التعليم الكوروني ..بين الواقعية و الافتراضية.

التعليم الكوروني ..بين الواقعية و الافتراضية.

تقرير :: منى توكا

تشكل الامتحانات المدرسية في ظل جائحة كورونا التي تعود بموجة أشد في كل مرة ، عبئا” ” مضاعفا” يثقل كاهل أولياء الأمور والطلاب ويرهق المعلمين، خاصة بعد توقف الدراسة في ظل الحجر الصحي الذي دام أكثر من شهرين بسبب ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الجنوب وسبها خاصة” وما يضاعف التحدي أن بعض المدارس لم تفلح بإكمال المقررات الدراسية بأي طريقة و لاحتى عبر التعليم عن بعد (من خلال شبكة النت )و الفصول الافتراضية ، وذلك بسبب رداءة خدمات الإنترنت بمناطق الجنوب

ولعل قرار الوزارة بتحديد عدد من الدروس المقررة ساهم في استعداد الطلبة الجيد للتحصيل وحصد الدرجات بلا مجهود ذاتي من الطالب وولي الأمر الذي يلعب دور المعلم في البيت ، ورغم ذلك لايخفى على الجميع ماسببته هذه القرارات من ضغوط نفسية على الطلبة وأسرهم.

عقول الطلاب بين التحفيز و والتجهيل

عبر عدد من أولياء الأمور والطلبة عن صعوبة هذه المرحلة مؤكدين أن الاختبارات تقيس مهارات وقدرات الطلبة،لكن التوقف الدراسي مراراً ، جعلها مقلقة ومخيفة حيث يجدون صعوبة في تحفيز وتهيئة أبنائهم للاستعداد خلال السنة الدراسية الواحدة أكثر من مرة ما يتسبب في إرهاقهم .

وفي هذا الصدد قالت “ربيعة المبروك” ولية أمر طالبة في السنة الثانيه طبية ” واجهت صعوبة شديدة في تحفيز ابنتي التي أصابها الكسل والخمول ، ولم تعد ترغب بالدراسة و الاستعداد للامتحانات بسبب التوقف وخاصة أن ابنتي تطمح لأن تصبح طبيبة ، و مايقلقني أن تتعود على الراحه وتفقد حماسها و استيعابها مما يؤثر على تحصيلها الجامعي مستقبلاً”.

و أضافت ربيعة قائلة ” إن إيقاف الدراسة بهذه الطريقة خطأ فادح لأنه لم يفدنا ، فالوباء لا يزال مستمرا في الانتشار ، وهاهم الطلبة بعد كل هذا الانقطاع عادو إلى مقاعد الدراسة مجدداً. لقد كان من الممكن أن يتم اتباع الإجراءات الاحترازية كما طبقت الآن في فترة الأمتحانات، فالتحصيل العلمي من المدرسة بشكلها التقليدي طريقة لا غنى عنها”

 . وعند سؤال ربيعة عما يخص التسهيل و إعطاء مجموعة من الأسئلة وتحديد المقررات في المدارس .

ردت قائلة ” التساهل و إعطاء الأسئلة للطلبة وكل بديل عن التحصيل العلمي الكامل أعتبره تجهيل قسري لا سيما في التخصصات التي تتأثر بإغفال أي معلومة كالمجالات الطبية والهندسية

 ” تحت رحمة الإنترنت :

كان للسيدة فاطمة يسكو وردغو وهي ولية أمر لثلاثة طلاب في مرحلتي الثانوي والإعدادي رأي آخر حيث قالت ” إن التوقف الدراسي بسبب الجائحة أمر لابد منه .

فالمدرسة وإن كانت حريصة فهي لا تستطيع التركيز على كل الطلاب فارتداء الكمامة والتباعد داخل الفصول ليس كافيا” للوقاية من الفيروس” وعن الصعوبات التي واجهتها في التعامل مع أبنائها الثلاث

أردفت ” لا شك أن التغيب عن الصفوف الدراسية يسبب نوعا من الخمول للطلبة ، ولكنني بذلت مجهوداً مضاعفاً كمعلمة في البيت وكنت أراجع لأبنائي الدروس ، وأحياناً أستخدم وسائل تعليمية عبر منصات الإنترنت لزيادة القدرة الاستيعابية لهم ، ولكن رداءة الإنترنت لا تساعد في كثير من الأحيان . إن هذا الجهد أفضل من العودة للمقاعد و الفيروس يترصد لأبنائنا خارج البيوت “

 كورونا خير معلم لأولياء الأمور :

ذهب خميس مبروك ولي أمر طالبة في السنة الأولى بمرحلة الإعدادي في اتجاه آخر متحدثاً عن الجوانب الإيجابية في توقف الدراسة بسبب كورونا حيث أوضح ” أن هذا الامتحان الطارئ الذي وضعتنا فيه الجائحة امتحان مهم بالنسبة لنا كأولياء أمور ، فهي أعادت تذكيرنا بدورنا كمعلم ثانٍ في المنزل، فنحن ربما تغافلنا أو نسينا في بعض الأحيان أن نراجع الدروس لأبنائنا في المراحل مابعد الأساسية وكنا نرمي هذه المسؤولية على عاتق المدرسة والمدرسين، ولكن هذه المحنة ذكرتنا بأن الدور الأهم في التعليم منوط بأولياء الأمور حتى وإن تخطى الطالب المراحل الأساسية .

فلابد من المراجعة له ومساعدته في البحث عبر المنصات التعليمية على الإنترنت ليوسع آفاق معرفته.

وأضاف : أن الدرس المستفاد من هذه المحنه هو ضرورة تغيير طرق التعليم التقليدية وإدخال التكنولوجيا والإنترنت في الدراسة ، فلا أحد يعرف متى وكم سنواجه حالة طارئة مستقبلاً، وأعتقد أن وزارة التعليم ستتبنى آليات بديلة للتعليم التقليدي مستقبلاً ” .

 قالت فاطمة مسعود وهي ولية أمر لطالبين أحدهم في الصف السادس والآخر في السنة الأولى بالمرحلة الإعدادية” : الضغط كبير، والجهد الأشق يتكبده ولي الأمر المثقل بالمشاريع وحل الأسئلة والامتحانات “. وأضافت” واجهت صعوبة في حل الأسئلة لأبنائي حيث أن بعض التمرينات في الكتاب لم يتم حلها من قبل المدرسين ، وبحكم أني لم أدرس في المدرسة لجأت إلى طلب المساعدة من أحد الأقارب لتدريس أبنائي وحل الأسئلة، فليس كل أولياء الأمور خريجي مدارس ، فالبعض أميون ويجب على المدارس ووزارة التعليم مراعاة ذلك .

إن كل ما سبق يجعل من المدرسة والتعليم بيئة طاردة للطالب وأهله، بسبب ضيق الوقت وعدم كفايته لمراجعة الدروس والاستعداد للامتحانات بشكل جيد ، وعدم إلمام كل الأهالي بكيفية تدريس المناهج .

طالبات في زمن كوفيد 19 :

تتحدث الطالبة بمدرسة القدس مريم أحمد عن جانبين إيجابي و سلبي للدراسة في زمن كورونا حيث قالت: ” إن السلبي هو عدم إعطاء المعلمين دروس لنا من الفصل الثاني الماضي، ما يجعلني أخشى أن يؤثر ذلك على تحصيلي في العام القادم ، لاسيما أني سأكون في مرحلة الشهادة . أما الجانب الإيجابي هو تحديد المدرسة لبعض الدروس و الأسئلة التي تتضمن أسئلة الامتحانات، فهذه السنة استثنائية مما سهل علينا الأمر

” بينما صرحت  شهد الحضيري الطالبة بمدرسة فزان ” أنا لم أجد صعوبة تذكر في استيعابي للدروس ، بالإضافة إلى أن الامتحانات لم تخرج عن إطار الدروس المشروحة” .

سباق المناهج مع الجائحة !

من جهة أخرى قالت خديجة صالح مدّرسة لغة عربية في مدرسة القدس” إن المدرسة كانت تعطي الدروس التي أقرتها الوزارة وأكملت كل الدروس المحددة قبل التوقف الدراسي لظروف الحجر ، حيث كانت إدارة المدرسة حريصة على ذلك، و كان أولياء الأمور حريصون على متابعة أبنائهم في المنزل و مراجعة دروسهم حيث لاحظنا ذلك خلال الامتحانات

 ” . وقالت لطيفة حامد مدّرسة لغة إنجليزية في معهد سبها المتوسط للمهن الشاملة” لم يتم تعطيل الطلبة عن الدراسة ، ولم يصلنا قرار من إدارة المعاهد الفنية والتعليم التقني بالتوقف ، لذا أكملنا المسيرة التعليمية بشكل عادي مع مراعاة الإجراءات الاحترازية ، حيث بذلنا جهدا مضاعفا لإيصال المعلومة، ولأن مادة اللغة الإنجليزيه الأقل دروسا” في المناهج المعطاة ، تمكنت من إكمال المنهج واكتفيت بإعطاء الدروس المهمة لتفادي جلوس الطلبة في مكان مغلق لمدة طويلة “

وحول الصعوبات التي واجهتهم كمعلمين تذكر لطيفة : ” أكثر مرحلة صعبة هي ما بعد التوقف قبل شهر رمضان حيث تسببت في فجوة بين المعلمين والطلبة وانقطاع الدروس.. ولكننا استدركنا الأمر “

وقالت مريم أحمد سالم مشمور\رئيس قسم الحاسوب بمعهد سبها المتوسط للمهن الشاملة و رئيس قسم التوثيق و المعلومات بمكتب المعاهد الفنية و التقنية سبها” : واجهنا صعوبة هي إقناع أولياء الأمور بضرورة متابعة الحضور والحرص على تطبيق التباعد واتباع الإجراءات الاحترازية من كمامات ومعقمات .

وتابعت: تم توفير جهاز للتعقيم في المعهد مما ساهم في طمأنة أولياء الأمور من حيث أن بناتهم الطالبات يجرين الامتحانات في ظروف مناسبة و وقائية، فمن الممنوع أن يدخل طالب أو معلم أو ولي أمر للمعهد بدون كمامة، و مواعيد الامتحانات كانت بمعدل مادة يوميا ، و في كل قاعة امتحانية 15طالبة فقط”.

باقات الإنترنت التعجيزية !

وتحدثت مشمور عن فكرة استخدام الإنترنت كوسيلة بديلة في أي حالة طارئة موضحة ” من الصعب جدا استخدام الإنترنت للتعليم ، ويجب مراعاة ظروف كل الفئات ، فبعض الطالبات ليس لها إمكانية لشحن باقات الإنترنت بسبب الظروف الاقتصادية التي يعاني منها أغلب سكان المنطقة، ولكن يظل قائماً إن وفرت الحكومة للطلبة وسيلة لإنترنت مفتوح للطلبة والمدرسين “.

وفي ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا وتأثر العملية التعليمية بها، أصبحت كل أطراف العملية التعليمية من طلبة، ومعلمين، أولياء أمور، وإدارات تعليمية تعاني الكثير من الضغوط وسط معادلة صعبة يُحرص فيها الجميع على مستقبل الطلبة ، بحيث لا يتم تفويت سنوات دراسية على الطلبة مع استيعاب المناهج الدراسية ليتمكنوا من استكمال رحلتهم التعليمية بمستوى جيد من الفهم لتحقيق النجاح في التعامل مع كل المتغيرات.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :