- . د. درر سمير الصوفي مدرس بكلية الطب البشري جامعة دمشق د. محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث
لقد أصبحنا في عصر تكتنفه الضغوط الحياتية أكثر من أي وقت مضى وتتنوع هذه الضغوط بين ضغوط عملية وعاطفية وجسدية وغيرها مما يجعل أجسادنا عرضة للتوترات والقلق والأمراض في وقت لا يستطيع الطب التقليدي والرياضة بمفردهما تخفيف هذه الضغوط وجعل الجسد أكثر تكيفا مع هذه الضغوط اليومية. ومن هنا برزت أهمية علم المنعكسات وهو فرع أساسي من فروع الطب البديل ويدرس في العديد من دول العالم ويقصد بهذا العلم الضغط على مناطق معينة بالقدمين و اليدين والاذنين تسمى النقاط الانعكاسية reflex points حيث يتم الضغط على هذه المناطق بالأصابع أو إصبع الإبهام . تنشيط هذه النقاط يدفع الدماغ إلى افراز مواد طبيعية مسكنة مما يؤدي إلى تخفيض الضغوط النفسية والقلق وتحسين مسارات الطاقة وتنشيط الدورة الدموية ويجلب الاسترخاء العام والنوم ويصنف هذا العلم ضمن الطب التكميلي منخفض الخطورة الذي يحقق إجمالا التوازن والاتزان للجسم . يرتكز هذا العلم على أن صورة معكوسة لاعضاء وأجهزة الجسم تتواجد في مناطق معينة باليدين والقدمين وبالتالي فالضغط على القدم واليدين يؤدي للاسترخاء والتعافي للمنطقة المقابلة بالجسم. ولكن هل هذا العلم وليد اليوم؟ الإجابة لا فقد عرفته الحضارة الفرعونية القديمة فقد اكتشفت لوحة على قبر أحد الأطباء يرجع تاريخها إلى 2330 سنة قبل الميلاد تجسد اللوحة رجلا يقوم بتدليك قدم رجل أمامه فيما يقوم أخر بتدليك يد رجل أمامه وكانت ترجمة العبارات على اللوحة : لا تؤذني سأقوم بعملي وبعدها ستشكرني. وقد عرفت الحضارات الصينية والهندية القديمة هذا العلم. وكان الطبيب الأمريكي وليام فيتزجيرالد همزة الوصل بين القديم والحديث حينما اكتشف عام 1913 أن أحد الأماكن المحددة في الجسم تمارس تأثير المخدر على مناطق أخرى وقد أصبح علم المنعكسات أكثر وضوحا مع ادعاء الممرض والمعالج الطبيعي يونس د. انغهام أن الأقدام والايدي هما أبطال علم المنعكسات ورسم خريطة لكامل الجسم على شكل منعكسات على القدمين. كما ظهر هذا العلم في روسيا على يدي الطبيبين إيفان بافلوف وفلاديمير بختريف. يقسم أخصائيو علم المنعكسات الجسم إلى عشرة مناطق عمودية متساوية خمسة منها إلى اليمين وخمسة إلى اليسار. النقاط الانعكاسية في اليد أو القدم تتألف من نهايات عصبية عددها 7200 نهاية عصبية يجري تحفيزها عن طريق ضغطات اليد وهذه النقاط مرتبة بطريقة تمثل الجسد بأكمله : الجيوب الأنفية – المخ – الصوت – الغدة النخامية – الرقبة والحلق – العين – الأذن – الابط – الذراع والكتف – الرئة والثدي – القلب – الغدة الدرقية والشعب الهوائية – الضفيرة الشمسية – الحجاب الحاجز – المعدة – الطحال – الكبد – المرارة – غدة الادرينالين – البنكرياس – الكلى – الحالب – المثانة – القولون – الأمعاء الدقيقة – الفقرات الأخيرة من العمود الفقري – عصب النسا – لطخة باير – الزائدة الدودية). ويعتبر علم المنعكسات مفيد لكافة الأعمار وللرجال والنساء على السواء كما يصبح أكثر فاعلية في علاج بعض الأمراض عند استخدامه بجوار العلاج التقليدي. لا يوجد دليل علمي يدعم علم المنعكسات وفاعليته الطبية وهناك انشقاق حوله بين مؤيد له ولفاعليته لدى الأطفال والبالغين لكونه علاجا خارجيا لا يؤذي الجسم وبين معارض له وأنه لا يعدو كونه خيارا عشوائيا لا دليل عليه