بنات الإنترنت فرائس الأبتزاز !

بنات الإنترنت فرائس الأبتزاز !

  • تحقيق :: سلمى مسعود عداس

مدّعٍ من يقول إن الإنترنت ومواقع التواصل شر بالمطلق هي تماما كوصفة العلاج فإن أحسنّا استخدامه شفينا وإن أسأنا زادت العلة ، في الجزء الأول من هذا التقرير تناولنا العديد من القصص التي قد لا يعترف بها مجتمعنا المحافظ لكنها على كل حال دارت داخل أحيائه وفي الكثير من بيوته ، حكايات هي أقرب للخيال من واقع مجتمعنا السبهاوي وتعد من المسكوت عنه ، رغم السكوت عنها لن يبدل من تفاصيلها وواقعها شيء ، قصص نجاح وقصص فشل ، حكايات جميلة وأخرى بشعة سقناها هنا بكل تجرد

كِدْتُ أفْقِدُ حَيَاتِي بِسَبَبِ عَبَثِي مَعَ الْفَتَيَاتِ.

يشاركنا الشاب عبدالرحمن البالغ من العمر 30 عاما قصته لتكون عبرة و هو الذي فضل أن لا يعرف إلا عن اسمه لتكون تجربته عظة للكثير من الشباب الذين يستخدمون الإنترنت ومواقع التواصل من اجل التعارف على الفتيات وابتزازهن . يقول عبدالرحمن : لقد قضيت الكثير من الوقت على الإنترنت ولم أفوت موقعاً للتواصل ولم أسجل فيه ، وتعرفت على عدد من فتيات من عدة مناطق في البلاد ،ولكنني كنت دائما اركز على الفتيات من منطقتي سبها ليكن فريستي ،فقد كنت مدمنا على الشات والتصفح ، و صرفت الكثير من المال من أجل ذلك ، حتى أني لجأت لسرقة محفظة والدتي لأسدد ثمن “رصيد النت”، فأنا شاب عاطل عن العمل تخرجت ولم ابحث عن اي مهنة ، و كنت جليسا ً للكمبيوتر والهاتف وعملي الوحيد هو البحث عن فتاة الأحلام في الإنترنت ليس للزواج بل للهو فقط . عبر تعارفي على الفتيات ” شوهت سمعة الكثيرات بما كنت أفعله ، كنت أتعرف على إحداهن ثم اتحدث لها واصفاً شخصية الرجل التي تحب أن تسمع عنها اي فتاة.. فأتظاهر بأني شاب ملتزم واصلي و إني رجل مثقف ومتفتح وابحث عن فتاة مثلي لأكمل نصف ديني وكثيرا ما تصدق الفتيات مثل هذه الكلمات لذلك لم اواجه العناء يوما في اصطياد اي منهن ! بداية التغيير وتأنيب الضمير ويسرد ” و في أحد الأيام تعرفت على فتاة عبر موقع الفيس بوك وماكنت أدري بأنها ستكون بلائي الكبير بعد حادثة ندم شديد.

لَجَأْتُ لِسَرِقَةِ مِحْفَظَةِ وَالِدَتِي لِأُسَدّدَ ثَمَنَ “رَصِيدِ النّتِّ”

ففي احد الليالي وبينما كنت ساهراً كعادتي لنشر صور كل فتاة رفضت الخروج معي ولم ترضخ لما أردته منها ، حتى دخلت فتاة على ماسنجري الخاص وقالت لي “عيب عليك ما تفعله ” وبدأت في نصحي وأعطتني محاضرات عن الأخلاق ووبختني بالكثير من الكلام الذي جعلني أحس بتأنيب الضمير، بعد تلك الكلمات بقيت على حالي يومين بدون نوم ولم افتح حتى الإنترنت . توبة الصياد على يد الطريدة ! وتابع “بعد فتره من الزمان رجعت للعالم الافتراضي باحثا عن تلك الفتاة التي أثر كلامها في ، وفعلا وجدتها وتواصلت معها ، وتحدثت معي عن نفسها وأنا كذلك تعلقت بحروفها ، لكنني لم ارى وجهها ولم اشتق لرؤيتها فقط راقت لي كلماتها رزانتها ووصفها لنفسها ، وبعد فترة ثلاث أشهر من التواصل والتعارف اردت أن نتقابل وكنت مترددا في طلبي ، فقد كان من الواضح أن هذه الفتاة ليست من النوع السهل، وبعد الكثير من التردد أبديت لها رغبتي في مقابلتها شخصياً وعرضت عليها الزواج .. لكنني لم أطلب منها التقابل بمفردنا بل رفقة من تريد إن كانت لا تثق في ، وقلت لها : يمكنك أن ترافقي اي شخص . وبدون اي تردد ولا نقاش قالت نعم اقبل مقابلتك و استغربت ولكن فرحتي شلت تفكيري ، ولم افكر في اي شيء غير مقابله تلك الفتاة التي غيرت تفكيري عبر كلماتها في موقع . فخ الشوق المهجور وبعد تحديد موعد اللقاء في مكان عام ، رفضت الفتاة مقابلتي وقالت لي أنها تخاف ان يعرف اخيها الأكبر ، فطلبت منها تحديد مكان جديد للموعد، وكان المكان مهجور يبعد عن المدينة نصف ساعة وبدون اي تردد وافقت على الفور. وفي صباح الموعد و قبل اللقاء بساعة ذهبت للمكان المحدد ووقفت منتظراً تمازج روحي نكهة ارتباك ممزوجة بشوق للفتاة التي غيرت تفكيري وسلبياتي و فجاءة وقفت سيارة نوع “سوناته” معتمة ، وفي طرفة عين التفت فإذ بأصوات الرصاص تندلع ، لم أدري ما حدث، كل ما اتذكره أنني صحوت وأنا في المشفى بسبب الرصاص الذي اخترق جسدي ولكنني نجوت بأعجوبة! كيف ولماذا حدث ذلك لم اعرف حتى الآن!. ولم أستطع تبين الشخص الذي أطلق الرصاص ذلك ، المؤكد أنه من طرف تلك الفتاة ،

وانه أراد قتلي ، وفقا لأقوال أصحاب المزرعة “مكان اللقاء ” وبعد رمي الرصاص عندما وقعت أرضا فرت السيارة ، فأسرعوا لإنقاذي واخذوني للمستشفى المركزي ، وبعد علم الأهل بما حدث نقلوني لعيادة خاصة لكي لا يتجرأ ذلك الشخص المجهول على أذيتي في المركز الطبي . احذروا السم في الدسم .. واسترسل ” بعد خروجي سالماً ، صارحت الأهل بكل شيء، واعترفت لهم بعلاقتي بتلك الفتاه ، وتم البحث عنها والتحقيق من قبل الأهل والأقارب في الموضوع ولكن تبين أن كل المعلومات التي اعطتها لي كانت وهميه وكاذبه وغير صحيحة وانها مجرد شخص أراد الثأر مني . طلب مني الأهل مغادرة سبها والانتقال للعاصمة والعمل هناك حتى تتم معرفة الفاعل ولكنني رفضت ، وبقيت في منطقتي ، فهذا أفضل من الفرار خوفا من الموت .

تَدَنّي مُسْتَوَايَ الدّرَاسِيّ مُنْذُ إدْمَانِي عَلَى الإنْتَرْنِتّ

مضت سنتين على هذه الحادثة ومازلت لا اعرف من غريمي، ولازلت أتساءل هل تلك الفتاة هي إحدى الفتيات اللواتي كنت أتلاعب بسمعتهن وأهددهن ، لايزال هذا الأمر مجهولاً، وأنا لم ولن انسى تلك الحادثة أبدا . رسالتي لكل شاب ولكل متصفح لهذه المواقع هي الحذر ثم الحذر لأن هذه المواقع قد تولجنا في متاهات ومشاكل نحن في غنى عنها ، هذه المواقع أصبحت وسطاً و شبكة لكل المجرمين والسراق وكل من يستغلها للأعمال السيئة، لا أنكر أني من أولئك المجرمين لأني طالما غششت بنات وثقن بي وتلاعبت بهن .

مواقع التواصل في عيون الشارع ترى فاطمة المعالي/ الطالبة في جامعة سبها أن موقع التواصل جيدة لمن استخدمها للإستفادة، وضارة ايضا لمن استخدمها للعبة ، و تردف : أنا شخصيا أدرس في مجال الطب ولا أستخدم هذه المواقع إلا من اجل التقدم في دراستي لأكون دكتورة ناجحة افيد مجتمعي .

ولكن “محمد الهاشمي خريج المعهد العالي سبها في مجال الميكانيك يقول ” استغرب من استخدام هذه المواقع لشعب لا يكاد يدرك الكثير وغير متفتح مع احترامي للبعض ، فبسبب هذه المواقع نسمع كل يوم شائعة ونصدقها ، كما ساعدت الكثير من اعداء الوطن في تأجيج الفتنه في البلاد ولاسيما في هذه الفترة الحساسة ،خاصةً موقع الفيس بوك فهو من المواقع التي تستخدمها كل طبقات المجتمع وعيناته. أجيال الوطن الافتراضية ! ولكن ريم الورفلي التي تعمل معلمة في احد المؤسسات التعليمية بسبها توضح ” لا أرى أن لمواقع الإنترنت دخل بما يحدث في البلاد ، فهذه المواقع افتراضية ولا اعتقد أن لها دور كبير في التأثير على مستقبل مجتمع كامل او بلاد. و أنا لأكثر من 20 عام اعمل في مجال التدريس ولا ارى كل عام ما أره في العام الدراسي الذي يليه، فأجيال مجتمعنا الذين نعتبرهم أمل البلاد أصبح مستوى تحصيلهم متدني بسبب هذه المواقع التي تشغل وتفسد من لا رقابة عليه من اهله. فالأهل يشترون لأبنائهم احدث تقنيات الهواتف ويصرفون عليهم المال من أجل الدخول لشبكة الإنترنت والتصفح والسهر في ما لا يزيدهم علما إن لم ينقصه .

وظائف وهمية على الشبكة تقول نجمة محمد لفسانيا وهي ” طالبة جامعية : قبل أن أدخل على الإنترنت واتعرف على صفحات التواصل الاجتماعي كان مستواي الدراسي ممتاز وما إن تعودت على الإنترنت حتى انقلبت حياتي رأسا على عقب وأصبح مستواي الدراسي متدني لحد الساعة ،وكلما حاولت أن ابتعد عن عالم الإنترنت ، عدت من جديد وبقوة . وتضيف ” نجمه ” أنها تقدمت في إحدى المرات لوظيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الطباعة في احد المكاتب العمومية وبعد أن تمت مقابلة العمل وقبولها ، باشرت العمل ولكنها تفاجأت في احد الأيام من تصرفات مديرها في العمل،و اتصالاته في منتصف الليل وكأني صديقة ولست موظفة لديه ، ومع الأيام تبين لي أنه ليس محترما ولا يريد عملي كموظفة بل يريد ني عشيقة له يغريني بالمال ويستغل حاجتي لأنه رآني ادرس واكافح من اجل العمل فتركت تلك الوظيفة وندمت على العمل فيها ولكني سعدت لان الله انقدني من ذلك المدير ومن اخلاقه الرذيلة لأنه لم يكن ينوي خيراً بل كان يريد استغلالي . وتنوه نجمه “بعد ما حدث معي أرجو من كل فتاة عند البحث عن وظيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن تحذر وأن تجمع معلومات دقيقه عن ذلك العمل وكل ما يخصه قبل المجي إليه والبدء فيه، ولاسيما الشركات والمكاتب الخاصة حتى لا تتفاجئي بأفعال وشخصيات غير لائقة . راي مختص يقول بالقاسم أخصائي اجتماعي” لا علاقه لمواقع التواصل الاجتماعي بالآثار السلبية على الذين يتهمونها بذلك ، فالكثير يعلم أن الإنترنت وسيله تواصل وعمل الخ.، ولا تستطيع التحكم فيه ، بل الإنسان هو من يتحكم في هذه الوسيلة ، يختار تصفح ما يشاء ، شبكة الإنترنت وسيلة فقط تسهل الوصول لما يريد الشخص، ولكنها لا تتحكم في أخلاقه ولا إرادته ولا ترغمه على أن يتصفح ما لا يريد تصفحه او الدخول عليه . ويؤكد بلقاسم أن الشخص هو الذي يختار طريقة استخدمه لمواقع التواصل الاجتماعي ، فلو استخدمها في مجال العمل فإنه سينجح ، وإن استخدمها للدراسة فإنه سيتمكن من جمع المعلومات ويدرس، وإن استخدمها للأعمال السيئة فإنه سيتمكن من إيجاد لكل ما هو مضر له وللآخرين . وكرر تأكيده قائلاً : يزورني الكثير من الآباء والأمهات ويشتكون من معاناتهم من هذه المواقع سوى استخدام أبنائهم لها وكيف ثؤثر على أخلاقهم ودراستهم، ولا يعلم الكثير منهم أنهم كأهل السبب في ذلك عبر ما يوفرونه لابنتهم او ابنهم المراهق من أحدث الهواتف وشبكة واي فاي في البيت بدون نظام مواقيت و رقابة ، مما يشجعهم على اخرج طاقاتهم السلبية في العالم الافتراضي وكثيرا ما يقول لي البعض إنه يفضل أن يتصفح ابني او ابنتي الإنترنت طوال اليوم في البيت على إن يخرج للشارع ، وهذا التفكير خاطئ وغير سليم. أن الكثير من الفتيات اليوم يتعرفن على شباب عبر هذه المواقع والشباب كذلك . يجب أن يوقن الأهل أنه بمجرد أن تترك ابنتك طيلة اليوم على هذه المواقع بدون رقابه او متابعه فاعلم أنك قد تركتها في الشارع لان بعض الفتيات يرسلن صورهن ويتواصلن تواصل غير اخلاقي والبعض يتعرفن على اشخاص يغروهن بالهروب من البيت وأنت وإهمالك السبب في كل هذه العواقب . وختم ” يجب على شبابنا وبناتنا وهم جيل المستقبل أن يستخدموا مواقع التواصل في ما يفيدهم لا ما يضرهم ، فمن خلالها يستطيع الإنسان أن ينجز الكثير ويتعلم المزيد، وليعلم الجميع أن هذه مجرد مواقع افتراضية وجدت لتساعدنا ، ويجب استغلال فائدتها لا مضرتها لأنها سلاح ذو حدين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :