عودة لفسانيا

عودة لفسانيا

  • محمود السالمي

سلامي عليكم سلامين

السلام ، هو تحية الإسلام،  وهو رسالة ود نبعثها لمن يقابلنا، هو طمأنينة نهديها لنزيل بها الخوف .

إلقاء السلام سنة ، ورده على من القاه فرض ، وهو في اغلب الاحيان ليس مجرد كلام ، وعبارات من حروف دون معني ، السلام مفهوم بالتلميح والإشارة..و بإيماءات الجسد .. تعبر عنه الكلمة ، ومد اليد ، ونظرة العين ، والقبول والنفوس بالوجه ، والبشاشة في الرد ، واللين في استقبال السلام ورده ، لذلك قالوا :

عيون المحبة من السلام ايبانن

وكان دنقرن في الأرض راهن خانن .

وكلمة ( دنقرن ) تشير الى طأطاة الرأس، ليس عن حزن وإنما عن خجل من موقف سابق ، فيه الإساءة ، ويضاف الى ذلك القول واستكمالا له :

كان هن يبنك ..

ايبان فيهن وين ما يلقنك

بيك يفرحن وبشوق ويداعنك

يريدن لقاك بشوفتك يطمانن  .

فالسلام هنا بمعنى : الطمأنينة

أمرنا الإسلام بإفشاء السلام على من عرفنا ومن لم نعرف ، لأنه صلة ، وجسر للمودة ، يعبر عليه الآخرون اتجاهنا،  وهو أجمل،  واكمل حين يكون ممن نحب ، وهو من الغريب أدب،  ومن الحبيب وعد وقرب ، لذلك نطالع في اغانينا الشعبية وفي تراثنا عامة احتفاء بالسلام  وسجل لنا المنقول من الماثور هذه المحاورة بين شاب وفتاة التقيا على بير ماء فقال :

سلام ما هو طمع فى صوب

 امغير لجل تاريتك علم

سلام غالبه الكلام انريدك ادّاويه يا علم

سلامات يا مصواب عليك يا عزيز من غير معرفــة

يسلم عليك العقل سلامين والثالث غلا

..وفي غناوة العلم ” عبد الكافي البرعصي :

سلام غالبه الكلام ، علي ناس ماضيهم طرب ..

ومن المبالغة قولهم :

سلمت عالاولاف .. نبت ربيع فيدي ليمنه .

وفي اغانينا نجد رائعة الفنان ، محمد الجزيري :

ريدي اليوم باعث لي سلامه

بعد الياس جي جدد غرامه ..

باعثلي جواب ..

يقول لي فيه ياسر م الغياب

قلبي ليك يا عز الحباب

طول غلاك لين توفا أيامه

وفي عاداتنا ، حين نلقي السلام على من نحب ، فهو قصد للوصل ، وانتظار لتبادل المحبة ،فكيف ان كان الرد غير ذلك :

حبيب قاصده بالمحبة جفاني

نكر ما بغاني

قليل خير بعد العقيدة رماني ..

حبيب قاصده بالمحبة يليق

ايجي للطريق

لقيته على بير مالح غريق

فسل وبعد الفسل زاد ضيق

بالمي ما رواني

ولا نسامحه في غلايا شقاني .

حبيب قاصده بالمحبة موفي

وايجي بالتخفي

ثاريته على غر ماهو مصفي

وكم من سجي مالغلا بات مجفي

عاير يعاني ..

جرح صاحبه وما عرف له معاني  .

وفي عرفنا الاجتماعي ، أن حامل السلام الى الغير ، هو كامل الأمانة،  إما ان يوصلها الى صاحبها ، أو يعيدها كما هي .. والأمانة في الأدب الشعبي سودت وجه الغراب ، إذ تقول الاسطورة ان لون الغراب كان ابيض في الأصل وهكذا يولد ، لكنه خان الأمانة التي هي سلام ، فسود الله ريشه دون باقي الطيور .. ومن مشهور اغانينا الشعبية :

يامرسول قل لها سلامي

طفلة لحوقها يبري غرامي

قل لها الإمارة

وريدي كيف رتاع القرارة

طفلة باهية ربة عصارة

كيف نقول تستاهل كلامي

قل له لمن نبيها

هاللي العقل والع غير بيها

ويا مرسول سلم لي عليها

واشبح حالها بعد السلامي .

هنا لا يكتفي بإرسال السلام فقط ، لكنه يريد أن يعرف حال المحبوبة أيضا،  وتأثير سلامه عليها .. ولكم ان تقيسوا على الموقف أهمية السلام بين الأحبة

قراء فسانيا ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وسلامي عليكم سلامين

سلام حب مرسول جاكم

بعيدين عن ناظر العين

قريبين مالقلب راكم

انكان تسألوا الحال زين

مشتاق نسمع نباكم ..

الى الملتقى ان شاءالله.. دمتم طيبين .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :