النَّظـرةُ العَبَثِيَّـةُ السَّـلبيَّـةُ لِحركةِ المقاومة

النَّظـرةُ العَبَثِيَّـةُ السَّـلبيَّـةُ لِحركةِ المقاومة

  • طالب ياسين

النَّظـرةُ العَبَثِيَّـةُ السَّـلبيَّـةُ لِحركةِ المقاومة
ماذا حصَـدَتْ هذهِ العبثيَّةُ حتّى الآنْ ..؟!
غيرَ ضَياعِ فلسطينَ والأرضَ والإنسان


مِـنْ دَواعي الحيطةِ والحذر .. وَمِنْ دَواعي تَقييمِ الإستراتيجيَّاتِ ، وَفَحصِ مُستوياتها وَتَوازُناتها وَمُتَغَيِّراتها ، سواءٌ منها المُستجِدَّةُ الطّارئةُ أم غيْرِ المُستجدّةَ ، أنْ تُجْرَى لها دراساتٌ دقيقةٌ وَمُطوَّلَة دونَ أنْ نُهمِلَ ولو نُتْفَـةً بسيطةً مِمَّا نَراهُ اليومَ ، قد انْبَسطَ على وَجهِ الأحداث بشكلٍ مُتَسارعٍ وَخطير ..!

فالمشروعُ الصهيونيُّ أخذَ هذهِ الأيام يخطو خُطاهُ الواسعةَ لِيَتَجاوزَ الحدودَ الجغرافيَّةَ لفلسطين ، نَحوَ جغرافيَّاتٍ عربيّة أُخرى بعدَ أنْ أَجْهَزَتْ سلطةُ أوسلو الفلسطينيّةِ بِسكّينِها الحادّ على نَحرِ القضيَةِ الفلسطينيَّةِ وَنَحَرَتْها وَأَهدَتْ لحمَ فلسطينَ مشاعاً لليهودِ وللصَّهاينةِ يلتهمونها بِشَراهةٍ ، بعدَ طولِ انتظارٍ طويلٍ لِوِلادةِ هذهِ السُّلطة ، التي كانَ أوَّلُ إنْجازاتِها مَشروعَ الملاهي والقمار في مدينةِ أريحا ، حينما بَدأَ التّلاعبُ بأذهانِ الفلسطينيينَ وَاستِغفالِهم تحتَ عناوينَ بائسةٍ قديمة : ” أريحا أوَّلاً ” وَ ” غزَّةَ ثانياً “..!

كانَ من الأوْلى لأصحابِ “الرَّمز” الأوسلويُّ ، في ذلكَ الوقت أن يكونَ أوَّلّ مشروعٍ فلسطينيٍّ يُقامُ على أرضِ فلسطينَ ، في ذلكَ الوقت هو مشروع تحرير جدِّيٍّ يَتطوَّرُ إلى مشروعِ تحريرٍ لقيامِ الدّولةِ الفلسطينيّة .. أو على الأقلّ مستشفى ضخم ، لهؤلاءِ الفلسطينيينَ المُتَعطِّشينَ للحرّيةِ .. لا مشروعَ لهوٍ وَقِمار على أرضِ أريحا .. وَعلى طولِ ثَرى الأرضِ المقدَّسةِ للإسراءِ وَالمعراج .. ولكنْ : كانَ يجبُ أنْ نقرأَ الرّسالةَ الأوسلويَّةِ ، من عنوانها في تلكَ اللّحظة ..!

والقضيّةُ الفلسطينيَّةُ هي اليوم ، أصبحتْ مذبوحةً على يَـدِ مَنِ انْتَسبوا إليْها .. بينما بقيَّةُ الشعبِ الفلسطينيُّ صاحبُ القضيَّةِ وَصاحبُ الأرضِ .. إمَّا هو مَعزولٌ أو مَقموعٌ أو مُتَرَدِّي هنا ..وهناكَ .. في رُبوعِ وطنِهِ أو في الأشتات .. يَتَرنَّحُ تحتَ ضَرَباتٍ مِنَ اللّكَماتِ ، على وجهِ هذهِ القضيَّة ، حتَّى أصبحتِ اليوم مطيَّةً للرَّكوبِ الصهيونيّ ، على يدِ سلطةِ أوسلو التي فَرَّغَتْ هذهِ القضيَّةِ من مُحتَوياتِها وَقوَّةِ زَخَمها بفضلِ تعاونِها مع المُحتَلّ ، طوالَ أكثرَ من عِقديْنِ من الزَّمَن .. حتّى أنَّ سلطةُ أوسلو مَكَّنَتْ الصّهاينةَ من استلامِ السَّوْطِ بِيَـدٍ .. وَبِالزِّمامِ .. بِاليَـدِ الأخرى .. وَكما هو واضح اليوم ، فالصّهاينةُ يَعتلونَ ظهرَ فلسطينَ القضيَّةِ .. والسّلطةُ الفلسطينيّةُ الأوسلويّةُ ، تَبْتسمُ لِإنْجازاتِها العتيدة .. منْ شدَّةِ تَوَهُّمِها وَأوْهامِها العديدة .. !.

فالشعبُ الفلسطينيُّ بفضلِ سلطتِهِ الفلسطينيّةِ ، في الضّفَّةِ الغربيَّةِ .. هو اليوم على نقيضٍ مع كلِّ حركةِ مقاومةٍ على الأرضِ العربيةِ أو الإسلامية ، سواءٌ في غزَّةَ أو في لبنان .. هكذا وَصلَ بهِ الأمرُ أنْ يعيشَ بهذا الإنْفصامِ .. شعبٌ أصبحَ مُضلَّلاً يعتقدُ أنَّ المقاومةَ هيَ أعدى أعدائهِ ، نَظَراً لِما لِحقَ بهِ من تغفيلٍ وَاستِخفاف ، على أيـدي أولياءُ أُمورِهِ من الأوسلويّين .. وَبِما قامتْ بهِ سلطتُهُ الفلسطينيَّةِ ،من تدجينٍ وَترغيبٍ له ، في سبيلِ الخضوعِ وَالإستسلام بِأساليبَ عجيبةٍ وَغَريبة .. من أساليبِ تغذيةِ العقلِ الفلسطينيّ ، كيْ يُؤمنَ بأنَّ القدَرَ الصّهيونيُّ هو قَدَرٌ أقوى من كلِّ الأقدار .. وَأَنْ لا أحدَ يستطيعُ أنْ ينتصرَ على هذا الكيانَ .. البَتَّةَ .. !.

لِـذا فنحنُ الفلسطينيونَ لا يَحِقُّ لنا أنْ نَحتَجَّ ولا أنْ نَعترضَ ولا حتَّى أنْ نَتَفَوَّهَ بكلمةٍ واحدة .. لأنَّنا أخرجنا أنفسَنا من ميدانِ الصّراعِ والكفاحِ إلى ميدانِ الإستسلام على يَـدِ هذهِ السّلطةِ الأوسلويَّةِ ، التي لا تؤمنُ بالمقاومة ولكنَّها تؤمنُ بالإستسلامِ والخضوع .. وَبِقبضِ الأموالِ وَالرّكوع .. فآمنَّا نحنُ الفلسطينيونَ إيماناً بالكوفيَّةِ ، التي جاءَ بها إليْنا ” الرّمز” .. ولم نُؤمنْ مقابلَ ذلك بالأرضِ ولا بِتُرابِ الوطن .. فإذا كانَ ايمانكَ بالكوفيَّةِ إلى هذا الحدّ .. فَلْيَكنْ ايمانكَ في المقابلِ ، بالمقاومة وَبِالتَّمَسُّكِ بكلِّ ذرَّةِ ترابٍ من هذهِ الأرض هو أضعافُ أضعافُ تَمَسُّكِكَ بالكوفيَّة .. أما إذا كانت الكوفيةُ هي كبديلٍ عن الأرضِ والوطنِ والدّولةِ فهذا شأنٌ آخَرَ يَصبُّ في دائرةِ الخداعِ وَالتَّضليل وَإيهامِ الشعبِ الفلسطينيّ وَصَرفِهِ عن الحقيقة ..!

حتّى أنَّ تلكَ العلاقةُ الرَّابطةُ بينَ الفلسطينيِّ وَأرضِهِ نَراها هذهِ الأيّام قد انْتُزِعَتْ ، لأنَّ هذهِ السلطةَ مِن أهَمِّ مَهامِّها هيَ أنْ تفصلَ الأرضَ عن أصحابها ، لِيُصبحَ أصحابُ الأرضِ عمَّالاً أُجَراءَ ، يَهِرُّونَ في صباحَ كلِّ يومٍ ، لِيُصبحوا تحتَ إمْرَةِ رجلٍ صهيونيّ ، يَقْبِضُ بِزِمامِ الأرضِ بِيَـدٍ .. وَيُمسكُ بِزمامِ العاملِ الفلسطينيّ بِيَـدِه .. لِيُصبحَ الصهيونيّ ــ اليهوديُّ ..هو مصدرُ رزقِهِ وَوَليُّ مستقبَلِهِ ..!

أمَّا اليهوديّ الصهيونيّ فَتَرى حكومةَ كيانِهِ تُمَهِّدُ لهُ سبيلَ الإستيلاءِ على الأرضِ عُنْوَةً من الفلسطينيّ .. والسلطةُ تبتسمُ في مكاتبها الفارهةُ ، وَيعتقدُ كَهَنَتُها أنَّهم مسؤولونَ يُديرونَ الشَّأْنَ العامَّ الفلسطينيّ .. في نفسِ الوقت الذي يقومُ بهِ هؤلاءِ الصهاينةُ بِأسرِ أو اعتقالِ أو قتلِ أو مُداهمةِ أو تفجيرِ المنازلِ أو اقتحامها بِهمجيَّة أو أنتهاكِ حُرُماتِ البيوتِ والمنازلِ والقرى وَالمدنِ الفلسطينيّة .. تحتَ ذرائعِ الخوفِ والرّهبة .. أهكذا هم أدعياءُ التّحريرِ الذينَ شَغَلونا فترةً من الزّمن في لبنان ..وَنحنُ نَدفعُ في ذلكَ الوقت نسبةً لا بأسَ بها من رواتبنا ونحنُ نعيشُ في بلادِ الإغتراب .. فأينَ هو المالُ الفلسطينيّ هذا .. وَمَنْ هيَ الجيوبُ الفضفاضةِ التي احتَوَتْهُ في أرصدتِها .. وَصَرَّتْـهُ في صُرَرِ كنوزها وَأملاكها ..!.

نحنُ الفلسطينيّونَ أصبحنا الآنَ خارجَ اللُّعبةَ .. فلا عَتَبَ لِمَن استَسلَمَ وَخضعَ وَنَسَّقَ أمنيَّاً مع الصهاينةِ واليهود .. ولا يَحقُّ لأحَدٍ من هؤلاءِ أنْ ينتقدَ من يذهبُ للتطبيعِ من العرب .. لأنَّ المُطبِّعينَ العربَ هم تَتَبَّعوا خُطُواتِ الأوسلويينَ ، منذُ أنْ غادروا إلى ميادينِ الإستسلامِ والمهانةِ وَالذُّلّ في أوسلو .. وَمنذُ أن اختزلَ الأوسلويّونَ فلسطينَ وَشعبها ، على طولِ امتدادِ جغرافيَّتِها .. إلى : أريحا أوّلاً .. وَغزَّةَ ثانياً ..!.

بكلِّ أسف نقول : أنْ يَتَعرَّضَ الشعبُ الفلسطينيُّ لهذهِ المؤامرة وَأنْ يُغْسَلَ دِماغُهُ تَماماً عن العملِ المُقاومِ في الضفّةِ الغربيّة .. في حين ..نَرى بأنَّ مستقبَلَ الكيانِ الصهيونيّ ، لا يُمكنُهُ الصمودُ طويلاً أمامَ أيَّةِ مقاومة .. وفي هذهِ الحالة .. لو تَمَّ تفعيلُ المقاومةِ على ارضِ الضّفّةِ لتَحرَّرَتِ الأرضُ من الإحتلال .. كما تَحرَّرَ الجنوبُ الفلسطينيّ في لبنانَ وَكما تَحرَّرَ قطاعُ غزَّة .. وَسَيَنتهي القتلُ والخضوعُ وَنسفُ البيوت وَمصادرةُ الأراض .. وَستقومُ الدّولةُ بكلِّ سهولة وَعلى مائدةِ مفاوضاتٍ ، تكونُ العصا الفلسطينيّةُ بيدِ المقاومِ الفلسطينيّ .. وَالكرباجُ الفلسطينيُّ ، هو الذي سَيُخضعُ الصهيونيّ ـ اليهوديّ ، حينما يَنحازُ إلى مجالاتِ التَّهرّبِ وَعدَمِ الإنصياع .. !

فإلى أينَ ستأخذُنا أيُّها الأوسلَويُّ .. هل ستأخذُنا إلى ما لا نهاية من ذلِّ الإحتلالِ تحتَ بطشِ أجبَنِ شعبٍ من شعوبِ العالَمِ قاطبةً .. فالجنديُّ الصهيونيُّ مُنْهارٌ في داخلِهِ وهو لم يبقَ أمامَهُ سوى أنْ يَنْدحرَ .. فارَّاً أمامَ مقاومةٍ باسلةٍ ، كما هو شأنُهُ في لبنانَ وَغزَّة .. فَلماذا أنتَ أيّها الأوسلويُّ تُزَوِّدُهُ بالمعنوياتِ وَبِشَيْءٍ من الشّجاعةِ حينما ينهزمُ على يدِ المقاومةِ سواءٌ في لبنانَ أو في غزَّة .. لماذا تَتَركُ هذا الجنديّ المهزومِ الفارِّ ، من جحيمِ هزيمةِ المقاومةِ لهُ .. حتّى يستَأْسدَ على هذا الشعبِ الفلسطينيّ في الضفّةِ الغربيّةِ ، بينما هو فارٌّ منهزمٌ يائسٌ يُخلي معسكراتِهِ في لبنان خوفاً من الإنتقام ..!

أَهذا هو الجنديُّ الصهيونيُّ المنهارُ نفسيَّاً وَمعنويَّاً تَخافونهُ كَخيفتِكم للأمريكيين ..وحينما يأتِي هذا الجنديُّ الفارُّ لِيَستأْسدَ في الضفّةِ الغربيّةِ .. كانَ منَ الأوْلى هو صَدُّهُ وَرَميهِ بِحَجَرٍ صلبٍ على أُمِّ رأسهِ .. لِيُفْقـدَهُ توازُنَهُ ..!.

فإذا كنتَ عاجزاً عن تقديمِ مساعدةٍ لهذا الشعب فاتركهُ إذاً وشأنَهُ .. فإذا كنتَ قد بلغتَ سنَّ العاجزينَ فَسَلِّمِ الرّايةَ للشبابِ الطامحينَ .. أُتْرُكِ الشعبَ الفلسطينيّ يثأَرُ لنفسه .. فَما من فلسطينيٍّ إلاَّ وَلهُ ثأْرٌ مع كلِّ صهيونيٍّ على الأرضِ الفلسطينية .. فَاتْرُكْ أيّها الأوسلويُّ إنْ كنتَ عاجزاً وَتَرى أنَّكَ قد ثَقُلْتَ .. وَقلَّتْ حركتُكَ .. لأنَّ جيوبَكَ فضفاضةٌ وَأصبحت مملوءة بالدولارِ الأخضر.. إذاً يكفيكَ ما ملأْتَ وَاتُرُكِ الشعبَ يُقاوم ويقودَ حركتَهُ النّضاليّة.. ولا نريدُكَ أنْ تُشاركَهُ في مقاومتهِ .. إذهبْ وَاجلس أينما شئتَ مُرتاحاً .. ولكنْ .. لا تَدُلَّ على مكانِ اختباءِ المقازمينَ والنّشطاء .. ولا تُنَسِّقْ أمنيَّاً مع عدوِّهِم .. هذا العدوُّ الذي يمنعُهُ حتّى من الصلاة في المسجدِ الأقصى يمنعُهُ من عبادةِ الله ، حتّى يفقدَ وَيَضعُفَ إيمانُهُ لِيَسهُلَ استملاكُهُ بسهولة ..!

أُتْرُكِ المجالَ يا صاحبَ أوسلة ، لهذا الفلسطينيّ الذي صادرَ العدوُّ الصهيونيُّ أرضهُ وَمدنَهُ ومدينتَهُ المقدّسةَ .. وهو يسعى لِضَمِّ كاملِ الضفّةِ الغربيّة قريباً .. أَفلا يحقُّ لهذا الشعبِ أنْ يُقاومَ مَنْ يُريدُ أنْ يُهَجِّرَهُ وَيَطرُدَهُ من وطنِه .. فماذا أنتَ خاسرٌ أيّها الأوسلويُّ ..

فَكِّـر بِعقلكَ .. فواللهِ إنَّ اللهَ ليسَ بغافلٍ عن كلِّ هذهِ المآسي التي تَحلُّ يوميَّاً بهذا الشعب .. وَأنتَ تنظرُ إليهِ بِعَبثيَّةٍ، كما وَصَفتَ عبثيَّةَ صواريخِ المقاومةِ في غزَّةَ يوماً .. لماذا هذا الإستخفافُ في حركةِ المقاومة .. وهذا الشعبُ الفلسطينيُّ منذ ملعِ عامِ 1920 .. كانَ في طليعةِ الشعوبِ كفاحاً ونضالاً وَعلماً وَتعليماً وثقافة وَاقتصاداً .. ثمَّ أنتَ تأتي ألآنَ ، وقد أوْرَثْتَـهُ ، قارعةِ الطريق بينَ الشعوبِ .. وَأَوْقَعتَهُ تحتَ أقدامِ الإحتلالِ الصهيونيِّ الجبان الذّليل .. لقد قلبتَ المعادلاتَ أيّها الأوسلويُّ : فَالشعبُ الفلسطينيُّ الذي وَرثَ العلْمَ وَالنّباهةَ والثقافةَ والعلمَ والإقتصادَ .. كانَ أَبِيَّاً ..فَصارَعل يَدَيْكَ ذليلاً .. أمّا الصهيونيُّ الذَّليلُ فقد أصبحَ مِنْ جرَّاءِ تنسيقاتِكَ الأمنيّةُ لهُ أَبِيَّاً .. أهكذا هي معادلةُ أوسلو .. التي جئتُم تُبَشِّرونَ بها على أرضِ فلسطين .. ألا ليتَ التّاريخَ لم يَلِـدْ ولادتَهُ الأوسلويَّةُ .. بَتاتاً .. ؟!.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :