- د / سعد الاريل
فشل وزراء الإعلام العرب في إيجاد صيغة ممكنة لتجنيب شعوبها من ذلك الاستلاب لشعوبها من ذلك التوغل الإعلامي المنحرف و آثاره السلبية من خارج حدودها على نفوس شعوبها. فالكلمة مهما تنوعت أشكالها فهي وفق علم النفس الاجتماعي لها تأثير ممكن على نفوس تلقيها ,, بالإيجاب أو السلب .. و الكلمة في العادة تترعرع و تنمو من خلال تربة ينقصها الوعي حيث يكون المتلقي فريسة سهلة لها .. نحن في العالم العربى نتلقى الخبر وخاصة الخبرمن خلال الإعلام المرئي الذي تنقله الأقمار الفضائية و استبشر العرب بانطلاق قمر عربي أطلق عليه ( SATALITE ) ولكن جاءت الريح بما لاتشتهي السفن فكان نقمة كبيرة أحاطت بالدول العربية فقد تخصص هذا القمر بإيداع جل القنوات التلفزيونية العربية و القنوات الأجنبية الموجهة و قد اندست من بين ثناياه كل القنوات المناوئة لشعوبها .. مما دفع إلى انقسامات في الصف المحلي و العربي ووصول الأخبار الهزيلة و المغلفة إلى آذان و عيون المتلقي العربي و انتشرت هذه القنوات عبر هذا القمر إلى الآلاف ووفق مبادئ حرية الإعلام تلك الكلمة الواهمة التي ساعدت القمر من الانفلات من المساءلة و عجز الحكام العرب عن تقنين هذا القمر في إيصال المعلومة الممكنة و خاصة تلك الحاثة على التمرد و على نشر الضغينة و الإرهاب على النطاق العربى انظروا إلى قنوات عربية مثل ( الجزيرة ) و ( مكملان ) و غيرهما و أيضا على النطاق العالمي مثل ( BBC )و ( FRANCE24 ) و ( الحرة ) و الكثير الكثير .. كل تلك القنوات تبث أخبارا و تحليلات وفق أجندتها وتوجهاتها الخاصة .. وهناك قنوات عربية قفزت خارج حدودها لتبث حربا إعلامية على شعوبها كما يحدث اليوم في ليبيا حيث بدأ الخطاب الإعلامي الوارد من الخارج يبث خطاب الكراهية و الفتن مابين الشعب الواحد ممأ أزم الموقف الليبي وقد يطيل عمر الأزمة ,, لا أعتقد أن أي دولة تقبل في توجيه الإعلام خارج حدودها .,. أذكر في إقامتي في الولايات المتحدة أن هناك 3 قنوات رئيسية تبث للشعب الأمريكي التي هي (CBC ) و ( NBC ) ( APC ) و اللاتي تبث إلى سكان أمريكا الذي يصل تعداده 300 مليون نسمة مثل تعداد سكان الوطن العربي هذه القنوات غير المنضبطة و التي تتعامل معها مافيا القمر الصناعي ( نايلسات ) من أجل كسب المال ..إن الحروب الإعلامية التي تشن عبر هذا القمر هي الأعنف على الشعوب العربية والأخطر.. من أي حرب تقليدية و لم يع العرب تأثير الكلمة على عقول الناس و توجيههم نحو بغية المرسل .. لقد نجحت ألمانيا النازية في شن الحرب الإعلامية على أعدائها و اختيار مذيعات يمسسن شفاشف قلوب الناس بأصواتهن المتميزة التي تفوق صوت ( أم كلثوم ) رخامة .. فما هو الموقف من العرب لصد هذه الحرب المدمرة لنفوس الناس و تهدف إلى إثارة الرأي العام ,, فالخطر المواجهة للإعلام هو تكرار الكلمة على مسامع المشاهدين التي تنقلب إلى رصاصة صامتة ..فما هو الممكن لوزراء العرب فعله إزاء هذا التوجيه غير المقنن و هو توجيه هذا القمر إلى مسالك الدروب الممكن و تفادي أي صدمات قد تخرق النسيج العربي المتماسك وهذا لا يتأتى إلا بإيجاد وثيقة شرف ترسم الخطوط الممكنة لدرء التوجهات الصادمة لهذا القمر.