عراك المناصب وجني المكاسب

عراك المناصب وجني المكاسب

إبراهيم فرج

تطالعنا الأحداث في هذا البلد الذي يئن تحت وطأة الطامعين من أبنائه من أجل تنصيب محافظ لمصرف ليبيا المركزي، وبين رافض ومُصرّ على بقاء المحافظ وكل الجدل والتهديدات المتبادلة والتحشيدات المسلحة تتناول حججا ظاهرها الخوف على مصالح الوطن والحفاظ على ثرواته في مشهد مضحك ومبكٍ في نفس الوقت معتقدين أولئك أنهم يمررون تلك الحجج على الرأي العام الذي تشبع بمعرفة أكاذيب أولئك المنتفعين من بقاء السابق أو تنصيب اللاحق وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الحجج أين محلها من الانتهاكات الإقليمية على حدودنا المنتهكة وثروات الوطن التي تنهب وتهرب بل وتباع داخل الوطن من عصابات النهب دون أي رادع؟ أين هم من حججهم التي يسوقونها لنا بأنهم خائفون على هدر المال العام ؟ وكأن ثروات الوطن هي ما تحتويه خزنة المصرف المركزي.

لقد استمرؤوا الكذب حتى ظنوا أنهم صادقون فيما يسوقون من حجج تبريرا لإجرامهم ونهبهم.

 في الوقت نفسه خلقوا أزمات يعاني منها المواطن (المتبهدل) والغارق في بحر من هموم الحياة  لكي يمرروا أجندتهم القذرة على حساب الشعب الذي يصارع من أجل أن يعيش . إن من يطلع على مواكب الأرتال المسلحة التي تحتشد من أجل قضية هي إدارية بحثة يمكن معالجتها وفق القوانين والقضاء دون أن نرى تلك الدراما  وتنتهي في أروقة القضاء، لكن المشهد لا يعبر إلا عن مطامع تلك الأجهزة التي تحتشد من أجل أن تستمر مصالحها وانتفاعها من بقاء السابق أو تنصيب   الجديد.

وأخيرا اتفقوا أو لم يتفقوا يبقى الجدال قائما وكل طرف يسخر ما لديه من تشكيلات مسلحة ليهدد بها الطرف الآخر لفرض إرادته متناسين ما يعانيه الوطن والمواطن من ويلات الحروب النفعية التي لا تصب إلا لمصلحة تلك الأطراف المتنازعة من أجل مطامعها الشخصية ، وإلى أن يتوافق أولئك يبقى الوطن والمواطن المسكين في حالة من الترقب إلى ما سيفضي ذلك النزاع.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :