نائلة اعبيد
********
رجعت إلى البيت القديم
يشدّني
صوت امّي إذا ما الطّير رقص
طرقت الباب لا ردّ يطمئنني
كلّت يدي
باب الدّار ما انفتح
ناديت “امّي”
هاقد جئت سائلة
ارتجّ الصّدى
جدار البيت ما نطق
تركث يدي علّها ترأف بي
شُلّت يدي
صباح الشّوق ما انبلج
مددت قلبي للآهات يعصرني
مُرّ الفراق
حرّ الجرح ما اكتمل
الكلّ كان بالبيت هنا
انا الآن وحدي
الكلّ قد ارتحل
بالأمس كانت الضّحكات تزفّني
صوت امّي
هرج الأطفال
همس الجارات
صوت المذياع إذ عزف
لاشيء عند الباب امسى يذكُرني
حتّى صديد الشّوق اهترأ
عانقت كفّي
قبّلتها
كي أحسّ دفئا فيّ قد احترق
ناديت أمّي
جمّعت صبري
طرقت الباب ما رأف
يا بيتي المنكوب
يا قلبي الملتاع
يا وجع الصّبى
قد مات فيك كلّ ركن عشقته
قد مات فيّ كلّ عضو عشق
ما عدت احبّ الحيّ
كرهته
ماتت امّي
شبّاك القلب انكسر.
المشاهدات : 162