- الشيخ نوح
الشــــوق يُفتــــح فالمـــــدى أبــــــواب
مثـــل الســـماء يدقــــها مــــن تابــــــوا
الآن يجتــــرح الكــــــــلامُ كثافـــــــــة
أخـــرى.. و يقتــرف السطــوعَ شــهابُ
عــلّ المـجاز الكـــثّ يوغـــل عــــاريا
فـــي المستحيــــل يضيئـــه الإعـــجاب
يا من هششتَ على الورى بعصا التقى
الكـــون دونــــك وحشــــة وضـــــباب
هــل يعشــق العمــيان ليـل صباحـــهم
أم يستميـــــل المجدبيــــــن يـــــــباب؟
و الوقـت دونـك مثــل وجــه رهينــــة
متجهــــــم اللحظـــــات إذ ينــــــساب
و العقـــل تيــــهٌ لا حـــــدود لتيهــــــه
أبــــــدا.. فكـــل حقيقــــــة ســـــرداب
حـــزن الأرامــــل إذ لمســـت يبابــــه
اخضــــر مِــــلء قلوبهــــن الــــغاب
فـي أي شـوق غيـر شوقــك يا تـــرى
يصفــو المـزاج و تشــرب الأنـــخاب؟
متصــوف شعــري أنا؛ مـذ لحــت لـي
أنت المــــقام و مدحـــــك الأعـــــتاب
والحـــرف للمعنـــى يعـــد رغيفـــــه
والخطــو فــوق الـــدرب لا يــــرتاب
والعالــــم المغمــــوس فـــي آثامـــــــه
خَطَــأ وعـــــاه العالــــــم الجـــــــذاب
النــاس قبلــــك جربــــوا شطـحاتــــهم
فتيقنـــــوا أن الســــــراب ســـــــراب
خـرفُ البواصـل ضــج فـي إبــحارهم
كــــل البواصـــل شرقُـــها الأنصـــاب
تمتــــد أرصفـــة الدجــى والملــح فــي
آفاقــــهم حيـــــث الضفــــاف عــــــذاب
والآن عــــادوا والضمائـــــر شعلـــــة
فتوضـــأت مـــن ضوئـــها الأحـــقاب
هــــــذا بــــلال قهــــوة الفجــــر التـــي
يهفـــــو إلــــى فنجانـــــها خــــــــباب
رئــــة المــــكان تنفســـــت أفراحــــهم
وعلـى الزمـــان يدنــدن التطــــراب
سخروا من الماضي اللعين الوجه.. من
أمـــــــس بــــــه تتعــــدد الأربــاب
عــادوا وفـــي دمــهم ترقـــرق قهــــوة
صوفيـــــة وقلوبـــــهم أكــــــــواب
متــــوردي الكلـــمات مــن إيمانــــهم..
يمشـــون هــــونا؛ كلـــهم أحـــــباب
ومحصنيــن مــن الضــياع يقودهــــم
عنــد الشــــرود محجــــة و كـــــتاب
عــــادوا و رايــات الفتـــــوح مـــــــآذن
تعلــــو وكــــل عمامـــة محـــــراب
بيــــن التواضــــع و امتـــلاء قلوبـــــهم
بالله لــم يســـع الـــرؤى استيـــعــاب!