عبود الجابري
(1)
يدُكِ ممحاةٌ
وجبيني سبّورةُ الغضون
(2)
عليَّ أن أتخلّى عن لغتي المخمليّة
وأعود إلى وضوح المقاصد
فلن يضيرني إن قلت إنّها تجاعيد
(3)
في التجاعيدِ يسكنُ نهرٌ
وكائناتُه الحزينة
– أسماكٌ نافقةٌ
ضفادعُ لم تجد سبيلاً إلى البرِّ
وسلاحفُ تزحفُ للخلاص
من أعمارها الطويلة
نهرٌ، يهمُّ بالماء
وتهمُّ به الرمال
نهرٌ يتجعَّدُ كبئرٍ عجوز
(4)
التجاعيدُ
مسكنُ الأيام المشرّدة
مقهى الأعوامِ التي لم تجد مأوىً
في قصائد الشعراء
(5)
في المكواةِ القديمة
تنامُ تجاعيدُ قميصكِ الّذي أُحبّ
(6)
نحن ورق الآلهة
الذي يتجعَّدُ عندما يشربُ الماء
(7)
ربّما تكونُ قلوبُهم مجعّدة
أولئكَ الّذين نغبطُهم
على خلوِّ وجوههم من التجاعيد
ليسَ من العدل
ألّا يتجعّد وجهُ (الحجر)
(9)
ماذا لو تجعّد زجاجُ المرايا؟
(10)
الحزنُ فرحٌ قديمٌ
بتجاعيدَ قاسيةٍ
(11)
لا أنظرُ إليكِ بعيون الآخرين
حسبي أنّكِ تضحكين بتجاعيدَ فاتنةٍ
وعندما تصغرُ عيناكِ
تصيران كقطرتَين من الضوء