الكُتّاب في المعرض الدولي للكِتاب أكثر من القُراء !

الكُتّاب في المعرض الدولي للكِتاب أكثر من القُراء !

سعيد فتاحين

إنَّ الحديث عن الكِتاب و القارئ في الجزائر يأخذنا إلى العديد من الأزمات الرّاهنة قُبيل رحلة الاحتفاء بقرب قدوم المعرض الدولي للكِتاب. ولكن دعنا نفترض أنَّ الوزارة الوصيّة سوف تقدم برنامجًا متكاملاً في معرض الكتاب الدولي بغياب العنصر الأساسي ألا وهو المتلقي الذي أصبح وجوده نادرًا أو بات مجرد قارئ طارئ يتغذى بقراءة الكُتب المسّلعة و يحتفي بجناح عصير الكُتب أنموذجًا، ولكن الجدل حول صناعة القارئ في الجزائر أصبح ثانويًا و أصبح القارئ بنفسه يشعر بأنه على رصيف الهامش في العملية الأدبية الإبداعيّة، و قلَّ ما نجد القارئ أيضاً ينتصر للنّص المحلي و يضع كُتبًا على قائمته إن لم يكن مرتبطًا بالكاتب و يتابع أخباره، و هنا نستحضر دور الوزارة في نشر النصوص المحليّة و إعداد برنامج شهري في كل المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية مع تحديد جائزة رمزية للقُرّاء كل شهر، فلقد كثر اللغو في خصوص جوائز الكُتّاب و لكن لم يوجه أحدًا جائزة إلى القارئ بل يستثنيه من المعادلة الأدبية التي ترتكز على؛ القارئ /النّص /الكاتب ،و إنَّ خرافة اِنتظار الغودو جعلتنا نؤمن حقًا بالشّعارات التي يصنعها النظام القومي في بناء جيل يقرأ كخطاب ديبلوماسي على لسان الثّقافة.

لا يمكن أن نُحصي عدد المرّات في محاولة جذب القارئ، على غرار قسنطينية عاصمة الثقافة العربية أو أي شعار آخر نجد أن المؤسسات الثقافية فاشلة وعقيمة في استقطاب القارئ الذي أصبح يتعرض للعديد من التشّكلات و يجد نفسه تابِعًا لعدّة أيديولوجيات معيّنة دون أن يقرأ مستقلاً و بعيداً عن بعض المسارات المتعرجة للثّقافة.. إنَّنا اليوم نحتاج إلى إعادة النّظر في مفهوم القراءة كسلاح للوعيّ و إستقلال الذّات عن قوالب فكر الجماعة المبني على أحكام متوارثة وجاهزة وعقيمة في حدّ ذاتها، بل بات من واجب الوزارة أن تجعل الثّقافة خارج أسوار قصرها. على لسان المواطن العادي في أن يصبح توفير الكِتاب داخل الأماكن كلها مُتاحًا، و إنّنا اليوم أمام تحدي أن نصنع للقارئ مكانًا في نفس مكانة الكاتب و نسمع صوته الثقافي لبناء جيل مثقف، أمّا أن نهتم بالكُتّاب فسنجد نفسنا أمام معظلة كبرى ألا وهي :”الكُتّاب في المعرض الدولي للكِتاب أكثر من القُراء”، و إنَّ لابد من أن يكون مشروع حقيقي لصناعة القارئ بداية من إعادة النّظر في أصل تكوين الفرد أو بالأصح إعادة النّظر في المنّاهج التّربوية و مكانة القارئ في الجزائر و العالم العربي. إنَّ من أهم الأزمات التي يواجهها الكِتاب هو عدم تغيّر نمط التّفاعل مع النّص، ولم نشتغل أصلاً على بما يسمى القراءة التّفاعلية أو تحويل النّص إلى شكل من أشكال الفنون، و هذه مهمة الوزارة في توفير الجو المناسب للفاعلين الثّقافيين بعيداً عن البرتوكولاَت و التّغنانت، و إنَّ صناعة القارئ في الجزائر يعني أن يكون هناك تداخلات بين الوزارات وعلى رأسها وزارة التّربية التي تحتاج إلى تعديل في مفهوم التدريس النّمطي واستبداله بأساليب ثقافية جديدة ،فما فائدة اللوح الإلكتروني في يد طفل مبرمج على اللعب لا على قراءة الكتب و شكرا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :