عمر ابوسعدة
ذهلت وانا اتابع على المباشر 1-6-2022م جلسة لمجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية المستوى الأعلى لصناعة السياسات العامة والقرار بهذا البلد … وفي حوار متبادل بجزئية تتعلق بالأمن الغذائي الليبي وكيفية توطين زراعة حبوب القمح بفزان والكفرة والسرير ، ازدادت دهشتي وحيرتي بحكم عملي بالقطاع العام للزراعة بفزان فقد أتيح لي من خلال موقعي الوظيفي الاطلاع على الكثير من التقارير والدراسات والبحوث المؤكدة للنجاح المنقطع النظير لمحصول القمح فالهكتار الواحد ينتج ( 7.5 طن قمح صلب أو طري ) بفزان بالإضافة إلى تجربتي المهنية من الواقع زهاء العشرون عاماً ويزيد ، فقد أدعى السيد المحترم وزير التعليم التقني في جلسة المجلس أن الزراعة بفزان ( فاشلة ) وأن الاعتماد على الاستيراد من الخارج أقل تكلفة وأفضل جودة – ألتمس له العذر إذا جانبه الصواب فقد تحدث دون سابق إدراك ومعرفة ، لكن محتوى حديثه قلل قيمة الاعتماد على الذات والانتاج رغم الموارد المتاحة ورفع شأن الاتكال على الآخرين والكسل – فهل أدرك السيد عضو المجلس المحترم أن مفهوم الاعتماد على التجارة الخارجية وحده لم يعد كافي لتحقيق الأمن الغذائي في ظل التداعيات الأمنية والسياسية التي يمر بها العالم ، وأن كل التقارير تؤكد قد تجتاح البشرية أزمة غذاء غير مسبوقة أن لم نقل مجاعة فما هي التدابير؟ اعتقد بكل ثقة ومعرفة مهنية أن الموارد المتوفرة بفزان والتي تزيد عن ( 100 ألف هكتار ) صالحة للزراعة قادرة على انتاج أكثر من ( 700 ألف طن ) قمح صلب أو طري بالموسم الشتوي و( 200 ألف طن ) من الذرة الصفراء والرفيعة بالموسم الصيفي وأكثر من ( 10 مليون ) بالة أعلاف سنوياً وأن هذا الانتاج الوطني المحلي أقل كلفة بـ 30% من المستورد وان تحقيق كل ذلك فقط رهين بإرادة سياسية ومهنية وخلق تعاون وثيق بين القطاعين الزراعيين العام والخاص للأفراد – فهل أدركنا أن فزان هي الركيزة والمنقذ للأمن الغذائي الليبي المستدام ؟!!! والذي لا يقل أهمية من الأمن القومي للحدود والتراب والدواء والتعليم . حفظ الله ليبيا / 4 يونيو 2022م