- أ :: شكري السنكي
كان المَلِك إدْريْس السّنُوسي حاكماً عادلاً، وإنْسَاناً مؤمناً يخاف ربه ويخشاه، وشخصاً عطوفاً وحنوناً رحيماً على أبناء شعبه وخصوصاً الأطفال، والّذِين كانوا يعانقوه ويقبلون عليه بعفويتهم وبراءتهم، وهُو كان يقابلهم بفرحة غامرة وابتسامة رقيقة ويسعد بلقائهم أيما سعادة، فتراه كلما رأى أطفالاً انشرح صدره وابتسمت عيناه وارتسمت على وجهه الطاهر ابتسامة عريضة وظهرت عليه علامات الفرح والاستبشار. وهُو فِي ذلك مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والّذِي كان يحب الأطفال ويداعبهم، ويلاطفهم، ويستأنس بهم في غير جمود ولا قسوة. وقد روى البخاري عَن أنس رضي الله عنه، فقال: «أبصر النبي صلى الله عليه وسلم صبياناً مقبلــين من عرس، فقام ممتناً، فقال: اللّهًمَّ أنتم مِن أحبِّ الناس إليّ». وفِي مكان آخر روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع الحسن على فخذ وأسامة بن زيد – رضي الله عنهم أجمعين -على فخذ، ثمَّ يقول : «اللّهُمَّ إنّي أحبُّهما فأحبَّهما».
تأملوا فِي الصورة المرفقة.. صورة لها دلالات ومعانٍ جميلة كثيرة.. وانظروا إِلى وجه المَلِك المشع، وإلى بَريقِ عينَيْهِ، وكيف تبدو على وجهه السعادة ظاهرة. وبمعانقة هذين الطفلين ارتسمت على وجه المَلِك ابتسامة عريضة، وظهرت عليه فرحة غامرة ظاهرة لا تخطئها العين.
إنها النفوس الطيّبة، والقلوب العامرة بالإيمان والمحبة للصفاء والبراءة ونقاء القلب والعفوية.. إنها صلاح مَلِك، وبراءة الطفولة.
براءة الطفولة وما تعنيه مِن معاني الخير والصفاء والاستشراق.. الطفولة الّتي تعني الحُلم والأمل.. الطفولة حيَاة الروح، وروح الحيَاة !!.
إنه النور الّذِي يشع حينما يتصدر أصحاب القلوب المؤمنة الرحيمة، والنفوس الطيّبة الرَّاضيّة الصافيّة، والعقول النيّرة المتفتحة المتطلعة للرقي والتقدّم، ولكل مَا هُو راقٍ وجميــل.
بهكذا روح، وكذا قلوب ونفوس وعقول.. تكون الحيَاة الطيّبة الكريمة.. الحيَاة الجميلة.. فكن جميل الخلق تهواك القلوب، ويعم الخير والرَّخاء.
رحمـــك الله يا سيِّدي إدْريْس…..