الجَـرَائِـمُ العَـنْـكَـبُـوتِـيّـة

الجَـرَائِـمُ العَـنْـكَـبُـوتِـيّـة

كتب :: عقيلة محجوب 

لم يمنع تطور الأنظمة الحمائية للنظم المعلوماتية مجرمي المعلومات من اختراقها والاعتداء عليها وقد حصلت خلافات جوهرية بين فقهاء القانون حول المفهوم الاصطلاحي للجريمة المعلوماتية وذلك لغياب تعريف تشريعي للجريمة المعلوماتية إذ يطلق عليها البعض اسم الجرائم المستحدثة ويسميها البعض الآخر جرائم الغش المعلوماتي وآخرون بجرائم الحاسبات وقد اجتهد الكثيرون لتعريفها إلا أنني أميل للتعريف الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE) والذي عرفها على أنها كل فعل أو امتناع من شأنه الاعتداء على الأموال المادية والمعنوية يكون ناتجا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن تدخل التقنية المعلوماتية ولقد ارتفعت نسبة هذه الجرائم من أوائل القرن الواحد والعشرين بالمقارنة مع تسعينات القرن الماضي ليبلغ المعدل الزمني لوقوع جرائم المعلوماتية حول العالم سنة 2011 م 50 ألف جريمة اعتداء في الساعة الواحدة وقد توزعت هذه الجرائم بين جرائم القرصنة والفيروسات والبريد الإلكتروني الملوث وجرائم السرقة والتحايل والجرائم المتعلقة باختراق الهواتف النقالة وقد بلغت قيمة ما استولي عليه من ملكية فكرية لشركات تجارية في عامي 2007-2008 ترليون دولار أمريكي دون احتساب المتحصل عليه من الجرائم الأخرى حيث يصعب تحديد حجم الجريمة المعلوماتية وقيمة الخسائر التي تحدثها ولأن للجريمة المعلوماتية أشخاصها الاستثنائيون حيث لا يمكن أن يرتكبها أي كان باعتبار أنه ليس في إمكان أي إنسان التعامل مع شبكات التواصل الحديثة وبالتالي تمكنه من استعمالها في ارتكاب جرائم وأن القوانيين الكلاسيكية غير قادرة على التصدي لمثل هذه الجرائم لذلك تبرز الأهمية القصوى لتدارك المجتمع الدولي لهذه الجريمة وإبرام الاتفاقيات الدولية ليتسنى مكافحة هذه الجريمة العابرة للحدود والقارات كما أنه يستوجب أن تُجاري الأجهزة التشريعية في الدول هذه الجريمة باستصدار تشريعات وطنية تحد من خطورة ذلك العدوان وسَن النصوص المجرّمة لهذا السلوك غير الشرعي وفرض عقوبات على مرتكبي هذه الجرائم وهناك نوعان من جرائم المعلوماتية فقد يستطيع المجرم المعلوماتي من ارتكاب جريمة تقليدية بإمكانيات تكنولوجية باختزاله الآلاف من البرامج والتطبيقات العلمية التي من شأنها إجراء عديد العمليات في فترة زمنية قد لا تتعدى اللحظات وأيضاً قد يرتكب هذا الجاني جرائم لا يمكن حصرها أو حتى التفطن إليها كنتيجة طبيعية لما يمكن أن تفرزه التطورات التكنولوجية الحديثة من تقنيات دقيقة ويمكن أن تقسم الجرائم المركتبة باستعمال الحاسوب أو أنظمته المعلوماتية إلى نوعين أسوة بالجرائم الكلاسيكية وهي جرائم الاعتداء على الأموال و جرائم الاعتداء على الأشخاص ولأن لا براح للخوص في الكتابة في هذا الشأن في هذا العدد التزاما مني بتعليمات رئيس التحرير بصحيفتنا إلا أنني أعدكم بالكتابة في هذا الموضوع ما سمح لي وما رأيت وجوب كتابته ويقيننا أنكم والمختصون في هذا المجال من بحاث وطلبة ستجدون ما يضيف لكم كمّا ونوعا فترقبوا من فسانيا الجديد.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :