقون له ، وكنا نضع أجهزة تتبع ” جي بي أس ” في الشاحنات التابعة للشركة ، ولازلنا نتتبع الشاحنة حتى الآن .
* وَجَدْنَاهُمْ فِي مَنْطِقَة حَجَارَة مُكَبّلِينَ وَقَدْ تَعَرّضُوا لِلضّرْبِ ، وَ لَمْ نَجِد الشّاحِنَة المَسْرُوقَة حَتّى اللّحْظَة !
وعن عدد الشاحنات التي خسرتها الشركة .. أكد ” لا يستحضرني العدد كرقم ، ولكن خسرت الشركة عددا لا بأس به من أسطولها خلال الخمسة سنوات الماضية ، وهي مكلفة للغاية حيث يكلف ثمنها حوالي 400.0000 ، وهي مخصصة لأعمال التنظيف وجمع القمامة ، كما أنها غير متوفرة في السوق . حَدَائِقُ وَشَوَارِعُ تَنْتَظِرُ ظِلَالَ الأمَانِ … وتابع السيد شبل : ” قبل أكثر من شهرين بعد الاستقرار النسبي في مستوى الأمن بالمدينة ارتفع مستوى الخدمات التي نقدمها ، فحتى المواطن بات يلاحظ ذلك ، فاستأنفنا حملات الكنس ، وتنظيف الشوارع ، والاهتمام بالحدائق بشكل أفضل من ذي قبل ، لأن الموظفين باتوا يلاحظون وجود رجال الأمن في الطرقات يباشرون عملهم ، مما أشعرهم بنوع من الأمن ، فعملوا براحة أكثر
ولكن ما إن عاد الانفلات الأمني حتى اضطرب الشارع ، وأصبحت الخدمات متذبذبة ،لدرجة أن سائق الشاحنة يحاول تفريغ شحنته قبل الساعة الثانيةً مساء ، خوفا من قلة الحركة في ذاك الوقت ، مما يعرضه للسرقة والسطو ، كما حدث قبل عدة أسابيع حيث تعرضت إحدى الشاحنات للمضايقة ، في منطقة القرضة حين طاردتها ثلاث سيارات معتمة ، ولكن بفضل السائق الذي راوغهم ، استطاع الهرب والنجاة منهم .
* مُشْكِلَةُ القَوَارِضِ ، نُخَصّصُ حَمْلَةً سَنَوِيّةً لِلْقَضَاءِ عَلَيْهَا وَ هِيَ تَبْدَأ دَائِمًا فِي ” شَهْرِ أبْرِيل وَ تَسْتَمِرّ إلَى شَهْرِ سِبْتَمْبَر.
حوادث برعاية مراكز الأمن الموصدة الأبواب! إن ” موظفي الشركة هم أول المتواجدين في الشارع ، بالرغم من كل ما يتعرضون له ، ولكن من غير الطبيعي انتشار سيارات الأمن ببعض مناطق المدينة في شهر رمضان إلى الساعة 1 صباحا ، ليختفي بعدها تمركز عناصر الأمن ، وتصبح المدينة خالية حتى مساء اليوم الثاني ،برعاية إغلاق مراكز الشرطة في أغلب الأوقات ! ولازلت أتذكر ذلك اليوم عندما ذهبنا لفتح محضر ضد حادثة السرقة التي تعرضت لها الشركة فوجدنا مركز شرطة المدينة يغلق أبوابه ، يمكن أن ألجأ إلى المركز في أي وقت ، فكيف نتعامل مع الفراغ الأمني في حين مراكز الشرطة تغلق أبوابها .
الديزل وشاحنات الجيش البرتقالي. وللتقصي عن سير العمل اليومي كان سؤالنا لمدير شركة الخدمات العامة عن كيف يقومون بتوفير وقود الشاحنات في ظل الوضع الراهن .. فأشار أن للشركة مخصصات تستلمها من مستودع سبها النفطي ، رغم مواجهة عدة مشكلات بهذا الخصوص ، منها : أن المستودع يعمل لمدة يومين أو يوم واحد فقط في الأسبوع ، والمشكلة أن المواعيد التي يفتح فيها المستودع لا تناسبنا و لا تلائم أوقات عملنا ؛ فقد ينتهي الوقود بالشركة يوم الخميس مثلا ، المستودع لا يفتح يوم السبت ، مما يعطل سير أعمالنا ، فنضطر للتوقف عن العمل مدة يومين أو ثلاثة .
* تَعَرّضَتْ إحْدَى الشّاحِنَات لِلْمُضَايَقَة ، فِي مَنْطِقَة القُرْضَة حِينَ طَارَدَتْهَا ثَلَاثُ سَيّارَاتٍ مُعَتّمَة
و لذا فكرنا بحل وهو( مخزون احتياطي )، إذا تمت الموافقة من قبل المستودع بتوفير مخزون إضافي ،بحيث نلجأ لهذا المخزون في أوقات الطوارئ ، ولكن شهدت الفترة الماضية إشكالية من إدارة المستودع بطرابلس مما اضطرني للذهاب إلى هناك و التحدث مع الإدارة ، و قدمت ملفا مستوفي البيانات ، و بفضل الله تم حل الأمر ، و بشكل عام ملف الوقود في المنطقة الجنوبية معقد وشائك ، و الضرر يعود دائما على القطاعات و الشركات العامة . وأوضح ” أتعامل مع المستودع في توفير وقود الديزل فقط ، و كذلك الكمية التي نتحصل عليها منهم بسيطة ، و نحن الآن في فصل الصيف ، و ونحتاج إلى ما لا يقل عن 1000 لتر من الوقود يوميا ، لاستعماله في عمليات رش المبيد الحشري ، فكل سيارة تحتاج إلى 200 لتر من الوقود يوميا ، لتعمل حوالي 3 ساعات ، و لتغطية المدينة بشكل كامل أحتاج إلى 4 سيارات في 4 أو 5 اتجاهات مختلفة ، مثلاً جهة الناصرية وحجارة تتجه إليها سيارة ، وجهة المهدية سيارة ، و هكذا لتغطية المدينة بالكامل ، خاصة بعد مشكلة فيضان الصرف الصحي وازدياد انتشار الحشرات كالبعوض . قريباً ..حملة مكافحة العقارب حملة مكافحة العقارب في سبها ذكر مدير إدارة الشركة العامة للخدمات ” وفرنا حاليا الأدوية الخاصة بالبعوض
* ذَهَبْنَا لِفَتْحِ مَحْضَرٍ ضِدّ حَادِثَة السّرِقَة التِي تَعَرّضَتْ لَهَا الشّرِكَة فَوَجَدْنَا مَرْكَزَ شُرْطَةِ المَدِينَة يُغْلِقُ أبْوَابَهُ فِي وُجُوهنَا
والقوارض ، وأدوية لمكافحة انتشار العقارب والأفاعي مؤخرا ، وإن كانت الكمية بسيطة ، لأننا لم نعاني انتشارها من قبل ، ونحن الآن بصدد الإعداد لحملة مكافحة تغطي الأحياء التي تنتشر بها الأفاعي والعقارب مثل ( الحجارة ، المنشية ، حي عبد الكافي ) وذلك لأن طبيعة هذه الأحياء ذات بيئة خصبة لانتشار مثل هذه الآفات ، بالإضافة إلى الأماكن التي ستصلنا منها بلاغات المواطنين . أما عمليات الرش فهي متوقفة على توفر الوقود بنوعيه ( الديزل ، النافتة ) ، ونطمح بأن يتم تخصيص محطة لتزويدنا بالوقود اللازم، حتى نستأنف العمل ، فالديزل لايستعمل كوقود فقط في الشركة بل نقوم بخلطه مع الدواء لرش الشوارع. أول-إبريل موعد مع القضاء على القوارض ! ولحل مشكلة القوارض ، نخصص حملة سنوية للقضاء عليها و هي تبدأ دائما من ” شهر أبريل و تستمر إلى شهر سبتمبر ” والأدوية مجهزة و فرق العمل و سنطلق الحملة قريباً .
المَوَاعِيدُ الّتِي يَفْتَحُ فِيهَا المُسْتَوْدَعُ لَا تُنَاسِبُنَا وَ لَا تُلَائِمُ أوْقَاتَ عَمَلِنَا.
ونوه مؤكداً في الختام ” تبقى مشكلة الأمن هي المعوق الأول للعمل ، ففي الفترة التي استقر بها الوضع الأمني ، وضعنا خطة للعمل الليلي ، وجهزنا الفرق ، واستهدفنا المناطق و الأحياء الواقعة وسط المدينة ، حيث يبدأ العمل من الثامنة مساء ، و حتى الثانية عشر صباحا ، وذلك للسيطرة على تجمعات القمامة داخل شوارع المدينة ، و لكن للأسف لم يستمر الأمر طويلا
- نَحْتَاجُ إلَى مَا لَا يقِلّ عَنْ 1000 لِتْرٍ مِنَ الوُقُودِ يَوْمِيًا ، لِاسْتِعْمَالِه فِي عَمَلِيّاتِ رَشّ المُبِيدِ الحَشَرِيّ
. نتمنى أن يصل المواطن إلى مرحلة الوعي ، بأن هذا الموظف يعمل من أجل أسرتك ومن أجلك ، وأذكر بأنه عند توقف الشركة عن العمل لمدة يومين بسبب اعتصام الموظفين ، نتج عن هذا الإضراب تكدس غير عادي للقمامة ، مما دفع المواطنين لحرق أكوام القمامة ، في عدة أماكن ، مما سبب تلوث الهواء و البيئة ، فأتمنى أن يعي المواطن خطر كارثة حرق القمامة و ما ينتج عنها من ثلوث سام ، كما أرجو أن يدعمنا بالحفاظ على آليات الشركة بالإبلاغ عن أي عمليات سرقة أو محاولات السطو على الآليات التابعة لنا .