متابعة : نيفين الهوني
اختتم يوم 19 أغسطس 2023 مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخمسين، والذي افتتح مساء 14 يوليو بعرض موسيقي غنائي راقص، تحت عنوان “محفل” للفنان التونسي محمد الفاضل الجزيري، بمشاركة حوالي 120 فناناً وفنانة حيث كان العرض إنتاجا مشتركا بين مركز الفنون جربة ومسرح الأوبرا / مدينة الثقافة، وشارك في رسم لوحاته كل من : الفنان نور شيبة والفنانة زهرة الأجنف والفنانة آمنة الجزيري والفنان يحيى الجزيري والفنان نضال اليحياوي والفنان محمد العايدي والفنان محمد علي شبيل.
وضمن تصريحات المخرج في ندوة خاصة بالعرض قال : إن عرض “محفل” يعيد بناء طقوس الأعراس البدوية في مناطق مختلفة من تونس بشكل معاصر و إبراز هذا التراث وإخراجه برؤية حداثية ، والمزج بين الآلات التقليدية والحديثة والدمج بين الموسيقا الشعبية التونسية والغربية مثل (مزج الشاوي، والفزاني، مع موسيقا غربية مثل الجاز والروك واستخدام الكمان ، الغيتار، والغيتار الإلكتروني مع الزكرى والدربوكة والناي. وشمل برنامج المهرجان االذي امتد حتى الاختتام 19 أغسطس/ آب، حفلات النجوم الفنان راغب علامة، الفنان أحمد سعد، والفنان السوري ناصيف زيتون، والفنان صابر الرباعي، والفنانة لطيفة العرفاوي، والفنان الجنوبي رؤوف ماهر، والفنان الشاب مرتضى، والفنان نوردو، والفنان عبدالحفيظ الدوزي، والاختتام مع الفنان محمد حماقي.
كما ضم المهرجان سهرات مختلفة بين عربية وغربية وأفريقية مثل السهرة المشتركة لفرقة “تقسيم تريو” التركية، ومجموعة “ثلاثي جبران” الفلسطينية، وسهرة أفريقية أحيتها المغنية النيجيرية يامي ألايد، والمغني تيكن جاه فاكولي من ساحل العاج. حيث أن برمجة الدورة الـ57 من مهرجان قرطاج الدولي احتوت على 31 عرضاً موزعةً على 26 سهرة طَغَت عليها السهرات الموسيقية بمختلف أنواعها الشرقية والغربية، ومنها عروض الموسيقا التقليدية والموسيقا الشعبية والجاز والسول والريغي والروك.
عرض الافتتاح المحفل وردود أفعال متباينة.
انقسم الجمهور والإعلام التونسي ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض الافتتاح فبين محتفٍ بالفنان نور شيبه وتميزه في العرض بأغنيتي “يا حب شبيك” و”برا روّح” بتوزيع جديد والتي لم يكن اختيار الرقصة المصاحبة لها موفقا حيث لوحظ عدم التناغم بين الراقصين والموسيقا المصاحبة وبين رافض لعودته دون وضوح للرؤية بعد أزمته الأخيرة . وبين معجب بالعرض الذي ذكّر الناس بالأعراس الشعبية في بعض المدن التونسية وتراثها وغاضب لغياب مدن أخرى في لوحات (محفل) وأخطاء في تفاصيل دقيقة من بينها عدم التمازج بين الموسيقا الشعبية والغربية في بعض المواضع خاصة في أغنية (بجاه الله) وعدم تناسق ملابس المشاركين في العرض وأيضا عدم التناغم بين الراقصين في عديد المشاهد من العرض وبين منادٍ بأن الأمر خاضع للذائقة وأن مقياس نجاح العرض كان الجمهور الذي غنى ورقص بانسجام مع العرض منذ بدايته حتى آخر لوحة من لوحاته ولكن الجمهور ذاته الذي غنى ورقص وفرح صرح في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات بأن العرض كان أقل من سقف توقعاته لعرض ضخم في مهرجان كبير مثل قرطاج لكنه أيضا أرجع إلى قصر وقت الإنجاز والاستسهال ربما من المميز في العرض كان قدرة الفنان نصر الدين الشبلي على قيادة 24 موسيقي في تناغم مميز لآلات موسيقية متعددة وتكريم الفنان إسماعيل الحطاب بأغنيتين وهما “بين الوديان” و”دزيتيلي هاني جيتك” ومشهد الخيالة المرتبط بالأعراس العربية عامة والتونسية على وجه الخصوص في بداية العرض ونهايته لاقيا ترحيبا وإعجابا من الجمهور. محفل ضم أيضا فريقا لا يستهان بقدراته وحضوره وتميزه مثل الفنان محمد علي شبيل في “الجحفة” و”نحلم بخيالك” والفنان نضال اليحياوي الذي غنى “ساق نجعك” و”العين السودة” والفنان أنيس علوي غنى “هزّي حرامك” والفنان سامي الرزقي في “واشي واشي” من “التراث الجربي” والفنان فتحي الماجري “الليلة المحفل يعجبني” والفنان أسامة النابلي “اركزي عالرملة” والفنان سامي كامل في” مرّ فراقك” والفنانة آمنة الجزيري في “زينة” والتي كان حضورها مختلفا تماما ومبهجا ومتفردا في صورة بديعة حضورا وغناءً وعزفا أيضا فالطبلة التي كانت تحملها أثارت الجمهور وأسعدته وأضافت على العرض مشهدية جميلة لا تنسى و فوزية الكافية والفنان هيثم الحذيري الذي غنى “سيدي عبد القادر“
النجاح الممهور بأنامل مرتضى الفتيتي.
خلال ساعة من الغناء المتواصل الذي أمتع جمهوره قدم خلالها أبرز أغانيه المعروفة والتي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب أبدع الفنان الشاب مرتضى الفتيتي في حفله الساهر في مهرجان قرطاج والذي وافق يوم 19 يوليو 2023 وسط هتاف الجماهير الحاشدة باسمه ودعمه على الرغم من العطب التقني الذي تكرر عدة مرات والذي أكد هو كل في استضافاته الإذاعية بعد الحفل أن الأمر تقني بحت ويحدث في أي مكان ولا مجال للشك في ذلك وأن هذا العطب يخرج عن نطاقه كفنان ولا يرغب في الخوض في تفاصيله حيث صدح الفتيتي بأول أغنية له على المسرح بأغنية “أنا اللي بغيت” ثم توالت أغنياته “ما سمعو كلامو” وشارك الجمهور مرتضى في غناء واحدة من أهم أغانيه وأنجحها و هي ألفين كتاب، ثم الأغنية الأشهر له في الوطن العرب “يا ليل” حيث رقص وغنى الجمهور المنسجم مع الموسيقا والغناء وطالبه بإعادتها مرة أخرى بالإضافة إلى غنائه جديده وهي أغنية “بورا بورا” أما مفاجأة مرتضى لجمهوره فكانت حضور فنان الراب “سنفرا” ليشاركه الغناء في “شدّة و تزول” ونشر الفنان – الذي استشرف كما جاء على لسانه في استضافة إذاعية بأنه سيعتلي مسرح قرطاج ذات يوم – نشر مرتضى الفتيتي إثر الحفل الناجح نجاحا باهرا يوم 20 يوليو 2023، تدوينة على صفحته الرسمية بـ”فيس بوك” أعرب فيها عن فائق سعادته بنجاح الحفل الليلة السابقة بمهرجان قرطاج الدولي وقال إنه تشرف بكل الحضور وخاصة المطربين والفنانين الذين حضروا عرضه مثل فوزي بن قمرة وصوفية صادق ولطيفة العرفاوي.
ومن المعلوم أن الفنان الصاعد أثبت نجاحه في وقت قصير واضعا بصمته الفنية والموسيقية الممزوجة بين الجاز والريغي والراب على الساحة الفنية التونسية في بصمة خاصة ممهورة بأنامل الفتيتي كتابة ولحنا مع الموزع الموسيقي الطاهر القيزاني.
دوزي أنا مغربي والعيون عينيا
في عرض دوزي الذي يري أن حلمه كان الصعود على مسرح قرطاج وأنه بعد ما يقارب ثلاثين عاما من الإنتاج صعده متأخرا – على الرغم من أن أول دعوة وجهت له للغناء في تونس كانت في العام 1998، حين كان عمره 13 عاما، لكن والدته رفضت، في ذلك الوقت – وصعده بأغنية أنا مغربي الأغنية الوطنية التي كتبت ولحنت من أجل المونديال وعرفها الجمهور العربي لأول مرة هناك ثم أصبحت للشعب المغربي من أغاني الاعتزاز بالهوية المغربية وفي هذا السياق اختتم فقرته بأغنية العيون عينيا من التراث المغربي لفرقة جيل جلاله والتي أعاد إنتاجها للتذكير بها وبأن الصحراء مغربية وبرفض الشعب المغربي الشقيق لأي حركات انفصالية وقد أعاد غناءها عدة مرات على مسرح قرطاج للجمهور التونسي للتأكيد على دعمه لقضايا بلاده ومشروعية قضاياهم السياسية والإنسانية كما صرح في وسائل الإعلام المتعددة . وعلى الرغم من هذه التأكيدات إلا أن الفنان دوزي ونصفه مغربي ونصفه الآخر جزائري حيث أن والدته جزائرية يعتز جدا بعلاقته بالجمهور الجزائري وقد أعاد إنتاج أغاني صديقه الفنان الراحل الشاب عقيل الذي صرح بأنه يحبه وأن عائدات أغنية ‘مازال مازال’ ذهبت لدعم ابنتيه في لفتة وفائية لروح صديق الطفولة والشباب . وقد غنى دوزي على ركح قرطاج بالإضافة إلى أنا مغربي و العيون عينيا أغنية “محبوبي” للفنان التونسي الكبير الشاذلي الحاجي، والتي نالت استحسان الجمهور وتفاعل معها مشاركا إياه الغناء ولكن الجمهور الذي شاركه الغناء فرحا هو ذاته الذي غادر بعضه بعد ثالث أغنية له متذمرا خاصة وأن دوزي اعتلى الركح متأخرا نصف ساعة أثتتها باتريك الdj المصاحب له والذي استطاع دوزنة العرض إلى حد ما.
فسيفساء الجنوب بين الأصيل والصنديدة.
في سهرة مختلفة واستثنائية جدا بتاريخ 29 يوليو 2023 حملت تنوعا ثقافيا وتراثيا متميزا وبجمهور متفاعل ومتحمس ومتفرد وبحضور فنان الأصالة والهوية والعراقة المعتز بجذوره وتراثه العروبي والجنوبي الفنان رؤوف ماهر قُدم عرضه الناجح “صنديدة” والذي نال استحسان الجمهور الآتي من كافة أنحاء التراب التونسي بأعداد غفيرة وقبل الحفل بساعات كثيرة تحمسا للقائه والتفاعل مع أغانيه التي عرفها الجمهور التونسي ذو الشرائح العمرية المختلفة منذ سنوات وعرفه من خلالها و أحبه فشجعه للاستمرار والانتصار، بالإضافة إلى حضور المغاربة من دول المغرب والجزائر وليبيا والجاليات العربية بتونس بأكثر من طاقة المسرح الاستيعابية واحتفاءً بالجمهور التونسي والعربي أطل الفنان رؤوف ماهر باللباس الجنوبي الحولي والشاشية التونسية و بصحبة فرقته وأفراد عرضه الذين كان عددهم كبيرا جدا من الجنسين فاق الـ 100 عضو تزينوا باللباس التقليدي من مختلف المدن التونسية بحليهم وتجانس وتمازج ألوان ملابسهم المتنوعة وأيضا فرقا راقصة مصاحبة له في بعض الأغنيات مثل مجموعة إحياء التراث بقصر الخراشفة ببني خداش، والكورال المتكوّن من المجموعة الصوتية حرايّر تونس بصفاقس في لوحة فنية مزركشة بألوان الجنوب وعَبِقة بأنفاسه المنعشة حملت سينوغرافيتها وديكورها توقيع المخرج التونسي الرائع أنور الشعافي وقد أهدى بداية موالا خاصا عنوانه “سلامات” للجمهور من على المسرح الذي زين ببيت من الشعر وتفاصيل البيت البدوي القديم من أزياء ومنسوجات و قطع أثاث وأدوات مستخدمة في الطعام والحياة اليومية البسيطة مثل السلال والأطباق والأواني والقفة والكليم والكسكاس والبراد والعالة والرحى والكرداش .. إلخ وذكر في مواله كل ولايات الجمهورية التونسية ثم عرج على الدول المغاربية الشقيقة والعرب ثم إلى فلسطين القلب والروح وغنى الفنان المتفرد في اختياراته ومحطاته للمرأة الصنديدة المرأة الأم والأخت والزوجة والحبيبة والابنة والمطلقة والوطن على امتداد أكثر من ساعتين صدح فيهما صوته الصحراوي العذب وزغردت فيهما النساء احتفاء به وبكل ما يحمله عرضه من نستولوجيا الفن الأصيل .
وتكريما للأم في كل مكان غنى الفنان رؤوف ماهر أغنية “الولادة”رفقة كاتب كلماتها فراوح بين الشعر بصوت الشاعر بلقاسم عبهول وبين الغناء بصوته الرخيم . وتكريما للمرأة العاملة في تونس اعتلى الركح مجموعة من الفتيات اللواتي ارتدين ملابس تظهر مهن مختلفة مثل الطبيبة والعسكرية والمعلمة والمحامية والقاضية …إلخ
ومنتشيا ومرددا برافو برافو برافو استقبل الجمهور الحاضر لفتات الوفاء ولوحات التكريم التي خص بها رؤوف ماهر في عرضه صنديدة أبرز من غنى لهم في بداياته وأفضل من قدم فنا أصيلا على مدى أعوام ممن رحلوا على عالمنا وتركوا له المشعل ليكمل المسيرة في ضوئه فتكريما للأشقاء العرب بدأ فقرته التكريمية بظهور صورة الفنان الليبي الراحل محمد حسن على شاشة العرض الكبيرة في لمسة وفاء له ولما قدمه من فن عربي أصيل .
ثم انتقل لتكريم فنانين من الجزائر الشقيق فقدم كوكتيلا جزائريا، ضم أجمل أغاني الراي، للشاب حسني والشاب عقيل والشاب مامي وعلى إثره غنى تكريما أيضا للفنانين الراحلين من تونس مجموعة من الأغاني مثل عمي الشيفور و أهلي غصبوني و لليلي يما للراحلة فاطمة بوساحة وللراحلة فايزة المحرصي والراحل لطفي جرمانة والراحلة منيرة حمدي والراحل قاسم الكافي.
ومتناغما مع الأغاني والموسيقا والتراث ردد الجمهور وراء الفنان الذي أثبت أنه جدير بركح مهرجان قرطاج الأعوام القادمة أغنية خطافة والتي خطفت قلب الجمهور الذي أحبه وتكبد عناء الحضور وإثبات هذا الحب بالفعل لا بالقول ثم توالت الأغاني « رمل الوطن » و »موال سلامات » و »مولات القربة » و »غزيل الأرياف » و »الولّادة » كما أهدى رؤوف ماهر كل الحضور أغنية ” الخوت بعدما غنى في صوت شجي موالا عن الأب وأغاني شط السويحل وصنديدة وهي مفردة تطلق على الرجال ولكنها تنطبق على النساء أيضا من وجهة نظر الفنان والمفردة تحمل صفات العزة والكرامة والشجاعة والإباء والمبادئ السامية من إيثار وفزعة ومروءة ونخوة مصحوبا بلوحات فلكلورية راقصة احتضنت كل المخزون الفلكلوري التراثي الجنوبي في تونس بالإضافة ريت النجمة التي تعد من التراث التي تعد من التراث الجفراوي الأصيل والتي يشترك في غنائها كتراث أصيل ليبيا والجنوب التونسي وقد قدم بعد الحفل العديد من التحايا وتوجه بكلمات الشكر في صفحته عبر الفيس بوك للجمهور والحضور وخص بالذكر الإعلامية التونسية هالة الذوادي والإعلامية سناء الماجري والإعلامي سمير الوافي والفنانين الممثل فؤاد ليتيم الذي قدم له باقة ورد على الركح وقال أيضا عبر الفيس بوك شكرا للفنان الكبير سي رؤوف بن يغلان على الكلام الجميل. يذكر أنّ تذاكر حفل الفنان رؤوف ماهر كانت قد نفذت جميعها قبل يومين من العرض، وفق ما ذكرته الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي عبر موقعها الرسمي .
الفنان صابر الرباعي دوزنة القلب على نغمات الحب.
أطلّ الفنان صابر الرباعي يوم 11 أغسطس 2023 في سهرة طربية ضمت العديد من أغانيه التي يعشقها الجمهور التونسي والعربي ويحمل لها حنينا خاصا ومشاعر فياضة بكل الحب وبصحبة فرقة موسيقية بقيادة قيس المليتي، ووسط عاصفة من التصفيق والهتاف والحماس الجماهيري اعتلى المسرح الفنان الذي صرح بأنها المرة العشرون التي يعتلي فيها هذا المسرح في مسيرته الفنية وانطلق الحفل بأغنيته مغيار ثم تنوعت الأغاني التي قدمها في لوحة متناغمة مدوزنة بين الألحان الرومانسية والإيقاعات الشرقية الحماسية والتونسية الحميمة التي شغفت بها قلوب معجبيه من العالم العربي حيث شذا لساعتين ونصف متواصلتين بأجمل أغنياته العربية التونسية القديمة والجديدة وتنقل بجمهوره بين تمايل ناعم وتفاعل راقص عندما غنى “دلولة” و”ببساطة” و”تمنيت” و”يا للاّ” و”عزة نفسي” وقد كرّم الفنان صابر الرباعي الفنان الراحل قاسم الكافي، من خلال أداء باقة من أغانيه المعروفة مثل “ع الجبين عصابة” و”عدالة يا عدالة” و”عشيري الأوّل” و”هالكمون منين” و”على بنت الخالة” و”يا صالح” و”لليري ياما” وآسرا الحضور حتى النغمات الأخيرة من الحفل الذي اختتم بأشهر أغنياته التونسية برشا برشا وسيدي منصور يا بابا أكد الفنان المحبوب أنه أيقونة من أيقونات الفن العربي وسفيرا للأغنية التونسية في الوطن العربي الكبير ، هذا وقد شارك الفنان صابر الرباعي مع الفنانة لطيفة ولفيف من الفنانين، محمد الجبالي، غازي العيادي، ونوال غشام، صحبة الفرقة الوطنية للموسيقا بقيادة المايسترو يوسف بالهاني في حفل يوم الجمعة 18 أوت 2023، في إطار التضامن ومن أجل التبرع لفائدة المتضرّرين من الحرائق التي اندلعت مؤخّرا بطبرقة.
الفنانة لطيفة العرفاوي وسهرة المفاجآت السارة.
بحضور الأخت الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية والأخت آمال بالحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السّن ولفيف من الشخصيات السياسية والفنية مثل الفنان الأمين النهدي ووابنه محمد علي النهدي والفنانة آمنة فاخر والفنان محمد الجبالي والفنان أحمد الرباعي والفنانة ألفة بن رمضان وجمهور حاشد حضر مبكرا ووقف في صفوف وطوابير طويلة حتى يلتقي فنانته التي عشق أغانيها منذ حوالي الثلاثين عاما ونيف ولازال يراها سفيرة للأغنية التونسية في العالم العربي وانطلق الحفل الساهر للفنانة لطيفة العرفاوي يوم 13 أغسطس 2023 والذي كان بمناسبة عيد المرأة التونسية بأغنية ” في الكام يوم اللي فاتو ” مع الفرقة الوطنية للموسيقا بقيادة المايسترو يوسف بالهاني،ثم حدثت الجمهور المتفاعل مع اعتلائها الركح بــ ” حاسين بيا وبحبكم … الله يحمي تونس ” حيث عبرت عن سعادتها للعودة والوقوف على ركح مهرجان قرطاج للمرة الثانية منذ سنة 2011، وتوالت أغنياتها المصحوبة بمقاطع مرئية من أبرز محطاتها الفنية وفيديوكليباتها التي واكبت مسيرتها الفنية وعلى مدى ساعتين متواصلتين غنت لطيفة أبرز أغنياتها في مرحلتي التسعينات والألفينيات وهن “يا سيدي مسي علينا” و”غرامك مزيف” ، “حبيبي ما تروحش بعيد” و”إن شاء الله” و”حبك هادي” و”يا غدار” و”الحومة العربي” و”روح”ثم غنت في حب تونس وللمرأة التونسية في عيدها الوطني ” أهيم بتونس الخضراء حبا فاق عن ظني.. هنا أصلي وميلادي.. هنا أهلي هنا سكني” من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان القيصر كاظم الساهر، وفاجأت لطيفة جمهورها الذي أتى حبا وشوقا لها باستقبالها لكورال “سيدي سامي” حيث اعتلى الركح كورال من الأطفال رافقوها في أداء أغنية “للشمس” من كلمات الشاعر ياسين الحمزاوي وألحان الفنان أمين قلصي كوريغرافيا درّة عياد بينما رافق العرض عرض على الشاشة لأبرز النساء الرائدات في جميع المجالات .كما فاجأ الجمهور مطربته الحبيبة بمفاجأة سارة عندما حضر عروسان الحفل وتفاعلت معهما لطيفة وأهدتهما أغنية ”يا ديني محلالي فرحو ” وقد أحيت لطيفة هذا الحفل الفنّي الساهر ضمن برمجة مهرجان قرطاج في دورته الـ57 مجانا كما تبرّعت بمائة ألف دينار لصالح برنامج “صامدة” للتمكين الاقتصادي للنساء ضحايا العنف والمهدّدات به ولبرنامج التمكين الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي ما أعاد للأذهان جائحة كورونا و كل ما قدمته في تلك الفترة الحرجة من مساعدات كبيرة لبلادها تونس ولشعبها الشقيق
وختامه “أنا حبيت المقابلة ” بتوقيع الفنان محمد حماقي
في سهرة مميزة ومليئة بالبهجة والذكريات الجميلة اختتم مهرجان قرطاج الموسيقي في دورته 57 يوم السبت الموافق 19 أغسطس 2023 حيث أحياها الفنان المصري المعروف محمد حماقي والتي بدأت بشريط مرئي بتقنية الذكاء الاصطناعي، خاطب خلاله ”آبولون” إله الموسيقا والشعر والفنون، جمهور مهرجان قرطاج الدولي قائلا “حبوا بعضكم” في ختام كلمته التي تحدث فيها عن أهمية الثقافة في توحيد الشعوب وقيمة الفن والموسيقا في بناء الحضارات ونموها وتطورها. ثم اعتلى المسرح الفنان محمد حماقي بفرقة موسيقية مكونة من تسعة عازفين حيث يشارك في مهرجان قرطاج لأول مرة وفي رصيده عقدين من النجاحات التي توجها باعتلائه مسرح مهرجان قرطاج في دورته الـ57 وسط هتاف الجماهير الغفيرة التي فاقت الـ7 آلاف متفرج وتصفيقها الحار ونغمات صفيرها الحماسي وطوال ساعتين من الوقت الذي توقفت فيه عجلة الزمن من أعمارنا بداية من انطلاق مسيرته الفنية قبل حوالي 20 عاما من النجاحات المتواصلة غنى فيها الجمهور المنسجم مع أغنياته التي يحفظها عن ظهر قلب ويرددها بنبضاته حيث راوح بين أحدث أغنياته والتي طرحها قبل ثلاثة أيام من الحفل ويؤديها لأول مرة في حفل مباشر وبين أغانيه القديمة التي عشقها الجمهور ولازال يتذكرها بكل الحب مثل “وحدة وحدة “ولا ملامة” وياستار” وافتكرت” ومابلاش” وأحلى حاجة فيكي “وحبيت المقابلة ” وبقيت معاه” و ” زيها مين” و “أدرينالين” حيث رقص الجمهور وقوفا طوال السهرة التي تجاوزت الساعتين وربع كان يشعر فيها بالفرح والتناغم مع الجمهور الذي خاطبه عدة مرات ليقول :أنا حبيت المقابلة وانتو حبيتوا المقابلة؟
ليرد عليه جمهوره بــ : أيوا حبيناها وقال أيضا: “مهما قلت من كلام مش هاقدر إحساسي وأنا سعيد جدا بهذا الجمهور التونسي” ومن أول ما ابتديت أغني وأنا بسمع للجمهور التونسي هو جمهور فنان وجمهور راقي وصوته حلو، ومعلومة معروفة عندنا أن الجمهور التونسي هو جمهور مغنى ثم قال : مذ أن بدأت الغناء عام 2003، وأنا أسمع بأن الجمهور التونسي يتذوق الفن، وهذه حقيقة تأكدت منها هذه الليلة. وأضاف جئت محملا بمسيرة 20 سنة سأغنيها الليلة كما سبق أن صرح أن مهرجان قرطاج كان حلما له وتحقق وشرف وحلم أي فنان أنه يقدم حفلة على مسرح قرطاج.
مضيفا أنه سعيد بأنه ختام مهرجان كبير وعريق مثل مهرجان قرطاج.