هارون عمري
كما يولدُ النهرُ من غربةِ الماءْ
ومثل الأحاجي
بقايا لأسئلةٍ في ضفائر جداتنا
ومرايَا ضبابيةٌ لا يدٌ كشّفتها
ونبرةُ صَخرٍ بَدَت
في كلام الزجاجِ
أولدُ الآن من فكرتي
ظمئًا يتمادى بفطرتهِ في الصحارّي
أرتمي عند ركنٍ على حانة الأبجدية ليلًا
أخمّر معنايَ جدًّا على الذكرياتِ
ومن ثقل الصمتِ أنصتُ للحلمِ يهذي
ويهمسُ في أذّنِي قلقًا سائلًا كالبكاءْ
وبالنظر المتثائب أرقبُ عرضًا على ركحِ عتمتهِ
فأصَفّق منتشيًا للسّتار.
وهنا حيثُ لا امرأة كلّمتني فلم يتكهرب دمِي إثر عطرٍ
أعيشُ أربّي احتراسيَ منه وما كلّ متني..
ولا شفتان على وجهها تطرقان العدمْ
ولست أبالي بموتي إذا اقتربتْ،
فأنا من قديم القبورِ أمارسُ دفني
على كلّ حال أضعتُ البلادَ
كما ضيّع السّارحُ الفكرةَ المشتهاةَ
وراحَ يفيضُ على حُزنِهِ..
وكما نسيَ الشاعرُ أن يكتبَ النّص
أظلّ
وظلّ يلحّن مجمرةً
فتفحّم هُوْ..