(فسانيا / حياة فرحات / مصطفى المغربي / تصوير رحاب الكتاف) …

في غياب الدولة الدائم في الاحتفاء وتكريم مبدعيها وأعلامها الذين ساهموا في إثراء الحركة الفنية والثقافية بالبلاد وهذا ديدن الحكومات العربية في غالبيتها وأمر معتاد  ، أما الغير مألوف والمستغرب وخاصة في ليبيا هو غياب مؤسسات المجتمع المدني وخاصة المنظمات التي تدعي أنها تهتم بالفنانين والأدباء والاعلاميين وبالنشاط الفني والثقافي ورواده في مختلف المجالات  غيابها عن إحياء سنوية الإعلامي مفتاح الحجازي الذي ترك بصمة وعلامة بارزة في الإعلام الليبي المسموع والمرئي .

لتتولى كريمته (منتهى)  إحياء الذكرى الأولى لوفاته في دار عبد الخالق النويجي بطرابلس المدينة القديمة مساء أمس  السبت 15 أبريل  2017، وسط حضور كبير من النخبة الثقافية والفنية والإعلامية ومحبي وتلاميذ الفقيد ومن المتابعين والمهتمين بالشأن الثقافي .

(منتهى مفتاح حجازي) التي لم تتجاوز ال 15 ربيعا أشرفت على تنظيم أمسية التأبين بكل تفاصيلها   واعتلت المنبر لتكون هي مقدم الحفل وتربط فقراته في أداء مميز وصوت إعلامي متمكن ولغة عربية فصيحة وكلمات منمقة وروعة التعبير و صدقه الى ان ساد انطباع لدى الجميع بأنها تحتفي بعلم من أعلام ليبيا بغض النظر عن كونه  والدها  ، وقد أظهرت  رابطة جأش وتماسك أذهل كل الحضور . .

دعت (منتهى)  أبرز الحاضرين ومن رفقاء المرحوم لإلقاء كلماتهم بهذه المناسبة والتي تحدثت في مجملها عن الفقيد (مفتاح الحجازي) وعددت إنتاجه المريء والمسموع والبرامج التي قدمها منذ منتصف السبعينات والتي لازالت عالقة في الأذهان واثرى بها  المكتبة المرئية ، متحدثين أيضا على أخلاقه وهدوئه،  وأشاد كل المتحدثين بمبادرة ابنة الفقيد منتهي وعلى هذه اللفتة الكريمة وفاءً وتقديرا لأحد أبرز الإعلاميين في ليبيا والذي اعتبروه انه وفاءا لهم قبل أن يكون لوالدها .

حفل التأبين تخلله عرض مرئي عن مسيرة الإعلامي مفتاح الحجازي والذي كان من إنتاج إذاعة مدينة  المرج مسقط رأس الاعلامي الفقيد (مفتاح الحجازي) .

(منتهى) كانت لها بصمة في إنتاج وإخراج  فيديو عن إحدى الشخصيات التي تحدت عن  الفقيد والذي عرض خلال الحفل .

(منتهى)  لم يقتصر دورها كمذيعة ومشرفة  للحفل فقد تغنت  بنشيد عن العائلة وكيف كانت في حضن ورعاية والدها واغنية أخرى تغنت بها بصوت جميل لفت الانتباه والإعجاب  وهي موهبة أخرى الى جانب موهبتها في التقديم والإلقاء صاحب الأغنية عرض لصور والدها الراحل وهنا الطفلة (منتهى)  لم تعد قادرة على التماسك فلم تكمل اغنيتها لتنهمر بالبكاء  الذي استمر حتى هدئ من روعها بعض الحضور. . ثم تستمر منتهى في الاحتفاء لوالدها وتكمل ما أعدته من فقرات بالمناسبة .

هذا وتوفي الاعلامي القدير (مفتاح حجازي) في 11-4-2016 ، ويعد الحجازي من أشهر المذيعين ومقدمي البرامج الإذاعية في ليبيا خلال العقدين الأخيرين، وقدم برامج ونشاطات إذاعية مرئية ومسموعة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية .