نشر “راديو فرنسا الدولي” العامل تحت إشراف الخارجية الفرنسية و المقرب من وزارتي الدفاع و الداخلية في باريس أمس السبت 10يونيو 2017م، تقريرا إستقصائيا حول عبد الحكيم بلحاج امير الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة.
و قالت الإذاعة الـواسعة الإنتشار بفرنسا و أوروبا في تقريرها الذي نشرته عبر قسمها الإفريقي على موقعها الإلكتروني إن أول ظهور علني لبلحاج الذي وضع مؤخرا على لوائح الإرهاب الخليجية يعود إلى يونيو عام 2011م عبر قناة “الجزيرة” القطرية أمام باب العزيزية.
و أضاف التقرير أن بلحاج أعلن بعد ذلك كرئيس لما يسمى المجلس العسكري طرابلس بعد سيطرة الثوار على المدينة و إتخذ بعد ذلك قاعدة معيتيقة مقرا له حيث قام بتأسيس الكتائب و كذلك الشركات ليصبح واحدا من بين 100 ليبي أصبحوا أغنياء بعد 2011م ، وفقا للتقرير.
وفقا لقائمة الـ 100 غني لليبيا الجديدة التي تناولها التقرير فكان نصيب بلحاج ملياري دولار ( 2 مليار ) قبل أن تتحول الإذاعة لسرد محطات حياته منذ ميلاده عام 1966م في طرابلس و رحلاته الطويلة بالخارج بين باكستان والسودان وتركيا وأفغانستان حتى سنة 1989م قبل أن يعود إلى ليبيا في عام 1994م، و يدمج الجماعة الإسلامية المقاتلة التي سعت إلى إسقاط نظام القذافي .
و تابع التقرير : “النظام السابق بادر لضرب قواعد تدريب هذه المجموعة في الجبل الأخضر شرق ليبيا عام 1995م ما أجبر بلحاج على العودة إلى أفغانستان و إندمجت جماعته مع تنظيم القاعدة و أعيدت تسميته كأمير للجماعة”.
و أضاف : ” في عام 2004م، في كوالا لمبور، ماليزيا ألقي القبض على عبد الله الصادق و هو الإسم المزور لبلحاج مع زوجته من قبل المخابرات الأمريكية التي سلمته لليبيا و ظل في سجن أبو سليم بطرابلس لمدة سبع سنوات إتهم بعدها المخابرات البريطانية بأنها مسؤولة عـمّا تعرض له من تعذيب في سجون ليبيا و أمريكا و أصبحت قضية منظورة أمام المحاكم في لندن”.
و واصلت الاذاعة سرد تقريرها بأن بلحاج خرج من سجن أبو سليم مع 214 من السجناء الاسلاميين بوساطة قادتها جماعة الإخوان المسلمين و على رأسهم علي الصلابي و يوسف القرضاوي و كلاهما صنفا على قائمة الإرهاب الخليجية المصرية.
ووفقا لموقع “ويكيليكس” فقد تمكن بلحاج سنة 2011م من السيطرة رفقة شخصين آخرين على مبلغ قدره 75 مليون دولار كانا فى مخبأ مرتبط بالنظام السابق ، و ذلك بحسب تقرير الاذاعة الفرنسية.
و في ما يتعلق بشركة الأجنحة للطيران ، قالت الإذاعة إن عام 2013 شهد تأسيس شركته الخاصة و هي الأجنحة للطيران بعد أن تحصل على 750 مليون دولار من دولة قطر لشراء طائرات تقطعت بها السبل في مالطا لعدم تحصله على إذن لها بدخول طرابلس و المرابضة في مطارها العالمي.
و عن فجر ليبيا ، قال التقرير : “بعد ذلك بعام تشكل تحالف من الميليشيات المتطرفة التي غزت العاصمة طرابلس ودمرت مطارها الرئيسي و إحتلت المقرات و بقي هذا المطار معطلاً حتى الآن فيما أُفتتح مطار أمعيتيقة أمام الطيران المدني و تمكن بلحاج من إدخال طائراته إلى طرابلس بينما يعمد رجاله بشكل غير مباشر على دفع المسافرين للسفر عبر شركته عبر التعمد في تأخير رحلات الشركات الوطنية لعدة ساعات أحيانا وتخريب المعدات أحيانا أخرى”.
و أشارت الاذاعة إلى تقرير برلماني من حزب المحافظين البريطاني صدر مؤخرا و ورد فيه إسم بلحاج بين زعماء الميليشيات الذين يستفيدون مباشرة من تهريب المهاجرين.
و ختمت الإذاعة تقريرها بالقول : “بلحاج هو واحد من العديد من المتطرفين الإسلاميين و أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي تم تمكينها من السلطة في طرابلس وذلك بدعم قوي و دعم مالي واضح من دولة قطر تبين حتى قبل العقوبات الخليجية الأخيرة عندما أقرت تونس والفصائل الليبية المناهضة للإسلاميين بذلك بما فيهم عناصر النظام السابق” .