د : طاهر عريفة
الانتخابات الرئاسية و البرلمانية إحدى المطالب الملحة لجمهور الشعب الليبي خاصة بعد تردي الأحوال الاقتصادية والأمنية و الخدمية للمواطن الليبي ، وعجز الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول لهذه المشاكل.
و عندما اتفق المجتمعون في برلين على أن يكون يوم 24- ديسمبر – 2021 م موعدا لهذه الانتخابات استبشر الناس خيراً، غير أن ثمت عقبات كثيرة تواجه هذه الانتخابات منها ما هو داخلي و منها ما هو خارجي .
فمن العقبات الداخلية :
1- عدم توحيد المؤسسات ، خاصة الجيش و المؤسسة الاقتصادية.
2- عدم تفكيك المليشيات التي ترفض حتى الآن نزع سلاحها.
3- الشروط التعجيزية التي تطرحها بعض الجهات السياسية مثل المصادقة على الدستور قبل إجراء الانتخابات.
هذا عن العقبات الداخلية ، أما عن العقبات الخارجية التي تقف حائلا أمام إنجاز هذا الاستحقاق فمنها :
1- رفض بعض الدول سحب قواتها من ليبيا بحجة أن ذلك يخل بالتوازن القائم بين شرق البلاد و غربها.
2- التنافس القائم بين بعض الدول من أجل النفوذ و الهيمنة الاقتصادية كالصراع بين إيطاليا و فرنسا على الثروات الليبية.
3- الصراع السياسي و الاستراتيجي بين الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة و روسيا الاتحادية .
لهذه الأسباب يبدو أن حلحلة هذه العوائق و غيرها يتطلب حكومة قوية وفاعلة تستطيع أن تفرض وجهة نظرها على المتدخلين المحليين و الإقليميين و الدوليين الشيء الذي يبدو أن حكومة الوحدة الوطنية بحكم تركيبتها هي أضعف من أن تقوم بهذه المهمة ، وعليه فإن التعويل هو على الضغط الشعبي من أجل تفعيل مقررات برلين ، و إجراء الانتخابات في موعدها المقرر ، والضغط الشعبي يتمثل في تفعيل مقررات اللجنة العسكرية 5 + 5 و إبراز دورها في النهوض بمجمل الوضع الليبي ، وتفعيل دور البرلمان في هذا الاتجاه ، ودعوة المجلس الرئاسي و الحكومة إلى الالتزام بالآجال المحددة لعقد هذه الانتخابات ، ودعوة منظمات المجتمع المدني إلى الضغط في اتجاه إجراء الانتخابات في موعدها. الطاهر عريفة.